صادف أمس «اليوم العالمي للنسخ الاحتياطي» الذي تستذكر فيه كبرى الشركات في العالم أهمية نسخ أصولها الرقمية التي أصبحت أكثر قيمة من الذهب وضرورة حمايتها ضد السرقة أو الفقدان أو الهجمات السيبرانية. ووفقاً لاستطلاع حديث، فإن 40 % من الشركات الصغيرة التي تتعرض إلى فقدان بياناتها بصورة أو أخرى، لا تتعافى وتتوقف تماماً عن العمل.

وقال جوناثان مبستيد، نائب الرئيس في منطقة الشرق الأوسط والمملكة المتحدة وأفريقيا في «نتسكوب» إنه على مدار العقد الماضي، انتقلت التطبيقات وعمليات النسخ الاحتياطي إلى السحابة إلى حد كبير نوعاً ما. وتشير التقديرات أنه في عام 2022، تم تخزين 60 % من بيانات الشركات في العالم في السحابة وأن 98 % من الشركات العالمية كانت تخزن على الأقل بعضاً من بياناتها في السحابة.

وأضاف: «بينما يوفر التخزين السحابي مزايا هائلة مقارنة بحلول التخزين المادية للنسخ الاحتياطية، فإنه يتطلب نهجاً مختلفاً للأمن المادي. حيث يتم اتخاذ قرار نسخ البيانات احتياطياً من خلال الاعتراف بأن خسارتها ستؤثر سلباً على تشغيل المنظمة - إما من خلال خفض الإنتاجية الفورية أو فقدان القيمة على المدى الطويل. عادة ما يعرف النسخ الاحتياطي على أنه إنشاء نسخة من البيانات وتخزينها في مكان آخر في حالة فقد المصدر الأصلي».

تعاف من الكوارث

ولفت مبستيد إلى ضرورة مراعاة مخاطر فقدان البيانات ليس فقط من خلال خطأ في النظام - والذي غالباً هو أول شيء يتم التفكير فيه عند التخطيط لعمليات النسخ الاحتياطي للبيانات – ولكن قد يحدث ذلك أيضاً من خلال تسرب البيانات أو عمليات السرقة والاستيلاء على هذه البيانات. لذا لا يعد إجراء نسخة احتياطية من البيانات وتخزينها في مكان ما والتي قد تكون عرضة للسرقة من قبل أحد برامج الفدية الخبيثة أمرا محبذا فعله عند إجراء نسخ احتياطي فعال. وأضاف: «يجب مراعاة أمان السحابة جنباً إلى جنب مع استراتيجيات النسخ الاحتياطي للبيانات، مما يضمن أن أي بنية تحتية قادرة على التعافي من الكوارث وأن تعود لتقديم جميع الخدمات وتأدية مهامها دون أي مشكلات».

وقال عماد فهمي، مدير هندسة النظم في منطقة الشرق الأوسط في «نتسكاوت» إنه من المقرر أن يصل سوق تخزين البيانات في دول مجلس التعاون إلى مستوى قياسي يبلغ 8.5 مليارات دولار بحلول عام 2027، نظراً لأن المزيد من الشركات حول العالم تنقل بنيتها التحتية وخدماتها إلى السحابة، فإن العديد منها ينفذ استراتيجيات النسخ الاحتياطي السحابي.

وأضاف: يعد الاعتماد المتزايد للخدمات السحابية بين الشركات الصغيرة والمتوسطة محركاً رئيسياً لنمو سوق السحابة العامة في المنطقة، وكذلك زيادة الطلب على تقنيات الذكاء الاصطناعي وخدمات وحلول التعلم الآلي التي تمكن الشركات من مراقبة وتحليل وتوقع كميات كبيرة من البيانات غير المعالجة. ومن خلال نهج النسخ الاحتياطي السحابي، لا توجد حاجة إلى الأجهزة الموجودة في المبنى ويمكن بدء النسخ الاحتياطي والاسترداد من أي موقع، كما أن النسخ الاحتياطية في المباني أكثر عرضة للتهديدات الأمنية لأن لديها ضمانات أقل من الحلول المبنية على تكنولوجيا السحابة العامة، ينطوي عدد أقل من الضمانات على سهولة وصول الجهات الخبيثة.

اتجاهات 2023

وحول اتجاهات النسخ الاحتياطي للبيانات هذا العام قال فهمي: وفقاً للتقارير، سينمو سوق النسخ الاحتياطي والانتعاش للبيانات في جميع أنحاء العالم من 5.5 مليارات دولار في عام 2017 إلى 13.5 مليار دولار في عام 2023، بمعدل نمو سنوي مركب قدره 19.3 %.

كما سيزداد الطلب على حلول النسخ الاحتياطي والاسترداد المستندة إلى السحابة بنسبة 19.3 % في عام 2023 مع قيام المزيد من الشركات بنقل عملياتها إلى السحابة.

ومن المتوقع أيضاً أن يعطي مزيد من الشركات الأولوية لأمن البيانات وتعزز مكانتها مع النظر أكثر في تشفير البيانات بهدف تأمينها، حيث يعتبر تشفير البيانات طريقة عملية لتأمين شبكات المؤسسات المعقدة، ويضمن التشفير من طرف إلى طرف أن أولئك الذين لديهم مفتاح فك التشفير فقط يمكنهم الوصول إلى البيانات أثناء انتقالها عبر الشبكة. وقد يبدو جلياً واضحاً من أن إنشاء كلمات مرور وتدويرها ونسخها احتياطياً بأحرف عشوائية تضمن أقصى معدل لحماية البيانات، إلى جانب ذلك، يجب تطبيق قيود الوصول في طبقة الاتصال عبر جدران الحماية أو ثنائيات البيانات.