كشفت «وايتشيلد»، شركة الاستشارات العالمية المتخصصة في وضع الاستراتيجيات والسياسات العامة، عن إصدار النسخة الأولى من تقرير مؤشر مرونة التجارة العالمية (GTRI 2023)، وذلك على هامش مؤتمر الأطراف في شأن تغيّر المناخ (COP 28) في دبي إذ تصدرت دولة الإمارات قائمة الدول الأعلى أداءً في المنطقة العربية واحتلت المرتبة 31 عالمياً، بفضل دورها مركزاً تجارياً عالمياً رئيساً وبيئتها المواتية لمزاولة الأعمال، ومحفظتها المتنوعة من الشركاء التجاريين وبنيتها التحتية عالمية المستوى وخدماتها اللوجستية عالية الجودة وقدراتها الجمركية المتميزة. ويبرز لديها عدد من مواضع التحسين بما يشمل زيادة تنويع المنتجات والانتقال إلى أعلى سلاسل التوريد للتداول بمنتجات معقدة.

واستجابةً للاهتمام المتزايد بقضايا سياسة التجارة العالمية ودورها في إرساء اقتصادات أكثر استدامة، تقدم وايتشيلد، التي تصدرت مجالي الاستدامة والتجارة منذ أكثر من عشر سنوات، منهجية مبتكرة ترسم صورة واضحة عن واقع العلاقات التجارية الحالي من ناحية المنتجات والشركاء في آن معاً. ونجحت الشركة في تطوير منهجية فريدة لقياس قدرة الدول على مواجهة التقلبات التجارية على المدى القصير والتعافي منها على المدى المتوسط. ويهدف ذلك إلى مساعدة الدول على تحقيق أهدافها المتعلقة بالتنمية المستدامة بتحديد مواضع التحسين بالاعتماد على 85 مؤشراً لمرونة التجارة العالمية والتي تغطي 136 اقتصاداً.

الدول العشر الأولى

وتشمل قائمة الدول العشر الأولى عالمياً من ناحية الأداء في مؤشر مرونة التجارة العالمية (GTRI 2023) تسع دول مرتفعة الدخل، وهي ألمانيا (1) وهولندا (2) والولايات المتحدة (3) وفرنسا (4) واليابان (5) والمملكة المتحدة (6) وإيطاليا (7) وسنغافورة (8) وبلجيكا (10)، ودولة واحدة متوسطة الدخل وهي الصين في المرتبة التاسعة كما برزت دول أخرى متوسطة الدخل في مقدمة الترتيب وهي ماليزيا في المرتبة العشرين وتايلند في المرتبة الثانية والعشرين.

وتتربع ألمانيا، ثالث أكبر مصدّر عالمياً، في طليعة تصنيفات المؤشر بفضل الشبكات التجارية القوية التي أسستها على مر السنوات في مختلف أنحاء العالم، إلى جانب أنشطتها التجارية فائقة التنوع على صعيدي المنتجات والشركاء التجاريين. وتُعد هولندا سادس أكبر دولة تجارية في العالم، وتحتل المرتبة الثانية في مؤشر مرونة التجارة العالمية نتيجة علاقاتها القوية بأوروبا وباقي أنحاء العالم وأنظمة الخدمات اللوجستية والتوزيع المتقدمة لديها وبيئتها المواتية للأعمال.

وصنّف المؤشر الولايات المتحدة في المرتبة الثالثة، وهي ثاني أضخم دولة تجارية في العالم، إذ يبرز هذا التصنيف المتقدم، إلى جانب عوامل أخرى عديدة، مدى قوة شبكتها التجارية العالمية ودورها مركزاً تجارياً عالمياً رئيساً عدا عن تنوع وكثرة السلع التجارية التي تتداولها. وعلى الرغم من أن الصين الدولة المصدّرة الأولى في العالم وتحمل لقب «مصنع العالم»، فإنها جاءت بالمرتبة التاسعة في ظل قدرتها الفائقة على تحمل التقلبات، فهي تؤدي دوراً محورياً في سلاسل التوريد العالمية وتتمتع بمحافظ متنوعة من السلع والشركاء التجاريين، إلا أنها تعاني نسبياً نقاط ضعف في ركيزتها المؤسسية.

التنويع الاقتصادي

وجاءت المملكة العربية السعودية في المرتبة الثالثة في التصنيف على مستوى المنطقة العربية والـ47 عالمياً، مستفيدة من تسريع خطط التنويع الاقتصادي والسياسات الداعمة كما أثمرت الإصلاحات المؤسسية والمالية والتنظيمية تحسناً ملموساً في بيئة الأعمال وزيادة معدلات النمو في قطاعات السفر والسياحة والخدمات اللوجستية والتكنولوجيا المالية، وتمكنت السعودية من توسيع شبكة شراكاتها التجارية خارج أسواقها التقليدية، كما سجلت تحسناً على صعيد تنويع سلعها، إلا أنها لم تبلغ أقصى إمكاناتها حتى اليوم، إذ يتعين عليها العمل على تسهيل التدابير الحدودية وتعزيز الحماية القانونية التي توفرها.

وقال فادي فرّا، الشريك الإداري في شركة وايتشيلد: «بادرت وايتشيلد، في ظل تصاعد الاهتمام بقضايا سياسة التجارة العالمية وإسهامها في تعزيز استدامة الاقتصادات في العالم، إلى ابتكار تقرير مؤشر مرونة التجارة العالمية (GTRI 2023)، والذي يقدم منهجية غير مسبوقة لدعم الدول في تحديد السبل المتاحة لتعزيز قدرتها على الثبات في وجه التقلبات التجارية والتعافي منها. ويتزامن إصدارنا لهذا التقرير مع انعقاد مؤتمر الأطراف في شأن تغيّر المناخ COP 28 في دبي، ونأمل أن يسهم التقرير في تحقيق أهداف المؤتمر، ولا سيما في المجالات التي تتيح استخدام السياسات التجارية والداعمة للمساعدة على تحفيز إجراءات حماية المناخ وتعزيز التنمية المستدامة».

وقال رائد صفدي، كبير الاقتصاديين في وايتشيلد: «يتزامن إطلاق تقرير مؤشر مرونة التجارة العالمية (GTRI 2023) مع تراجع المرونة التجارية نتيجة الاضطرابات الحادة التي واجهتها في الأسواق العالمية، ويمكن لمنهجيات الاستعانة بمصادر خارجية قريبة جغرافياً وللمعاملات التجارية مع الأصدقاء أن تعزز المرونة في وجه الأخطار الجيوسياسية على المدى القصير، إلا أنها تحد من مرونة الدول أمام باقي أنواع الاضطرابات، على غرار أزمة كوفيد-19، ودفعت هذه العوامل وايتشيلد إلى إصدار تقرير مؤشر مرونة التجارة العالمية (GTRI 2023) ودعم الدول في تحسين تكاملها التجاري والحد من تأثير الاضطرابات في اقتصادها، ويشكل التقرير أداة قوية لدعم المرونة الاقتصادية باستخدام أساليب مبتكرة ترتكز على نظرية الشبكات، إلى جانب المحاكاة للاضطرابات التجارية وتتبع أثرها المحتمل في التدفقات التجارية».