أصدرت المنطقة الحرة بمطار دبي (دافز)، التابعة لسلطة دبي للمناطق الاقتصادية المتكاملة (دييز)، ورقة بحثية كشفت فيها عن نهجها المستدام الذي نجح بتعزيز موقعها كلاعب رئيسي داعم للاستراتيجيات الوطنية ذات الصلة بالممارسات البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات، ومستوى التقدم الكبير الذي حققته دولة الإمارات في هذا المجال بالاستناد إلى رؤى متعمقة وإحصائيات ودراسات شاملة، حيث نجحت المنطقة الحرة بمطار دبي والتي تتميز بمكانتها الرائدة في مجال الاستدامة، في خفض بصمتها الكربونية بشكل ملحوظ بنسبة 48%، بما ينسجم مع مساهمتنا الرائدة في تحقيق المستهدفات الوطنية.
وتتناول الورقة البحثية التي تحمل عنوان (EMERALD SANDS OF The UAE) مسيرة الدولة التنموية في التحول نحو الاقتصاد الأخضر، والدور الجوهري الذي تلعبه «دافز» على صعيد الاستدامة من خلال مبادراتها وممارساتها وعملياتها وبنيتها التحتية التي تعزز موقعها كوجهة جاذبة للأعمال والاستثمارات والكفاءات، ومحطة داعمة لأفضل الممارسات البيئية المسؤولة، بما ينسجم مع مختلف الاستراتيجيات الوطنية التي تطمح إلى بناء مستقبل مستدام للأجيال الحاضرة والمستقبلية.
وأشارت آمنة لوتاه المدير العام للمنطقة الحرة بمطار دبي (دافز) إلى أن إنجازات الدولة في مجال التحول نحو الاقتصاد الأخضر تبلورت بشكل واضح من خلال نهجها تجاه الاستدامة الذي تجاوز حدودها الجغرافية، واستثماراتها الكبيرة في مشاريع الطاقة النظيفة والمتجددة، ومساهماتها الفاعلة في مبادرات الطاقة الخضراء، وباستضافتها لمؤتمر Cop28 الذي يعتبر بمثابة تجسيد عملي على التزام الدولة بجهود تحقيق الحياد الكربوني والعمل المناخي على مستوى العالم.
وأضافت لوتاه: «تجسد نتائج هذه الورقة البحثية التزامنا العميق بقضايا الاستدامة، بما يتماشى مع رؤية دولة الإمارات العربية المتحدة في هذا المجال، كما يعكس التقدم الملحوظ للدولة ضمن مؤشر المستقبل الأخضر لعام 2023 بترتيب قدره 36، مدى التزام المساعي الرامية نحو تحقيق مستهدفات الحياد الكربوني بحلول عام 2050، حيث نجحت المنطقة الحرة بمطار دبي والتي تتميز بمكانتها الرائدة في مجال الاستدامة، في خفض بصمتها الكربونية بشكل ملحوظ بنسبة 48%، بما ينسجم مع مساهمتنا الرائدة في تحقيق المستهدفات الوطنية».
وتحدثت لوتاه عن مكانة المنطقة الحرة بمطار دبي كبيئة مثالية للمستثمرين الحريصين على تطبيق الممارسات المستدامة والمسؤولة بيئياً بفضل مرافقها الحديثة وتقنياتها المتطورة، مما يجعلها وجهةً مثالية لأصحاب المشاريع والشركات الذين يسعون نحو تطبيق مستهدفات الأجندات الخضراء على مستوى العالم، مشيرة إلى النهج الاستباقي الذي تتبعه «دافز» لإنشاء منظومة اقتصادية مستدامة وقوية تماشياً مع مساعي الدولة الرامية إلى تحقيق الريادة في هذا المجال.
مبادرة نوعية مستدامة
وأطلقت «دافز» مبادرة نوعية لتطوير منظومة الاستدامة في دولة الإمارات، وذلك من خلال إجراء دراسة بحثية تهدف إلى تحديد القطاعات المسؤولة بيئياً بهدف استقطاب الشركات العاملة بها، وبالتالي المساهمة بشكل كبير في اقتصاد الدولة على مستوى الصعد البيئية والاقتصادية والاجتماعية كافة.
وتأتي هذه المبادرة في خطوة استباقية تدعم جهود «دافز» على صعيد الاستدامة والتزام سلطة دبي للمناطق الاقتصادية المتكاملة (دييز) بترسيخ حضورها كنموذج عالمي يجسد هذه الثقافة ويتبع أفضل الممارسات البيئية المسؤولة.
وجرى تقسيم الدراسة إلى مرحلتين، الأولى تمحورت حول تحديد أبرز القطاعات الخضراء بإشراف فريق بحث مختص تولى تصميم نموذج تقييمي شامل ارتكز على الأهداف البيئية في الدولة والبنية التحتية للمنطقة الحرة وإمكانات النمو المتاحة، حيث تضمنت القطاعات الرئيسية التي شملتها الدراسة حلول تكنولوجيا المعلومات الخضراء، والطاقة المتجددة، وإدارة النفايات، والعمارة الخضراء، في حين، اشتملت المرحلة الثانية على إجراء فحص شامل لهذه القطاعات وتقييم مدى توافق ممارساتها مع المستهدفات الوطنية للاستدامة، وإمكانية تطبيقها على المستوى الإقليمي.
صوت القطاع الأخضر
وأجرت «دافز» ضمن الدراسة مسحاً شاملاً في المنطقة لاكتساب رؤى ومعلومات حول مستوى تقدم الدول فيما يتعلق بتحقيق أهداف الاستدامة البيئية، واستطلاع ممارسات القطاع في هذا الشأن، حيث شمل 100 مشارك من نخبة صناع القرار والمديرين التنفيذيين الذين لديهم فهم عميق بالمبادرات الخضراء الوطنية على مستوى سبعة أسواق مختلفة، وهي المملكة العربية السعودية وقطر وعمان والبحرين والكويت ومصر والهند. وبناءً عليه، سيجري استخلاص رؤى رئيسية حول نهج الاقتصاد الأخضر المتبع في الدول المشمولة ضمن المسح، فضلاً عن الآراء بالمبادرات التي أطلقتها الحكومات، وسمعة دولة الإمارات المتحدة وجهة حاضنة للاقتصادات الخضراء.
وجهة الاستثمارات الخضراء
تبرز المنطقة الحرة بمطار دبي (دافز) كمركز أعمال مزدهر يضم بنية تحتية مصممة وفق أبرز المعايير المستدامة، لتكون بذلك محطة مثالية للمستثمرين الذين يسعون إلى إنشاء مشاريع مستدامة وصديقة للبيئة، ومنصة رائدة للشركات التي تركز على الطاقة المتجددة والممارسات المستدامة والمسؤولية.
وتبلورت جهودها الحثيثة في هذا الشأن باستحقاق مقر «دييز» الرئيسي في دافز أخيراً شهادتي «صفر طاقة» (LEED Zero Energy) و«الحياد الكربوني» (LEED Zero Carbon) الدوليتين من مجلس المباني الخضراء الأمريكي، لتكون بذلك أول جهة على مستوى منطقة الشرق الأوسط تحقق هذا الإنجاز النوعي.
بالإضافة إلى ذلك، اتخذت المنطقة الحرة بمطار دبي منهجاً استباقياً تجاه تحديد وتقييم القطاعات المسؤولية بيئياً، بما يهدف إلى جذب شركات تلك القطاعات للمساهمة في نمو الاقتصاد الأخضر بدولة الإمارات، حيث شملت الدراسة 11 قطاعاً رئيسياً و36 قطاعاً فرعياً مع التوقعات بنمو كل منها خلال السنوات الخمس المقبلة على المستوى الدولي. ومن بين القطاعات ونسبة نموها التي شملتها الدراسة على سبيل المثال، قطاع وقود الطيران المستدام بنسبة نمو متوقعة 60%، وقطاع أجهزة تنظيم الحرارة القابلة للبرمجة بنسبة 28%، وقطاع السيارات الكهربائية بنسبة 27%، وقطاع نقل الطاقة اللاسلكية بنسبة 24%، وقطاعات التشييد منخفض الكربون والحوسبة السحابية وإدارة الأسطول بنسبة 20% لكل منهما.
نهج وطني مستدام
أشارت الورقة البحثية التي أصدرتها «دافز» إلى أن مساهمة القطاعات غير النفطية في الناتج المحلي الإجمالي بلغت 70% في عام 2023، ويأتي ذلك بفضل توجيهات القيادة الرشيدة في تعزيز التحول العالمي نحو الاقتصاد الأخضر المستدام، والاستثمارات الوطنية الكبرى في مشاريع الطاقة النظيفة والمتجددة والتي تشمل 70 دولة في 6 قارات. ومقارنة بباقي دول مجلس التعاون الخليجي ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أظهرت الورقة البحثية أن دولة الإمارات تمضي بخطى متقدمة وثابتة في رحلة الطاقة المتجددة، حيث وضعت دولة الإمارات العربية المتحدة أهدافاً واقعية وقابلة للتحقيق تبعاً لمختلف المقاييس العالمية. إذ تصدرت الإمارات دول مناطق مجلس التعاون الخليجي والشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب آسيا ضمن مؤشري «تقدم مستهدفات التنمية المستدامة العالمي» و«المستقبل الأخضر»، إلى جانب تصدرها لمؤشر الأداء البيئي في المنطقة وبترتيب قدره 39 عالمياً.