أكدت وكالة «موديز» للتصنيف الائتماني أن انضمام الإمارات إلى مجموعة «بريكس» يمثل خطوة استراتيجية ذات أهمية كبيرة للاقتصاد الإماراتي والعلاقات الدولية، كما تنطوي هذه الخطوة المهمة على 5 مزايا إيجابية، تتمثل في تعزيز الاقتصاد، زيادة معدلات التجارة، دعم التعاون متعدد الأطراف، تنويع العلاقات الاقتصادية، تعزيز القدرة على التأثير.
وانضمت الإمارات رسمياً إلى مجموعة «بريكس» أخيراً، بعد أن صادقت الدول الخمس المؤسسة على طلبها بالانضمام للمجموعة، وهي: البرازيل، وروسيا الاتحادية، والهند، والصين،وجنوب أفريقيا.
جاء هذا الإعلان خلال اجتماع زعماء الدول الخمس في الفترة من 22 إلى 24 أغسطس في جوهانسبرغ.
وذكرت الوكالة أن الإمارات تمثل إضافة قوية ومهمة لمجموعة «بريكس»، من خلال تقديم قيمة متعددة الأوجه، لا سيما في مجال التمويل والاقتصاد، فبالإضافة إلى تمتعها بموارد اقتصادية قوية، تتبنى الإمارات نهجاً رائداً في التنمية المستدامة والاستثمار الذكي، ما يجعلها شريكاً استراتيجياً قيماً لمجموعة «بريكس».
وأكدت الوكالة أن دبي تعتبر بالفعل مركزاً مالياً بارزاً في المنطقة، وبفضل تطورها المستمر وبنيتها التحتية المتطورة، يمكن أن تكون الوجهة الأولى للأعمال والاستثمار من وإلى دول مجموعة «بريكس».
خطوة استراتيجية
وقال إبراهيم الكليوي مدير أول - رئيس قسم المخاطر والخدمات المالية لمنطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا في «Moody's Analytics»، في تصريحات لـ «البيان»، إن انضمام الإمارات إلى مجموعة «بريكس» يمثل خطوة استراتيجية ذات أهمية كبيرة للاقتصاد الإماراتي والعلاقات الدولية.
وأضاف أن هذه الخطوة تأتي في سياق التوجه نحو التعددية والتعاون المتعدد الأطراف، وهو ما يتوافق مع رؤية الإمارات لتحقيق الاستقرار والازدهار الاقتصادي على المستوى الدولي، وتنطوي هذه الخطوة على مزايا إيجابية، تشمل:
تعزيز الاقتصاد، حيث إن انضمام الإمارات إلى مجموعة «بريكس» سيعزز من دورها كمركز اقتصادي رئيس في المنطقة، وعلى الصعيدين الإقليمي والدولي، وسيمكّن ذلك الإمارات من تطوير فرص الاستثمار وتعزيز النمو الاقتصادي، عبر تعزيز التجارة والتعاون الاقتصادي مع الدول الأعضاء في المجموعة.
ويشمل أيضاً، تعزيز التجارة، حيث تنضم الإمارات إلى مجموعة تشكل نحو 40 % من سكان العالم، وأكثر من ربع الناتج المحلي الإجمالي العالمي، سيسهم هذا الانضمام في توسيع قاعدة العلاقات التجارية للإمارات، وتعزيز تبادل البضائع والخدمات مع الدول الأعضاء وأسواق جديدة.
دعم
وأكد الكليوي أن الخطوة ستسهم في دعم التعاون المتعدد الأطراف، إذ أن انضمام الإمارات إلى مجموعة «بريكس»، يعكس التزامها بتعزيز التعاون المتعدد الأطراف في مجالات متعددة، بما في ذلك التجارة والاستثمار والتنمية المستدامة، وهذا سيعزز من مكانة الإمارات كشريك موثوق به في التعاملات الدولية.
ويسهم انضمام الإمارات إلى مجموعة «بريكس» في تنويع العلاقات الاقتصادية، عبر تنويع قاعدة الشركاء الاقتصاديين، وتوسيع نطاق العلاقات مع دول متعددة، وسيسهم هذا في تحقيق استقرار اقتصادي أكبر، من خلال اتفاقيات تجارية مع أعضاء المجموعة وغيرها من الدول.
وقال الكليوي إن هذه الخطوة، ستمكن الإمارات من تعزيز القدرة على التأثير، حيث إن انضمام الإمارات إلى مجموعة «بريكس» سيمنحها منصة أقوى للتأثير في قرارات الشؤون الاقتصادية والسياسية على الصعيد الدولي، سيكون للإمارات دور مهم في صياغة توجهات المجموعة، والمساهمة في تحقيق أهدافها.
واستبعد الكليوي أي تأثير سلبي لانضمام الإمارات لمجموعة «بريكس» في العلاقة بالشركاء التقليديين، بل من الممكن أن تستفيد الإمارات من موقعها الاقتصادي والجغرافي الاستراتيجي للوساطة بين الدول الأعضاء في المجموعتين، كما يمكن أن تسهم هذه العلاقات المتعددة في تعزيز التبادل التجاري والاستثماري والتعاون في مجالات أخرى.
وفي النهاية، إن انضمام الإمارات لمجموعة «بريكس» يُعَدُّ خطوة استراتيجية تعزز من فرص التعاون الدولي، وتعزز من تنويع اقتصاد الإمارات، وتعمق علاقاتها مع شركائها الجدد والتقليديين، على حد سواء.
إضافة مهمة
وقال الكليوي إن الإمارات تمثل إضافة قوية ومهمة لمجموعة «بريكس»، من خلال تقديم قيمة متعددة الأوجه، لا سيما في مجال التمويل والاقتصاد، فبالإضافة إلى تمتعها بموارد اقتصادية قوية، تتبنى الإمارات نهجاً رائداً في التنمية المستدامة والاستثمار الذكي، ما يجعلها شريكاً استراتيجياً قيماً لمجموعة «بريكس».
وتابع الكليوي: على صعيد التمويل، أكد معالي عبدالله بن طوق المري وزير الاقتصاد، أخيراً، على استعداد الإمارات لتقديم دعم مالي لمجموعة «بريكس»، وهذا يمكن أن يكون عاملاً مهماً في تعزيز القدرة التمويلية للمجموعة، وتمويل مشاريع تنموية مستدامة تعود بالفائدة على جميع الأعضاء، هذه الخطوة تعكس التزام الإمارات بتعزيز التنمية المستدامة، وتقديم الدعم للدول النامية، وتعزيز استقرار الاقتصاد العالمي.
بالإضافة إلى ذلك، تمتلك الإمارات خبرة غنية في مجالات متعددة مثل الاستثمار، وإدارة الأصول، وتنمية البنية التحتية، والتكنولوجيا، يمكن للإمارات أن تقدم هذه الخبرات والمعرفة لمجموعة بريكس من خلال تبادل المعرفة، وتنفيذ مشاريع مشتركة تعزز من تنمية البنية التحتية وتحفيز الاقتصادات.
وتابع: من ناحية أخرى، يتجلى دور الإمارات كمحفز للابتكار وريادة الأعمال في المنطقة، حيث إن تعزيز التعاون بين الإمارات ومجموعة «بريكس» يمكن أن يؤدي إلى تبادل الأفكار والتجارب في مجالات التكنولوجيا والابتكار، ما يعزز من تطوير قطاعات جديدة، ويدعم التنمية المستدامة.
وأضاف: بالاعتماد على هذه القيم والموارد، يمكن للإمارات أن تلعب دوراً مهماً في تقديم تمويل وخبرة استراتيجية لمجموعة «بريكس»، وهذا سيسهم في تعزيز قدرة المجموعة على تحقيق أهدافها التنموية والاقتصادية، وتعزيز دورها كلاعب مؤثر في الساحة الدولية.
وجهة أولى
وأفاد الكليوي بأن دبي تعتبر مركزاً مالياً بارزاً في المنطقة، وبفضل تطورها المستمر، وبنيتها التحتية المتقدمة، ستكون الوجهة الأولى للأعمال والاستثمار من وإلى دول مجموعة «بريكس»، إذ يمكن لدبي أن تكون الرابط الاقتصادي الحيوي الذي يربط بين الشرق والغرب والجنوب والشمال، ما يعزز من تدفق الأموال والاستثمارات عبر حدود المنطقة.
بالإضافة إلى ذلك، فإن انضمام الإمارات إلى مجموعة «بريكس»، يعزز من شأن دبي كمركز للتجارة العالمية والاستثمار، حيث يتوقع أن يزيد من حجم الأعمال المالية والتجارية التي تتم عبر أراضيها، وبناءً على توقعات نمو الاقتصاد الإماراتي في المستقبل، يمكن لدبي أن تلعب دوراً أكبر كمركز مالي متعدد الجوانب، يسهم في تعزيز الاقتصاد المحلي وتعزيز تنوعه.
وأشار الكليوي إلى أن الإمارات تسعى دائماً لتحقيق التنوع الاقتصادي، وهذه الخطوة قد تعزز من هذا الهدف، من خلال تعزيز القدرة على تقديم مجموعة متنوعة من الخدمات المالية والاستثمارية، كما تأتي هذه الخطوة في سياق جهود دبي لتعزيز مكانتها كوجهة عالمية للأعمال والمال والسياحة، بالتالي، فالخطوة متناسقة مع الأهداف والطموحات الاقتصادية للدولة، وكذلك مع دور دبي في إنجازها.
وقال: باختصار :سيكون لانضمام الإمارات إلى مجموعة «بريكس» تأثير إيجابي في أداء دبي كمركز مالي رئيس في المستقبل، حيث سيتيح لها تعزيز دورها كمركز تجاري واستثماري دولي، وتقديم خدمات مالية متنوعة وجذابة للمستثمرين من جميع أنحاء العالم.