احتفظت الإمارات بمركزها الثالث عالمياً، كواحدة من أكثر الدول ثقة على مستوى العالم، وعلى وجه الخصوص قدرتها على الريادة في مجال الابتكار، وذلك بحسب مؤشر إيدلمان للثقة لعام 2024.
وركز أحدث تقارير مؤشر إيدلمان للثقة، الذي استطلع آراء 32 ألف شخص في 28 دولة، على مجال الابتكار، وأظهرت نتائج الاستطلاع، أن دولة الإمارات تُقبل على تبني الابتكار بخطى واثقة، وذلك بفضل تركيزها الممتد وطويل الأجل على هذا المجال.
وذلك على عكس ما يشهده العالم من اختلاف على أثر متغيرات التقنيات الحديثة، ووجود حالة واضحة من التردد تجاه تنفيذ وتطبيق الحلول المبتكرة لمواجهة تحديات الحاضر. فعلى سبيل المثال، كانت الإمارات أول دولة في العالم تعين وزيراً للذكاء الاصطناعي في عام 2017.
كما أنشأت في عام 2019، جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، وهي أول جامعة قائمة على الأبحاث متخصصة في هذا المجال على مستوى الدراسات العليا.
وأعرب المشاركون في الاستطلاع عن ثقتهم بإدارة ملف الابتكار في دولة الإمارات، وعن ثقتهم في قدرة جميع المؤسسات الأربع – الحكومة والشركات والمنظمات غير الحكومية ووسائل الإعلام – على دمج الابتكار في المجتمع.
وتتصدر الحكومة قائمة المؤسسات الموثوق في أدائها بنسبة 82 %، تليها الشركات بنسبة 74 %. وذلك في مقابل نتائج الاستطلاع العالمي في الدول الأخرى، والتي أظهرت أن الشركات تحظى بثقة أكبر بنسبة 59%، تليها المنظمات غير الحكومية بنسبة 54%والحكومة بنسبة 50 %.
ابتكار
ووجدت نتائج البحث، أن هناك أيضاً فرصة للشركات للعب دور رئيسي في دفع عجلة الابتكار. فعلى مدى العقد الماضي، ارتفع مستوى المطالبة بوجود شراكات بين قطاع الأعمال والحكومات حول الابتكار.
وقال 76% من المشاركين في الاستطلاع من دولة الإمارات، أنه إذا زادت الشراكات بين الحكومة والشركات، فسوف تتعزز ثقتهم في التغييرات التي تقودها التقنيات، وذلك بالمقارنة مع نسبة 60% عالميًا.
وحول نتائج الاستطلاع، قال عمر القرم، الرئيس التنفيذي لإيدلمان الشرق الأوسط: «تظهر نتائج تقرير مؤشّر إيدلمان للثقة لهذا العام، التأثير الملحوظ لتركيز دولة الإمارات على الابتكار. فقد أرست الدولة أسسًا راسخة لثقافة الابتكار، تتضح في كل مناحي حياتنا اليومية».
وأضاف: «نجحت الإمارات في تقديم نموذج عالمي يحتذى به في الشراكات بين الحكومة والشركات، من أجل تحقيق التغيير المرجو. وفي حين أن الحكومة هي التي تحظى بالنصيب الأكبر من ثقة المجتمع في دمج التقنيات ضمن المجتمع، إلا أن الفرصة دائمًا متاحة أمام الشركات لمواصلة شراكاتها مع الحكومة، لبناء المزيد من الثقة في التغييرات التي تقودها التقنيات.
وأردف: «من المتوقع أن يبادر الرؤساء التنفيذيون، بدعم التغييرات التي تحدث في المجتمعات من حولهم، بالإضافة إلى ما يقدمون من دعم في هذا الإطار لأعمالهم، والذي يتضمن جهود استكشاف المهارات الوظيفية للمستقبل بنسبة 87%وتأثير الأتمتة بنسبة 85 بالمئة واستخدام التقنيات لصالح الجميع بنسبة 84 بالمئة».
نتائج
وتشمل أبرز النتائج الأخرى التي توصّل إليها التقرير النقاط التالية:
* بينما ترتفع مستويات الثقة في القطاعات الصناعية، إلا أن هناك عملاً يجب القيام به فيما يتعلق بابتكاراتها. وعلى سبيل المثال، يمكن تعزيز الثقة في الذكاء الاصطناعي (71%)، والطاقة الخضراء (82%)، وطب الجينوم (62%)، والأغذية المعدلة وراثياً (46%).
* يحظى العلماء والقادة الحكوميون بالثقة في قدرتهم على قيادة تنفيذ الابتكار: من المتوقع أن يتولى العلماء (83 %) والقادة الحكوميون (80 %) دفة القيادة من المقدمة، يتبعهم قادة مختلف القطاعات والخبراء التقنيين.
* 68 % من المشاركين يعتمدون على وسائل التواصل الاجتماعي كمرجعية للحصول على آخر مستجدات الابتكار، فيما تأتي الأخبار عبر الإنترنت في المرتبة الثانية بنسبة 60 %.
* الثقة في التنظيم الفعّال تقود إلى تبني الابتكارات: الثقة في تنظيم الابتكارات بشكل فعّال ستؤدي إلى زيادة الثقة في مجال الابتكار.
* يعتمد تبني الابتكارات على مدى إحساس الناس بفوائدها التي تعود بالنفع على مستقبلهم: فعندما يدرك الناس ضرورة التقنيات وإحساسهم بالقدرة على التحكم في كيفية تأثيرها بشكل إيجابي على حياتهم، فمن المرجح أن يتبنوها.
ومؤشّر إيدلمان للثقة 2024، هو الاستطلاع السنوي الرابع والعشرون لقياس مستويات الثقة والمصداقية. وتم تنفيذ هذا الاستطلاع البحثي من قبل معهد إيدلمان للثقة) وتضمن مقابلات تم إجراؤها عبر الإنترنت لمدة 30 دقيقة وذلك خلال الفترة من 3 إلى 22 نوفمبر 2023.