اختتمت وحدة الخدمات الرقمية التابعة لجنرال الكتريك ڤيرنوڤا، التي تضم مجموعة أعمال في مختلف مجالات الطاقة الكهربائية، فعاليات ملتقى "التحول الرقمي في قطاع الطاقة" الذي أقيم على مدار يومي 11 و12 أكتوبر بدبي. واستضاف الحدث نخبة من المتخصصين في مجالات النفط والغاز والصناعات الثقيلة وتوليد ونقل الطاقة الكهربائية واستراتيجيات تحول الطاقة والاستدامة من جميع أنحاء الشرق الأوسط وأفريقيا. 

واستعرض الملتقى الحلول التي توفرها التقنيات الرقمية في قطاع الطاقة ودورها المحوري في تعزيز كفاءة الأصول وإدارة الانبعاثات بكفاءة، فضلاً عن منهجية إدارة التغيير المطلوبة لتنفيذ هذه الحلول كجزء من التزام أوسع بتحقيق تحول الطاقة وإزالة الكربون. كما تم تسليط الضوء على قصص نجاح في التحول الرقمي وتطبيقات إدارة أداء الأصول من جنرال الكتريك ڤيرنوڤا التي يمكن أن تساهم في تعزيز العمليات وتعزيز كفاءة أصول توليد الكهرباء، مع تحقيق أهداف الاستدامة. 

وقال مارك وايز، الرئيس التنفيذي للشؤون التجاري في وحدة الأعمال الرقمية لجنرال الكتريك ڤيرنوڤا "في ظل بيئة تواجه فيها شركات الطاقة والشركات الصناعية عدة متطلبات، بما في ذلك ضبط التكاليف وتلبية ومتطلبات السوق ومعالجة بصمتها البيئية، يأتي التحول الرقمي ليشكل فرصةً مثلى لمعالجة هذه القضايا وغيرها الكثير، وكان هذا التفاعل والتداخل بين التحول الرقمي وتحول الطاقة موضوعاً رئيسياً للحدث الذي أقمناه في دبي واستضفنا فيه نخبة من المتخصصين والخبراء في المنطقة". 

وأضاف "تعد مواكبة التحول الرقمي إحدى أكثر الطرق فعالية في دفع عجلة نمو الكفاءة التشغيلية، والتي غالباً ما تشمل أو تؤدي إلى تحقيق كفاءة أعلى في استهلاك الوقود (وبالتالي خفض الانبعاثات). وبالنسبة للشركات العاملة في مجال الطاقة، يمكن أن تساهم رقمنة العمليات في تحسين مستوى الجودة والسلامة والأداء، فضلاً عن المنافع البيئية".  

وكشفت الأمم المتحدة في دراسة لها مطلع سبتمبر الماضي أنه وبحلول العام 2030 سيكون العالم بحاجة إلى خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في قطاع الطاقة بنسبة 43٪، وبنسبة 60٪ بحلول عام 2035. ورغم التقدم الكبير الذي تم إحرازه في مجال خفض الانبعاثات منذ عام 2015، عندما كان العالم متجهاً نحو ارتفاع بمقدار 3 درجات مئوية، فإننا، ووفق مسارنا الحالي، ما زلنا متجهين نحو ارتفاع بمقدار 2.5 درجة مئوية، متجاوزين هدف 1.5 درجة مئوية وهو ما قد يؤدي إلى إطلاق تداعيات مناخية أشد قسوة مما نشهده بالفعل.

وتشير دراسة الأمم المتحدة المذكورة أعلاه إلى أن الانبعاثات الصناعية تشكل 25٪ من الانبعاثات العالمية، وأن تحسينات كفاءة الطاقة تشكل إحدى الطرق المهمة للحد من تلك الانبعاثات، والتي لا يمكنها أن تحدث فرقاً كبيراً فحسب، بل يمكن أن تؤدي أيضاً إلى خفض التكاليف الإجمالية بحجم مساوي لتوليد الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.

ووجدت دراسة أجرتها شركة "أكسنتشر" لصالح المنتدى الاقتصادي العالمي أن التقنيات الرقمية المستخدمة في مجالات الطاقة والمواد والتنقل يمكن أن تساهم في الحد من الانبعاثات العالمية بنسبة تصل إلى 10٪ بحلول عام 2030 من خلال الاعتماد السريع للرقمنة و20٪ بحلول عام 2050.

التحول في ثلاث خطوات

ويعد التحول الرقمي ضرورياً لإحراز أي تقدم. ويتضمن هذا التحول ثلاث خطوات: ربط الأصول والرقمنة، وتحسين العمليات التشغيلية، والابتكار والتوسيع.

تعد الخطوة الأولى ضرورية، لأن إضافة أجهزة استشعار وربطها بقواعد البيانات السحابية أو الموجودة في المبنى، ورقمنة عمليات المراقبة والعمليات التشغيلية، يمنح المؤسسات رؤية آنية حول أداء الأصول عبر المعدات والأنظمة والمرافق المتعددة. ويمكن كذلك جمع البيانات يدوياً عبر جولات المشغلين. ويشكل جمع البيانات أمراً بالغ الأهمية في عملية التحول الرقمي.

وتستخدم المرحلة التالية استخدام تلك البيانات لتحسين العمليات التشغيلية، وذلك من خلال إجراء تحليلات بالمقارنة مع الأداء السابق أو مجموعات البيانات على مستوى الشركة أو على مستوى عالمي، يكتسب المشغلون مستويات جديدة من الرؤية حول العمليات التشغيلية للمنشأة ويتخذون الإجراءات المناسبة لزيادة الإنتاجية، وتقليل مكامن الضعف، وخفض التكاليف، وتعزيز الجودة، وزيادة المرونة.

وتتعلق المرحلة الثالثة بإضافة تعلم الآلة والذكاء الاصطناعي لدفع عجلة الابتكار والنمو بغية تحقيق نتائج مثل تمييز الخدمات على أساس القيمة، وجداول الصيانة المحسنة، والصيانة الوقائية بدلاً من الصيانة المجدولة أو الاستجابية. 

ومع وجود هذه البيئة الصناعية الرقمية، أصبح قطاع الطاقة يمتلك الأدوات اللازمة لدعم إجراءات خفض الانبعاثات.

برمجيات من أجل مستقبل مستدام

وتمتلك الشركة مجموعة من البرمجيات والحلول الرقمية لمختلف قطاعات توليد الطاقة، من الغاز ومصادر الطاقة المتجددة والطاقة النووية والنقل والتوزيع، وجميع مراحل عملية إنتاج النفط والغاز. وتشمل حلول إدارة أداء الأصول الشاملة مراقبة حالة الأصول، والصيانة التنبؤية والوقائية، والسلامة الميكانيكية، فيما تساعد بعضها على إنشاء نماذج افتراضية للمرافق الحقيقية، بدءاً من الطاقة ووصولاً إلى العمليات الهيدروكربونية، المشغلين على تصميم سيناريوهات تشغيل مختلفة لتحديد تكوينات المعدات الأمثل. وقد يعني ذلك حصول محطات الطاقة على تخطيط أفضل لفترات الصيانة، وتحسين معدلات الحرارة واستهلاك الوقود. كما تساعد برمجيات أخرى أكثر تخصصاً على قياس وإدارة وخفض الانبعاثات الكربونية، وبناء استراتيجية لتحقيق الحياد المناخي.