أكدت مجموعة كونيكت في دراسة أجرتها مؤخراً أن الحصول على تأشيرة العمل الحر في دبي يوفر فرصاً لا تضاهى في اقتصاد متنوع، مع إمكانية لا مثيل لها للنمو، بالإضافة إلى المزايا المالية المهمة، مثل عدم فرض ضرائب على الأرباح الشخصية أو رأس المال، كما تدعم دولة الإمارات بيئة ريادية للشركات الناشئة، وتعد بمثابة بوابة إلى الأسواق في الشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا، فضلاً عن كونها تمتلك بيئة تحتية عالمية المستوى، مما يعني أن الراغبين في العمل والاستثمار في تلك المناطق يمكنهم الاستفادة من مكانة دبي مركزاً رئيسياً للأعمال، وتوسيع نطاقهم بشكل استراتيجي ومربح.

ووفقاً للدراسة التي أجرتها المجموعة تبين أن توظيف العاملين المستقلين يتمتع بمزايا عدة، بدءاً من توفير المرونة في توسيع نطاق العمل أو تقليصه وفقاً للحاجة، وغالباً ما يؤدي ذلك إلى تحسين جودة التسليم في المواعيد النهائية المحددة، كما يمكن أن يكون مفيداً للتخطيط للحالات الطارئة بين التعيينات أو لاستكمال فريق صغير، ويكون أكثر كفاءة من حيث التكلفة مقارنة بتوظيف موظفين بدوام كامل.

وذكرت الدراسة أن طريقة العمل خلال السنوات الأخيرة شهدت تحولاً جذرياً في العديد من الجوانب نحو الأفضل، خصوصاً بعد انتهاء جائحة كورونا، حيث يسعى الموظفون بشكل ملحوظ إلى زيادة المرونة في أساليب عملهم، ويمكن أن يشمل ذلك فرص العمل المرنة مثل العمل الهجين، الذي يتيح للموظفين القدرة على العمل جزئياً في المكتب، والعمل عن بُعد جزءاً آخر أو الانتقال الكامل إلى العمل عن بعد بنسبة 100 %، سواء كونه موظفاً في شركة أو عاملاً مستقلاً.

وأضافت: كانت دولة الإمارات رائدة في تبني هذا النمط الجديد للعمل، حيث أطلقت تأشيرات للأعمال الحرة لتسهيل العيش والعمل في الدولة بشكل غير مسبوق، إذ كانت في الماضي تأشيرة الأعمال الحرة محدودة لبعض الصناعات والمهن فقط، ولكنها توسعت في السنوات الأخيرة لاستقبال مجموعة واسعة من المهن والصناعات، لتشمل التدريب الشخصي والهندسة، وكل ما يقع بينهما، وربما المزيد، مما يعكس التزام الدولة بتعزيز التنوع الاقتصادي، وتشجيع الابتكار والاستثمار في المجالات المختلفة.

وتابعت: تستقطب دولة الإمارات من خلال تعزيز مكانتها مركزاً عالمياً للعمل عن بعد والعمل الحر، أفضل الكفاءات العالمية، التي تستهويهم بأسلوب الحياة العالمي الفريد والثقافة المتنوعة، إلى جانب مزايا الأمان والاستقرار، إذ تعد الإمارات واحدة من أهم البلدان في العالم للعيش والعمل، وتوفر بيئة اقتصادية متميزة، بفضل فرص العمل المتنوعة والمزايا الاقتصادية، التي توفرها. بالإضافة إلى ذلك فإن البنية التحتية المتطورة والخدمات العالية الجودة تجعلها وجهة مغرية للأفراد، الذين يبحثون عن فرص جديدة ونمط حياة مترف.

ولفتت الدراسة إلى ما ذكره معالي عمر سلطان العلماء وزير دولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بعد أثناء حديثه في منتدى «عن بعد»، الذي أقيم بدبي في شهر مارس الماضي، بأن المزايا التكنولوجية، التي قدمتها دولة الإمارات أسهمت في بناء بنية تحتية قوية لدعم وتمكين العاملين في العصر الرقمي، وأن العمل عن بعد أصبح الآن طريقة رئيسية للعمل، وليس مجرد خيار.

كما أوضح عمر العلماء وفقاً للأرقام، التي قدمها استناداً إلى تقرير شركة الأبحاث البريطانية «يوجوف» (YouGov) يعمل ما يقرب من نصف العاملين في دولة الإمارات العربية المتحدة، أو بنسبة تقدر بنحو 46 %، عن بعد، مما يعكس ذلك تغيراً سريعاً في طريقة عمل الأفراد في الواقع.

وأفادت نتائج استطلاع «بيت.كوم» (Bayt.com) حول العمل الحر في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لعام 2023 أن 89 % من المهنيين في المنطقة يخططون لمزيد من العمل الحر هذا العام، ويسعون لتحقيق توازن أفضل بين العمل والحياة الشخصية، ومتابعة شغفهم، وزيادة دخلهم الحالي. كما يشهد نمط توظيف الشركات المحلية للمواهب تطوراً، حيث خطط 70 % من أصحاب العمل لتوظيف مستقلين خلال العام الماضي.