أعلن معهد المحللين الماليين المعتمدين، الجمعية العالمية لخبراء الاستثمار، نتائج الاستبيان العالمي حول إصدار عملات البنوك المركزية الرقمية، والذي يتناول آراء أعضائه حول المزايا المحتملة لهذه العملات، وأثرها المحتمل على الاستقرار المالي والشمولية المالية.

وشارك في الاستبيان مجموعة من أعضاء المعهد على مستوى العالم، وكشف عن فهم ودعم محدودين لعملات البنوك المركزية الرقمية بصورة عامة، حيث عبر 42 % منهم عن موافقتهم على إصدار البنوك المركزية للعملات الرقمية، مقابل 34 % ممن عارضوا هذه الخطوة، وقال 13 % إنهم يمتلكون فهماً وافياً لعملات البنوك المركزية الرقمية.

وأظهرت النتائج وجود نظرة تفاؤلية لدى المشاركين في الاستبيان من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إذ أعرب 63 % منهم عن ضرورة إطلاق البنوك المركزية للعملات الرقمية، وقال 73 % إنهم سيستخدمونها بصفتهم الشخصية أو المهنية، في حال قامت البنوك المركزية بإصدارها.

وتعكس النتائج التوجهات السائدة في الأسواق الناشئة الأخرى، التي عادة ما تكون أكثر انفتاحاً على المزايا والفوائد المحتملة لعملات البنوك المركزية الرقمية.

وتأتي الردود الإيجابية، التي أظهرها الاستبيان في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا عقب إعلان مصرف الإمارات المركزي عن مبادرة الدرهم الرقمي، والتي تهدف إلى إطلاق شكل من أشكال النقود الرقمية المصدرة والمدعومة من المصرف المركزي. 

ويشكل تسريع عمليات الدفع وإجراء التحويلات المصرفية السبب الرئيسي في جميع الأسواق لدعم إصدار عملات البنوك المركزية الرقمية، وهناك قناعة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بقدرة هذه العملات على توفير الكفاءة والراحة والأمن في التعاملات الشخصية والمهنية على حد سواء، وتستند المخاوف الرئيسية من عملية الإصدار إلى ثلاث قضايا، وهي الأمن السيبراني والاحتيال، وخصوصية البيانات، وقلة حالات الاستخدام.

وجاءت أغلبية ردود المشاركين في الاستبيان في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أكثر تفاؤلاً وإيجابية من النسبة حول العالم؛ حيث أعرب 56 % من المشاركين عن ثقتهم بقدرة عملات البنوك المركزية الرقمية على تعزيز الاستقرار المالي العام، في حين قال 54 % منهم إن من شأن تلك العملات على الأرجح أن ترتقي بمستويات الشمولية المالية للقطاعات الاقتصادية أو السكان، الذين يعانون من نقص في الخدمات، ولكن قد لا يلاقي إصدار عملات البنوك المركزية الرقمية تأييداً على المستوى العالمي، مما يتطلب من البنوك المركزية العمل على بناء الدعم لهذه العملات.

ويعتقد 49 % من المشاركين في الاستبيان من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أن العملات المشفرة الخاصة لن تتأثر بإصدار عملات البنوك المركزية الرقمية، حيث يمكن استمرار التعامل بكلا النوعين في الوقت ذاته، مما يعكس أهمية دور كل من الأصول الرقمية، والعملات المدعومة من الحكومة في ازدهار الاقتصاد الرقمي وتعزيزه.

وقال أنطوان شحادة، مدير أول لدى معهد المحليين الماليين المعتمدين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: «تعكس نتائج الاستبيان التوجه القوي ضمن الأسواق الناشئة، بما في ذلك منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، نحو إصدار عملات البنوك المركزية الرقمية واعتمادها على نطاق واسع، على الرغم من الحاجة إلى بذل المزيد من الجهود، لضمان نجاح ذلك، ويتطلب هذا النجاح رفع البنوك المركزية مستويات التواصل مع الجمهور والعملاء في الأسواق للتعريف بالمزايا، التي يمكن أن تقدمها هذه العملات، ويمثل قبول المستخدمين النهائيين عاملاً رئيسياً في نجاح عملات البنوك المركزية الرقمية، وتمهد ردود الفعل الإيجابية في المنطقة الطريق نحو مستقبل، تؤدي فيه العملات الرقمية دوراً محورياً لتعزيز الأنظمة المالية وتمكين الأفراد والشركات في مختلف أنحاء المنطقة، ويتعين على البنوك المركزية تهدئة المخاوف المتعلقة بالأمن السيبراني وخصوصية البيانات، وتسليط الضوء على حالات الاستخدام العملي، ومواصلة دفع الأفراد والشركات نحو اعتماد عملات البنوك المركزية الرقمية».