أكدت فعاليات اقتصادية أن الأداء القوي الذي حققته دبي في جذب الاستثمار الأجنبي المباشر يشكل حافزاً لحيوية الاقتصاد في الإمارات، لافتة إلى أن الإمارة واحة لاستقطاب المواهب والمبتكرين وتوفر بيئة مثالية تضمن استدامة وتنافسية الأعمال وبوابة للفرص في القطاعات النوعية واقتصاد المستقبل.
وقالت رولا أبو منة، الرئيس التنفيذي لـ«ستاندرد تشارترد» في الإمارات والشرق الأوسط وباكستان، إن مكانة دبي الرائدة في استقطاب الاستثمار الأجنبي المباشر للعام الثالث على التوالي تعكس بيئتها الاقتصادية الديناميكية ورؤيتها الاستراتيجية، فمن خلال جذب 1650 مشروعاً استثمارياً أجنبياً بقيمة تزيد على 39.2 مليار درهم عام 2023 يبرز دور الإمارة كمركز أعمال رائد ليس فقط على الصعيد الإقليمي فحسب، بل على الصعيد العالمي أيضاً، الأمر الذي يسهم في تعزيز النمو الاقتصادي للإمارات، ويعزز جاذبية الدولة للمستثمرين العالميين.
وأوضحت أن البنية التحتية المتطورة والأطر التنظيمية المتواجدة في الدولة تدعم جهود دبي في تسهيل تدفق رأس المال وتوفير البنية التحتية المالية اللازمة. وقد ساهمت السياسات المالية الواضحة والداعمة للاستثمار في تشجيع المستثمرين من مختلف أنحاء العالم على تأسيس أعمالهم في بيئة مواتيه تشجع على النمو والازدهار، الأمر الذي أدى إلى خلق حوالي 45,000 فرصة عمل جديدة تساهم في تعزيز إمكانيات النمو، خاصة مع ارتفاع الثقة الاستهلاكية والقدرة الشرائية التي تحفز الطلب على المنتجات والخدمات في مختلف القطاعات.
وأضافت أن التزام دبي الثابت تجاه أجندة دبي الاقتصادية يعكس عاملاً مكملاً لرؤية الإمارات وأهداف مئوية الإمارات 2071، ما يؤكد التناغم التام بين مشاريع دبي الطموحة وخطط التنمية الشاملة لدولة الإمارات ويساهم أيضاً في تحقيق نمو اقتصادي واستقرار مالي مستدام.
وقال داميان هيتشين، الرئيس التنفيذي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في «ساكسو بنك»، إن الأداء الرائع الذي حققته دبي في جذب الاستثمار الأجنبي المباشر يشكل حافزاً لحيوية اقتصاد الإمارات، ويؤكد تصنيف دبي المستمر كأفضل وجهة عالمية لمشاريع الاستثمار الأجنبي المباشر جاذبية الدولة للمستثمرين الدوليين، مما ينعكس بشكل إيجابي على تصنيف دولة الإمارات كمركز استثماري مستقر ومربح. ولا يؤدي هذا التدفق الاستثماري إلى تعزيز التوسع الاقتصادي في دبي فحسب، بل يمتد أيضاً إلى جميع أنحاء الإمارات، مما يحفز النمو في مختلف القطاعات ويعزز توفير فرص العمل.
وأضاف أنه علاوة على ذلك، فإن نجاح الاستثمار الأجنبي المباشر في دبي يتردد صداه في الأسواق المالية العالمية، مما يشير إلى الآفاق الاقتصادية القوية للإمارات وتعزيز ثقة المستثمرين. ومن الممكن أن تترجم هذه الثقة المتزايدة إلى زيادة تدفقات رأس المال إلى البلاد، ما يؤدي إلى ارتفاع أسعار الأصول وتحفيز النشاط الاقتصادي على الصعيد الوطني، موضحاً أن تركيز دبي على جذب الاستثمار الأجنبي المباشر في قطاعات التكنولوجيا المتقدمة يتماشى مع الاتجاهات العالمية، مما يضع الإمارات كمركز للابتكار والتقدم التكنولوجي.
وأضاف أنه مع استمرار دبي في جذب الاستثمار وتعزيز الابتكار، تبرز الإمارات كمنارة للمرونة الاقتصادية والفرص، مما يعود بالنفع على أصحاب المصلحة المحليين والمجتمع العالمي الأوسع.
وقال ستيفان جوهاسز، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة «شارد» إن تصنيف دبي المستمر كرائد عالمي في جذب مشاريع الاستثمار الأجنبي المباشر للعام الثالث دليل على جاذبيتها التي لا تتزعزع على الساحة العالمية. باعتبارنا شركة عقارية حديثة التأسيس في دبي، يسعدنا أن نشهد ونكون جزءاً من بيئة الأعمال المزدهرة هذه.
ولا يؤكد هذا الإنجاز على مكانة دبي كمركز اقتصادي رئيسي فحسب، بل يسلط الضوء أيضاً على الإمكانات الهائلة للنمو والابتكار في قطاعات مثل قطاعنا. ونحن نتطلع إلى المساهمة في قصة نجاح دبي المستمرة من خلال تقديم حلول مستدامة ومبتكرة للمستثمرين.
وقال أرون ليزلي جون، كبير محللي السوق في «سنشري فاينانشال»، إن دبي تعتبر مدينة جاذبة للمستثمرين الدوليين بشكل كبير، وذلك لأن إجراءات تأسيس الشركات بسيطة، والتي قد تستغرق عادةً فقط عدة أيام. توفر المناطق الحرة مثل منطقة ميدان بيئات متكاملة لريادة الأعمال متطورة ومجهزة بجميع الخدمات الأساسية لدعم الشركات وتعزيز نموها. وقد ساهم السماح للبلاد بملكية أجنبية للشركات بنسبة 100% وترتيبات التأشيرة الأكثر مرونة في زيادة تدفق رأس المال والمواهب.
وأوضح أن الإمارات تتمتع بأسواق رأسمال جذابة تجتذب المستثمرين الأجانب من مختلف الصناعات. وبفضل سمعتها في الاستقرار السياسي والاقتصادي، تعد الإمارات وجهة مرغوبة للاستثمارات.
وأضاف أن القوة الاقتصادية في دبي ونوعية الحياة الممتازة تزيد من جاذبيتها، حيث تقع دبي في قلب منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وبفضل موقعها الاستراتيجي وبنيتها التحتية المتقدمة، بما في ذلك مطار دبي الدولي ذو الشهرة العالمية، يسهل الوصول إليها من 240 وجهة عالمية.
وقال: تتبنى الإمارات التكنولوجيا المالية والتحول الرقمي بشكل نشط في قطاعها المالي، مما يعزز بيئة الاستثمار فيها. ومن خلال المبادرات المبتكرة مثل استراتيجية دبي للمعاملات اللاورقية وأجندة السعادة، تسعى المدينة جاهدة لتصبح مدينة ذكية ومستدامة ومتقدمة رقمياً.
وأضاف أن أحد العوامل الدافعة لزيادة تدفق الاستثمار الأجنبي المباشر هو شبكة الإمارات مع الشركاء الدوليين في جميع أنحاء العالم، مما يضمن مكانتها كمركز عالمي. إن شبكة الإمارات التي تم تسهيلها من خلال اتفاقيات الشراكة الاقتصادية الشاملة مع الشركاء العالميين تفيد المستثمرين الدوليين من خلال توفير الوصول إلى أسواق أوسع، وتقليل الحواجز التجارية، وتبسيط الإجراءات الجمركية، وتبسيط سلاسل التوريد.
وقال عميد كنعان، مدير أول ضمان للأوراق المالية، إن دبي تواصل تعزيز مكانتها على خارطة الاقتصاد العالمية من خلال ترجمتها لمستهدفات أجندة دبي الاقتصادية عبر تهيئة كافة الظروف والمناخ الاقتصادي لاستقطاب الاستثمارات الأجنبية.
وأضاف أن تصدر دبي في استقطاب الاستثمارات الأجنبية يأتي تتويجاً للجهود المبذولة داخل الإمارة وترجمة لرؤية وتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وتعتبر رسالة واضحة لمجتمع الأعمال العالمي والمحلي بأن دبي قادرة على المنافسة وتصدر مختلف المؤشرات الاقتصادية، كما أنها لا تزال أيقونة التطور في المنطقة. وأضاف أن بيئة الأعمال التي توفرها دبي من بنية تحتية وتشريعية وحوافز تساهم في تعزيز مكانة الإمارة على خارطة الاستثمار العالمي.