قامت شركة IBM بإجراء دراستين مهمتين، الأولى بعنوان «مؤشر تبني الذكاء الاصطناعي العالمي لعام 2023» والتي أعدتها شركة Morning Consult بتكليف من IBM، وتضمنت رؤى من شركات تتخذ من دولة الإمارات مقراً لها، والثانية بعنوان «دراسة المستهلك» التي تتم كل سنتين وتركز على منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا ويقوم بإعدادها معهد IBM لقيمة الأعمال. وتوفر هاتان الدراستان نظرة شاملة ومتعمقة عن سلوكيات المستهلك، واتجاهات تبني الذكاء الاصطناعي من قبل المؤسسات، مع تسليط الضوء على التأثير التحويلي للذكاء الاصطناعي في عمليات البيع بالتجزئة والأعمال التجارية.
وفي تعليقه على الدراستين، قال بيل فاريل، الشريك الإداري للخدمات الاستشارية في IBM في الشرق الأوسط وأفريقيا: «تظهر نتائج الدراستين أن دمج حلول الذكاء الاصطناعي لم تعد مجرد ميزة تنافسية بالنسبة للشركات في دولة الإمارات العربية المتحدة، بل ضرورة أساسية في المشهد الرقمي المعاصر. وفي سياق متصل، نشهد تطوراً مستمراً في توقعات المستهلكين، الأمر الذي يؤكد على ضرورة أن يقوم تجار التجزئة في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا بتبني حلول الذكاء الاصطناعي. ولا شك بأن التزام IBM بالابتكار وخبرتها الواسعة في مجال الذكاء الاصطناعي وحلول السحابة الهجينة يجعل منها لاعباً رئيسياً في دعم هذه التحولات. ويتماشى تركيزنا على الثقة والشفافية وممارسات الذكاء الاصطناعي الأخلاقية، مع الطلب المتزايد على عمليات نشر مسؤولة للذكاء الاصطناعي».
الإمارات العربية المتحدة متصدرة في مجال تبني الذكاء الاصطناعي في العمليات التجارية
تشير دراسة مؤشر IBM العالمي لتبني الذكاء الاصطناعي 2023، التي استندت إلى استطلاع رأي شمل أكثر من 8500 متخصص في تكنولوجيا المعلومات، بما في ذلك متخصصون من دولة الإمارات العربية المتحدة، إلى أن تبني ودمج الذكاء الاصطناعي يسير بوتيرة متسارعة في مختلف قطاعات الأعمال. وذكرت الدراسة أن 65% من متخصصي تكنولوجيا المعلومات في دولة الإمارات أفادوا بحدوث تسارع كبير في عمليات نشر الذكاء الاصطناعي خلال الـ24 شهراً الماضية، مما أدى إلى إعادة تشكيل الطريقة التي تعمل بها الشركات، وتعزيز الكفاءة والابتكار والقدرة التنافسية في سوق الإمارات العربية المتحدة. وفي إشارة تسلط الضوء على خطواتها الثابتة باتجاه التقدم التكنولوجي، برزت الإمارات كدولة رائدة في مجال تبني الذكاء الاصطناعي، حيث قامت 42% من الشركات بنشر تقنيات ذكاء اصطناعي بشكل كبير في عملياتها التجارية. وهذه النسبة جديرة بالملاحظة، إذ إنها تعكس النهج الاستباقي للشركات الإماراتية في دمج الذكاء الاصطناعي ضمن عملياتها الأساسية، مما يرسي معياراً حقيقياً لتطبيق الذكاء الاصطناعي في المنطقة.
وتشهد الاستثمارات في الذكاء الاصطناعي أيضاً تركيزاً استراتيجياً، حيث أشارت الدراسة إلى أن عمليات البحث والتطوير، إضافة إلى تحسين المهارات، تمثل أهم أولويات الاستثمار في هذا المجال. ويعد هذا التركيز على البحث والتطوير وتعزيز المهارات أمراً بالغ الأهمية لاستدامة نمو الذكاء الاصطناعي والابتكار، مما يضمن إعداد الكوادر بشكل جيد للتعامل مع المتطلبات المتطورة لتقنيات الذكاء الاصطناعي.
هذا وتشير الدراسة أيضاً إلى أن 34% من الشركات الإماراتية لديها استراتيجية شاملة للذكاء الاصطناعي، في حين أن 30% أخرى تعمل على تطوير استراتيجية خاصة بها. ومن الدوافع الرئيسية التي تعزز تبني الذكاء الاصطناعي في دولة الإمارات، التقدم في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، والدمج المتزايد للذكاء الاصطناعي في تطبيقات الأعمال القياسية، والحاجة الملحة لخفض التكاليف وأتمتة العمليات الرئيسية، مما يسهم في تبني الذكاء الاصطناعي بشكل متزايد وجماعي بوصفه أداة مهمة لتعزيز كفاءة الأعمال والابتكار.
ثورة في مجال البيع بالتجزئة مع تبني الذكاء الاصطناعي
على صعيد آخر، استطلعت دراسة من شركة IBM بعنوان «ثورة في مجال البيع بالتجزئة مع انتشار الذكاء الاصطناعي في كل مكان: العملاء لن ينتظروا أحداً»، آراء نحو 20 ألف مستهلك عالمي، بما في ذلك من منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا.
وسلطت الدراسة الضوء على الفجوة المستمرة في الاتساع بين طلبات المتسوقين وعروض التجزئة الحالية، حيث إن 3% فقط من المستهلكين في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا راضون عن تجربة التسوق داخل المتجر، على الرغم من أن غالبية المستهلكين على مستوى العالم (73%) يفضلون التسوق من المتاجر التقليدية. وأشار 75% من المستهلكين في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا إلى أنهم يكملون تجربتهم داخل المتجر باستخدام تطبيقات الهاتف المحمول أثناء التسوق، بزيادة 10 نقاط عن الرقم العالمي، مما يدل على الاتجاه نحو تجربة متكاملة رقمياً داخل المتجر. أما بالنسبة للذكاء الاصطناعي، فإن 9 من أصل 10 مستهلكين في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا ممن لم يستخدموا بعد الذكاء الاصطناعي للتسوق، مهتمون بإمكانياته في تعزيز تجربتهم في التسوق. ويتطلع 75% من المشاركين في استطلاع الرأي من منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، إلى تطبيقات الذكاء الاصطناعي، و67% إلى تحسينات الذكاء الاصطناعي مثل المساعدين الافتراضيين.
وجدير بالذكر أن توقعات المستهلكين تتغير بسرعة كبيرة، مما يفرض على تجار التجزئة إيلاء ابتكار اهتماماً أكبر ودمج تقنيات متقدمة، مثل الذكاء الاصطناعي، في عملياتهم للارتقاء بتجربة التسوق. وتمثل هذه الدراسة أيضاً مصدراً مهماً لتجار التجزئة، إذ إنها تحدد الاستراتيجيات القابلة للتنفيذ لمساعدة التجار على تلبية متطلبات المستهلكين المتغيرة.