أشارت تقارير عقارية عالمية عدة، إلى أن سوق العقارات الفاخرة في دبي يترقب إطلاق مشاريع جديدة خلال الموسم الحالي، في الوقت الذي تواصل مبيعات المنازل في دبي ارتفاعها منذ بداية 2024، مستفيدة من الطفرة التي شهدتها خلال العام الماضي، عندما بلغت المعاملات أعلى مستوياتها على الإطلاق. كما يشهد سوق الإيجارات في دبي تحولاً ملحوظاً، حيث لوحظ ارتفاع في الأسعار، ما يعود بشكل أساسي إلى ارتفاع معدلات الإشغال، مدعوماً بالزيادة السكانية.

وتتوقع التقارير، عودة نشاط الإسكان في دبي إلى مستويات أكثر طبيعية في 2024، مع نمو في الأسعار يتراوح بين 4% و5.9%.

كما ارتفعت الإيجارات بشكل مستمر بمعدل يتجاوز الرقمين في معظم مناطق دبي على مدى السنوات القليلة الماضية، بسبب ارتفاع الطلب الناتج عن الزيادة السكانية.

ويعقّب جاكوب برامسلي، مدير التأجير في «بيتر هومز»، بالتأكيد على أن ارتفاع معدلات الإشغال أعفى الملاك من ضغط كبير لتقديم مثل هذه الحوافز، مشيراً إلى ملاحظة العديد من العقود مع شركات عدة، وهو ما نجد فيه عادة مزيداً من المرونة من مالكي العقارات لدينا، مقارنة بالحوافز أو الأسعار».

ويضيف برامسلي: «من النادر في الوقت الحالي رؤية محفزات مثل شهر إيجار مجاني أو فترة سماح تسمح للمستأجر بالانتقال إلى عقار في وقت مبكر قليلاً دون دفع إيجار». وبلغ عدد سكان الإمارة 3.65 ملايين نسمة في عام 2023، بزيادة قدرها 100 ألف نسمة عن 2022، وذلك بسبب تدفق العمالة الأجنبية والمهنيين والمستثمرين في فترة ما بعد الجائحة.

ويشير مدير العمليات في مجموعة «آل سوب آند آل سوب» بول كيلي، إلى أن الحوافز لم تعد بالكثرة التي كانت عليها في 2020 مثلاً، معللاً ذلك بأن الملاك لا يحتاجون إليها، مضيفاً: «يمكننا جميعاً أن نرى مدى انشغال دبي في الوقت الحالي، ونحن جميعاً على علم بالزيادة السكانية والأرقام القياسية لعدد الزوار، إنها ليست سوقاً يحتاج فيها الملاك إلى تقديم حافز».

ويتفق مدير عام العقارات في «هوسبي» العقارية، ألويس كوجيندران، مع أن الحوافز مثل أشهر الإيجار المجانية لم تعد تُعرض حالياً، مشيراً إلى أن النمو السكاني كان المحرك الرئيسي للطلب، ما أدى لنقص في المنازل المتاحة، لذلك أصبح المالك لا يحتاج لتقديم الحوافز، وخلْق سوق في صالحه.

وأضاف: «السيناريو أصبح مختلفاً تماماً مقارنة بعامين إلى ثلاثة أعوام مضت، ولقد شهدنا مؤخراً استمرار ارتفاع معدلات الإشغال على الرغم من ارتفاع أسعار الإيجار».

مشاريع جديدة

على الجانب الآخر، ووفقاً لأحدث تقارير «مانشيون غلوبال» المتخصص في قطاع العقارات الفاخرة، فإن إمارة دبي تعتبر السوق الأكثر إثارة للفخامة في العالم، وذلك مع وجود مشاريع تطويرية ستطلق وحداتها إلى السوق هذا الموسم، التي تشمل فللاً وأبراجاً قائمة بذاتها على الواجهة البحرية، مع قوائم طويلة من الوحدات قيد الإطلاق، إذ واصلت مبيعات المنازل في دبي ارتفاعها في بداية 2024، مستفيدة من الطفرة التي شهدتها خلال العام الماضي، عندما بلغت مستويات المعاملات أعلى مستوياتها على الإطلاق، ففي شهر يناير، سجلت الإمارة رقماً قياسياً في المبيعات بقيمة 35.4 مليار درهم، أي نحو 9.6 مليارات دولار، بزيادة قدرها 27% عن الفترة ذاتها من العام 2023، وفقاً لدائرة الأراضي والأملاك في دبي، لكن في الربع الأخير تفوّقت الإمارة على جميع مدن العالم في مبيعات العقارات السكنية بقيمة 10 ملايين دولار وما فوق.

ويشير مدير عام شركة «لاكشري بروبيرتي» مارك ريتشاردز، إلى أن الإمارة شهدت بعض التطورات المثيرة للغاية لبدء العام، حيث يتراجع الاهتمام ومعدلات الرهن العقاري بعد بعض الارتفاعات المكثفة، وهو خبر سار للعديد من المشترين المحتملين، مشيراً إلى أن الذين يفكرون في الاستثمار في عقار فاخر يمتلكون الآن الفرصة المواتية لتحقيق الانتقال إلى المستوى التالي من الرفاهية، مع وجود خيارات تمويل عديدة.

ووفق «مانشيون غلوبال»، فقد شهدت دبي أكبر نمو في أسعار المنازل الفخمة بين 30 مدينة عالمية في العام 2023، حيث ارتفعت القيم بنسبة 17.4، ومع ذلك فقد بدأ ارتفاع الأسعار في الهدوء الآن، ما جعل المدينة أكثر جاذبية للمشترين المحتملين للمساكن.

وتوقّعت شركة «سافيلز» البريطانية للعقارات، عودة نشاط الإسكان في دبي إلى مستويات أكثر طبيعية في 2024، مع نمو في الأسعار يتراوح بين 4% و5.9%، ما يتماشى مع توقعات خبراء العقارات أن تشهد سوق دبي استقراراً في الأسعار على المدى القصير إلى المتوسط، بعد ارتفاعها الكبير الذي شهده في السنوات الأخيرة.

ويتوقّع الرئيس التنفيذي لشركة «لوكس هابيتات» أوريول فونت، أنه بحلول نهاية العام 2024 أو بداية 2025، ستشهد السوق اعتدالاً في مستويات النمو، أو حتى تصحيحاً محتملاً في مناطق أو أنواع معينة من العقارات، مضيفاً: «دبي جاهزة لمزيد من التطوير بوصفها مقصداً سكنياً بارزاً للأفراد ذوي الثروات العالية، نظراً لنمط الحياة والبنية التحتية المتطورة التي توفرها الإمارة، وتميُّزها بميزة إضافية تتمثل في كونها ملاذاً ضريبياً جذاباً للعديد من المستثمرين الأجانب».

واستعرض الموقع 5 مشاريع فاخرة تم إطلاق مبيعاتها منذ بداية العام الجاري، يأتي على رأسها مجمع ألتيسيما من البراري دبي، الذي يقع على طريق الشيخ محمد بن زايد، دبي لاند، حيث يتكون المنتجع من 23 فيلا من 7 غرف نوم تأتي مع ثمانية حمامات على الأقل. ثم جاء بعد ذلك مشروع «أماكن مرسيدس بينز»، الذي يقع في شارع الأصايل وسط الإمارة، والذي يُعد أول مسكن يحمل علامة تجارية لشركة صناعة السيارات مرسيدس بنز في العالم، ويضم 65 طابقاً به 150 شقة وبنتهاوس، والذي من المتوقع أن يتم الانتهاء منه في العام 2026.

واستعرض الموقع «فيلات هاريسوني لامير»، التي تقع على شاطئ لا مير في جميرا، التي بيعت تقريباً بالكامل عند الإطلاق ولم يكن سوى فيلتين معروضتين عند إطلاق المشروع في يناير الماضي.

ووفق «مانشيون غلوبال»، فإن اسم «هاريسوني» جاء من نوع نادر من المرجان لا يوجد إلا في الخليج العربي، إذ تعبر عن أن كل فيلا فريدة من نوعها، ومخفية عن الغرباء، ولا يمكن الوصول إليها إلا للمقيمين المستقبليين وضيوفهم.

وعرض الموقع أيضاً ضمن تقريره المطوّل، «فلل أمارا توين» التي تقع في شارع حصة بمدينة دبي الرياضية، ويوضح الموقع أنها الإضافة الأحدث إلى مجتمع تلال الغاف، التي ستضم 6500 شقة للتملك الحر ومنازل تاون هاوس عند اكتمالها المزمع في 2026.

واستعرض الموقع أخيراً «فيلا فينتو» من أمنيات في خليج مراسي بالخليج التجاري في دبي، والذي سيضم الواجهة البحرية 92 وحدة سكنية، تتراوح بين شقق مكونة من غرفتين إلى أربع غرف نوم، وستكون بجوار مشروع شركة «أمنيات» أيضاً «مجموعة فلل دورتشيستر» الذي تم إطلاقه يونيو الماضي.