وصفت وكالة «بلومبرغ» للأنباء دبي بأنها واحدة من أبرز المُدُن على مستوى العالم التي استفادت من التغيرات الاقتصادية والاجتماعية التي اجتاحت العالم إبان الفترة التي شهدت تفشي جائحة «كوفيد-19»، وما بعدها.

وبثت الوكالة صباح اليوم مدونة صوتية بعنوان «بعض المُدُن خرجت من حقبة الجائحة أقوى والبعض أخفق في ذلك»، ضمن سلسلة المدونات الصوتية التي تبثها الوكالة بعنوان «ستيفانوميكس»، والتي تستعرض فيها أبرز المستجدات على الساحة الاقتصادية العالمية.

وذكرت المدونة أن الإمارة من أكبر الفائزين في زمن «كوفيد-19» وما تلاه من متغيرات اقتصادية وسياسية، خاصة الأزمة الروسية الأوكرانية، وذلك بسبب تدفق أعداد هائلة من الأثرياء من أوروبا على دبي للعيش فيها بصفة دائمة، بحثاً عن ملاذ آمن بعيد عن الأزمات الاقتصادية والسياسية.

واستعرضت مدونة اليوم ثلاثة نماذج لمُدُن تُعد من أبرز المراكز الاقتصادية حول العالم، وهي دبي، سان فرانسيسكو وسنغافورة، حيث تباينت المُدُن الثلاثة في حظوظها وأحوالها في زمن ما بعد الجائحة، وما تلاها من تغيرات اقتصادية عالمية لا زالت تتواصل حتى الآن، إذ نجحت دبي وخرجت من «كوفيد-19» فائزة وأكثر قوة، فيما تُعاني سان فرانسيسكو تداعيات مالية واجتماعية سيئة للجائحة، ذلك أن جزء كبير من القوة العاملة التي كانت تقيم بالمدينة غادرها، ولم يعد إليها حتى الآن. وأما سنغافورة، فذكر التقرير أنها استفادت على نحو هائل من التحول الاقتصادي والسياسي التي شهدته خلال السنوات الماضية، إلا أن سكان سنغافورة المُقيمين فيها منذ سنوات طويلة يعانون الآن بسبب ارتفاع معدل التضخم.

وتضمنت المدونة مقابلة مع الإعلامي البريطاني الشهير، مانوس كراني، والذي يقيم في دبي منذ فترة ويقدم البرنامج التليفزيوني اليومي «بلومبرغ دايبريك" ميدل ايست» عبر تليفزيون «بلومبرغ». وأوضح كراني أن النمو الهائل الذي تشهده دبي حالياً، وبصفة خاصة في قطاع العقارات، بدأ يختمر منذ تفشي الجائحة.

وقال كراني: «نشهد في دبي تغيراً ملموساً خلال فترة العام ونصف العام الأخيرة. والحق أن مقدمات هذا التغير قد بدأت تتسارع منذ الجائحة، ذلك أن دبي استقبلت منذ زمن «كوفيد-19»، وما تلاه من أعوام تدفقات هائلة من الأثرياء الأوروبيين، والذين قرروا الانتقال إلى دبي للعيش بها، بعد أن لمسوا الفارق الذي يمكن أن تضيفه إلى حياتهم، بالمقارنة مع الوجهات الأوروبية الرئيسية التقليدية الأخرى للأثرياء، مثل باريس، لندن، برلين، جزر «الأزور». لقد أدركوا المميزات التي تتيحها لهم دبي، ومنها الجو الرائع خلال ستة أشهر من العام تبدأ من مطلع أكتوبر وحتى نهاية مارس، والقدرة على شراء منزل رائع يطل على شاطئ «مرسى دبي» مقابل سعر أقل بالمقارنة بأسعار المنازل المُطلة على الواجهات المائية في دول أخرى. لقد بدأوا ينظرون إلى دبي برؤية مختلفة تماماً. ثم اندلعت الأحداث في أوكرانيا، وبدأ تدفق المزيد من الأثرياء الأوروبيين على الإمارة، وهنا حدث التغير الهائل».

وأضاف كراني: «تستقبل دبي حالياً أثرياء قادمين من كافة مُدُن أوروبا، مثل لندن ومدريد...إلى جانب الولايات المتحدة الأمريكية أيضاً. لقد كان مستوى النجاح الذي حققته دبي في التعامل مع الجائحة وتداعياتها مفاجئاً ومذهلاً حتى للمقيمين في دبي أنفسهم ولمالكي العقارات. ويسعى المطورون إلى التعامل مع تحديات الطلب الهائل بالتوسع في المشروعات العقارية لإضافة المزيد من المخزون. ويشمل هذا التوسع مشروعات في الجزر الاصطناعية، كما يراعي أيضاً كافة الفئات الاقتصادية من الوافدين الجدد، سواءً في مساحات الوحدات السكنية او في أسعارها، وهم بذلك يعززون النمو الذي تشهده دبي بالفعل».