أكد تيمن ميستر، مدير العمليات في موانئ دبي العالمية «دي بي ورلد»، الحضور القوي للشركة في كل قارات العالم، مشيراً إلى تبني الشركة استراتيجية لوجستية أوسع، تتجاوز مجرد الاقتصار على إدارة الموانئ. جاء ذلك في حوار لتيمن ميستر مع مجلة إف دي آي إنتيليجنس FDi Intelligence، أوضح فيه كيف نجحت الشركة في تجاوز تحديات الجائحة العالمية، التي أفضت إلى تغيير شامل في سلاسل القيمة العالمية، واستعرض ميستر خلال حواره، أيضاً، كيف تتكيف موانئ دبي العالمية مع العالم الجديد، الذي نعيش فيه.
وأوضح ميستر أن جائحة كورونا تسببت في تعطيل سلاسل القيمة العالمية، لكنها في الوقت نفسه أسهمت في تسريع إعادة هيكلتها، جنباً إلى جنب مع الصراع في أوكرانيا، الذي أضاف تحديات جديدة، وزادت من تشتت التدفقات التجارية.
ثقة
وشدد على أن سنوات الجائحة أدت إلى تفاقم بعض التحديات الرئيسية، التي كانت الصناعة تواجهها؛ إلا أنها منحتنا مزيداً من الثقة بأننا نقوم بالأشياء الصحيحة للعمل على منصة لوجستية متنوعة، استغرق إعدادها من 5 إلى 6 سنوات.
وأضاف: علاوة على ذلك كانت فترة الوباء استثنائية جداً، لدرجة أن فترة الـ24 إلى 30 شهراً الأولى؛ كانت تتعلق أكثر ببقاء الصناعة نظراً لوجود مساحة صغيرة جداً للمناورة، لكن هذا يتغير الآن. لقد عدنا إلى عالم ما قبل كوفيد بطرق عدة.
وبين قائلاً: عندما اجتاحت جائحة كورونا العالم في مارس 2020، انخفضت الحجوزات على الفور، ولكن في غضون 6 إلى 8 أسابيع عاد النشاط والحجوزات للارتفاع، وقبل شهر يونيو، كان بإمكانك أن ترى نمواً مزدوج الرقم في النقل في فترة زمنية، لا تتجاوز ربع العام، وهذا النمو بهذا الحجم في ربع واحد لم نسمع به من قبل، فخلال الثلاثين عاماً التي أمضيتها في هذا المجال، لم أر شيئاً كهذا من قبل. في تلك المرحلة كان الجميع يتدافعون، وفي غضون عامين فقط عدنا لحياة تشغيلية كاملة، وكان ما يقرب من 20 إلى 25 من منافذنا الرئيسية ممتلئة جداً لذروتها.
استراتيجية التنويع
وعن التوسع في استراتيجية التنويع، التي تتبعها موانئ دبي العالمية، قال تيمن ميستر، مدير العمليات في موانئ دبي العالمية «دي بي ورلد»: منذ نحو 5 سنوات كانت موانئ دبي العالمية شركة تركز على مجال تشغيل الموانئ، لكننا قررنا في عام 2017 أننا بحاجة إلى الاقتراب أكثر من العميل النهائي، لأن العميل النهائي له التأثير الأكبر على ما يحدث حول مينائك، وكانت تلك هي نقطة الانطلاق إلى ما يمكن أن نطلق عليه «استراتيجية لوجستية».
هذا لا يعني أننا لسنا مهتمين بأعمال الموانئ؛ إنه عمل قوي بطبيعته بوجود شركاء جيدين، ولدينا حضور عالمي قوي. نحن في كل قارة من قارات العالم. لقد وصلنا إلى مرحلة النضج حيث، نظراً لأن بصمتنا متوازنة بشكل جيد في معظم الأسواق، لا نحتاج إلى النمو من أجل النمو.
وأكد: سنواصل متابعة الموانئ الجديدة إذا كانت لها قيمة استراتيجية عالية وأساسيات استيراد وتصدير جيدة وتوازن جيد ومجتمع جيد من مالكي البضائع المستفيدين «العملاء النهائيين»، الذين يمكننا الاستفادة منها، لذلك سنستمر في أن نكون شركة موانئ قوية، ولكن هناك حاجة للتنويع بعيداً عنه، والتأكد من أننا نصل إلى العميل النهائي، وهذه هي نقطة الانطلاق في مجال الخدمات اللوجستية.
المناطق الحرة
وعن دور المناطق الحرة في هذه الاستراتيجية قال: إننا عندما نستثمر في ميناء ونعمل عليه فإننا نبقى فيه لمدة 30 إلى 50 عاماً، لنكون ناجحين. وتتمثل إحدى طرق تجاوز المخاطر في بناء المفهوم الاقتصادي للمنطقة الحرة حوله لإنشاء نظام بيئي للشركات التي ستتداول وتستخدم أصولك، بدلاً من الاعتماد المفرط على خطوط الشحن.
وتخلق المنطقة الحرة قوة سوق تدفع الأحجام ذهاباً وإياباً، على وجه التحديد في الأسواق الناشئة، حيث لم يتم إثبات المفهوم أو أنه جديد، يمكننا بالفعل مساعدة البلدان على أن تكون أكثر كفاءة من خلال ليس فقط التنظيم، ولكن أيضاً من خلال الأصول المادية المحلية هناك.
دروس
وحول الدروس التي يمكن للمدن الساحلية الأخرى تعلمها من تجربة دبي، أكد أن ميناء جبل علي والمنطقة الحرة بجبل علي «جافزا» عاملان أساسيان في صعود دبي مركزاً تجارياً عالمياً، فجافزا موطن لأكثر من 10000 شركة، وهناك مستوى عالٍ من الاستقرار، من حيث الأنظمة الضريبية والترخيص، التي توفره المنطقة للمستأجرين.
وأوضح: هذه الشركات تحصل أيضاً على مستويات عالية بشكل لا يصدق من حرية التجارة المعفاة من الضرائب باستخدام الاتصالات البحرية أو الجوية، واليوم هناك 14 مليون حاوية نمطية، تتدفق داخل ميناء جبل علي وخارجه، وهذا يعني أنه يتم التعامل مع كمية لا تصدق من الحاويات كل يوم، وتدرك خطوط الشحن أنها ستحصل على خدمات عالية الإنتاجية ومستقرة للغاية وتكلفة تنافسية، لقد جمعت هذين العنصرين، وأعتقد أن هذا سر نجاحنا في ذلك، جنباً إلى جنب مع الاستقرار السياسي.
اقرأ أيضاً: