نظمت غرفة دبي العالمية، إحدى الغرف الثلاث العاملة تحت مظلة غرف دبي، 200 اجتماع ثنائي للأعمال بين شركات من دبي وإندونيسيا خلال الوجهة الأولى من بعثتها التجارية إلى جنوب شرق آسيا التي تشمل كلاً من إندونيسيا وفيتنام.

وشارك في البعثة التجارية ممثلون عن 17 شركة عاملة في دبي متخصصة في مجموعة متنوعة من القطاعات، تشمل الأغذية والمشروبات، وقطاع الإنشاءات، والرعاية الصحية، بالإضافة إلى تقنية المعلومات وحلول البيئة وإدارة الموارد البشرية، إلى جانب قطاع العطور ومستحضرات التجميل والمعادن والتعدين. وتأتي البعثة في إطار مبادرة «آفاق جديدة للتوسع الخارجي» التي تهدف من خلالها غرفة دبي العالمية لدعم توسع الشركات المحلية نحو الأسواق الخارجية التي تتميز بآفاق وفرص واعدة.

وكشف محمد علي راشد لوتاه، مدير عام غرف دبي - في تصريحات خاصة لـ«البيان» على هامش فعاليات بعثة غرفة دبي العالمية إلى أسواق شرق آسيا - عن تخطي حجم الاستثمارات من دبي بإندونيسيا خلال السنوات الخمس الماضية (2023-2019) حاجز الملياري دولار، وعن توفير فرص عمل بالسوق الإندونيسية بلغت أكثر من 5.200 فرصة عمل.

وأكد لوتاه أن إندونيسيا تمثل وجهة مجزية للشركات العاملة في دبي، وتتيح آفاقاً واسعة للاستثمارات من الإمارة، مشيراً إلى أن استثمارات شركات دبي في إندونيسيا تركزت خلال السنوات الماضية في قطاعات النقل والتخزين، وخدمات الأعمال، والاتصالات والعقارات وخدمات تقنية المعلومات والبرامج، كاشفاً عن وجود فرص إضافية للتصدير من دبي إلى إندونيسيا تشمل الألمنيوم والأحجار والمعادن الكريمة.

وكانت قيمة التجارة غير النفطية بين دبي وإندونيسيا خلال العام الماضي بلغت 12.9 مليار درهم، بنمو 7.7% على أساس سنوي وفقاً لبيانات جمارك دبي.

وسجلت تجارة دبي غير النفطية مع إندونيسيا نمواً بنسبة 53.6% خلال العقد الماضي، ارتفاعاً من 8.4 مليارات في 2014 إلى 12.9 مليار درهم العام الماضي، مما يعكس تنامي قوة العلاقات التجارية البينية وبلغ عدد الشركات الإندونيسية النشطة المسجلة في عضوية غرفة تجارة دبي 99 شركة نهاية العام الماضي.

منتدى أعمال

وتضمنت فعاليات اليوم الأول للبعثة عقد منتدى أعمال في العاصمة الإندونيسية جاكرتا بعنوان «مزاولة الأعمال مع إندونيسيا» بدعم من السفارة الإماراتية في جاكرتا ووزارة الاستثمار في إندونيسيا وغرفة تجارة وصناعة إندونيسيا.

وحضر المنتدى 472 مشاركاً من كبار الشخصيات الرسمية وقادة الأعمال والشركات المحلية الإندونيسية المهتمة باستكشاف فرص الشراكات مع مجتمع الأعمال في دبي، وهو عدد قياسي يعكس الاهتمام من قبل القطاع الخاص في إندونيسيا بالتعاون والشراكة مع الشركات العاملة في دبي.

وقال محمد لوتاه، خلال كلمته الافتتاحية للمنتدى: «نحرص على تعزيز العلاقات التجارية والاستثمارية بين مجتمع الأعمال في دبي وإندونيسيا بما يساهم في تحقيق الأهداف المشتركة.

وتعد إندونيسيا إحدى أكثر الاقتصادات تنوعاً في منطقة جنوب شرق آسيا. وتتمتع بمقومات متكاملة وتشكل منصة انطلاق لشركات دبي الساعية إلى الاستفادة من الفرص المتنوعة التي تزخر بها السوق الإندونيسية وسائر الأسواق الآسيوية ككل».

التزام

وأكدت شيماء الحبسي، القائم بالأعمال بالإنابة بسفارة دولة الإمارات في جاكرتا التزام الإمارات باستكشاف سبل النمو والاستثمار في القطاعات الرئيسية لدفع التنمية المستدامة والازدهار لشعبي الإمارات وإندونيسيا، ولا سيما في ظل الشراكة الاقتصادية الشاملة بين البلدين التي تأتي في إطار العلاقات الراسخة بين البلدين والتي تعمل على تعزيز التجارة البينية، مؤكدة أن المناقشات التي جرت خلال منتدى الأعمال ستسهم بشكل إيجابي في تعزيز التعاون الاستثماري الثنائي بين البلدين.

وخلال مشاركته في منتدى الأعمال، قدم سالم الشامسي، نائب رئيس الأسواق العالمية في غرف دبي عرضاً موسعاً استعرض فيه المشهد الاقتصادي في دبي، وسلط الضوء على المزايا التنافسية التي تقدمها الإمارة للشركات الإندونيسية.

كما شهدت الفعالية جلسة حوارية ضمت عدداً من أبرز خبراء القطاعات الاقتصادية الإندونيسية، للتعريف بكيفية ممارسة الأعمال. كما تم عقد سلسلة من اجتماعات العمل الثنائية. وتضمنت أجندة اليوم الثاني عقد المزيد من اجتماعات العمل الثنائية، وتنظيم زيارات ميدانية إلى العديد من الشركات الإندونيسية.

وحددت الغرفة مجموعة من القطاعات الواعدة للتصدير من دبي إلى إندونيسيا، منها الألمنيوم والمعادن والأحجار الكريمة والنحاس ومشتقاته، فيما أهم القطاعات التي توفر فرصاً للاستيراد كلاً من الألواح والصفائح الخشبية، وزيت النخيل، والملابس وزبدة الكاكاو. وتتضمن أبرز فرص الاستثمار في إندونيسيا قطاع السيارات والإنشاءات والقطاع الزراعي وخصوصاً تصدير الفواكه الاستوائية.

دلسكو

وقال مهدي محمد، الرئيس التنفيذي لقطاع الخدمات المساندة لمجموعة دلسكو الإماراتية العاملة بقطاع التعهيد: إن الهدف من زيارة إندونيسيا هو جذب الكوادر والكفاءات المهارية المتوفرة في إندونيسيا إلى الإمارات، موضحاً أن الشركة تضم حوالي 20 ألف موظف يعملون في قطاعات مختلفة عدة، بما في ذلك الطيران والتجزئة والصناعة.

وأفاد أن غرفة تجارة دبي تلعب دوراً حيوياً في تسهيل ودعم توسع الشركات الإماراتية في الأسواق الإندونيسية، أو في الأسواق الخارجية بشكل عام، حيث تعمل كجهة وسيطة بين القطاع الخاص والحكومة لتحقيق أهدافها. وأضاف إن الغرفة تقدم مجموعة واسعة من الخدمات والبرامج التي تدعم الشركات الإماراتية في توسيع نطاق أعمالها خارجيا.

آكاي سبوت

وأوضحت ماريان بويوكو، مديرة التسويق في شركة آكاي سبوت للمواد الغذائية، أن الشركة اختارت دبي مقراً لها في عام 2015، وافتتحت أول فرع لها في المدينة في العام ذاته، ومنذ ذلك الحين، تمكنت الشركة من تأسيس 11 فرعاً في دبي، وتطمح الشركة من خلال سوق دبي إلى التوسع في آسيا والشرق الأوسط.

وأوضحت أن سبب اختيار دبي يعود إلى تنوع الاقتصاد الإماراتي وقوته التنافسية في العديد من القطاعات الاقتصادية، وتتيح هذه القوة للشركات الإماراتية المنضوية تحت مظلة دبي توسيع نطاق أعمالها.

وذكرت أنه من خلال غرفة تجارة دبي تساعد في استكشاف واستغلال الفرص التجارية والاستثمارية، وذلك من خلال توفير المعلومات والاستشارات وتنظيم الفعاليات التجارية مما يحقق نجاحاً مستداماً للشركات، بالإضافة إلى ذلك، تعمل غرفة تجارة دبي على توسيع شبكة الاتصالات والعلاقات الثنائية مع المؤسسات والهيئات التجارية ما يخلق فرصاً جديدة للشركات بدبي.

وأطلقت غرفة دبي العالمية مبادرة «آفاق جديدة للتوسع الخارجي»، حيث نظمت بعثات خارجية إلى 11 وجهة، ونجحت بتنسيق أكثر من 1800 اجتماع ثنائي.