كشفت سَفِلز، الشركة العالمية للخدمات العقارية، في أحدث تقرير لها حول «سوق المكاتب في دبي للربع الأول 2024»، عن مسار تصاعدي لهذا القطاع نتيجة النشاط الإقليمي القوي، والطلب العالي من المستثمرين والشركات الأجنبية.
وأضافت الشركة في التقرير الذي حصلت «البيان» على نسخة منه، أن هناك عوامل أخرى أسهمت في ازدهار سوق المكاتب في الإمارة، منها المبادرات الحافزة للأعمال، مثل التملك الكامل للشركات من قبل المستثمرين الأجانب، والتغييرات التي طرأت قوانين تأشيرة الإقامة، والدعم لشركات التكنولوجيا من خلال عدد من المنصات، ودورها المتواصل في جذب المستثمرين والشركات العالمية لترسيخ مكانة الإمارة كمركز أعمال إقليمي.
تدفق الشركات
وقال التقرير إن الطلب على المساحات المكتبية في مناطق محددة مثل مركز دبي المالي العالمي شهد نمواً كبيراً مدفوعاً باهتمام الشركات وخططها للمزيد من التوسع.
وأضاف: «نتيجة الطلب القوي وانخفاض المساحات الشاغرة المتاحة إلى 3% بالمتوسط، تم تسجيل زيادة بنسبة 6% في أسعار الإيجارات للربع، وشهدت المشاريع المتميزة الأخرى في السوق الفرعي ارتفاعاً في الإيجارات بنسبة 30% تقريباً على أساس سنوي، ومع ذلك فإن جميع الأسواق الفرعية، وخاصة المناطق الحرة، مثل مدينة دبي للإنترنت ومدينة دبي للإعلام ومدينة إكسبو ومركز دبي التجاري العالمي، تشهد بدورها نشاطاً كبيراً».
مساحات مرنة
وذكر التقرير أن دبي تشهد طلباً متزايداً واتجاهاً تصاعدياً على المساحات المكتبية المرنة أو المخدومة، ما يؤدي إلى توسع سوق المكاتب، وتفاقم اختلال التوازن بين العرض والطلب، وعند الأخذ بالحسبان المعدلات القياسية لمعاملات تسجيل الشركات الجديدة، يفرض هذا الاتجاه تحديات أمام الشركات التي تبحث عن مساحات مكتبية عالية الجودة في السوق.
وقالت باولا والش، مديرة شؤون خدمات المعاملات في سَفِلز الشرق الأوسط: «إننا نشهد ارتفاعاً في الطلب على المساحات المكتبية المرنة والمخدومة، الأمر الذي دفع المستأجرين الحاليين إلى التوسع في السوق بالفعل، مثل سيرف كورب وآي دبليو جي و ذي إكزيكيوتيف سنتر، ونلاحظ في الوقت ذاته أيضاً دخول مجموعة كبيرة من المستأجرين الجدد إلى سوق دبي للمرة الأولى».
وأضافت باولا: «جاء هذا الارتفاع مدفوعاً في المقام الأول بتدفق الشركات الجديدة لتأسيس عملياتها في المدينة، التي تجد أن المساحات المرنة أكثر ملاءمة للمراحل الأولية من تأسيسها بدلاً من المكاتب التقليدية، وفي الوقت نفسه، شهدنا الاتجاه العالمي المتمثل في انتقال المستأجرين الحاليين إلى المساحات المكتبية المخدومة لتبني نماذج عمل أكثر مرونة، والتخفيف من استثماراتها الرأسمالية الكبيرة التي تترتب على تجهيز المساحات».
نمو ملحوظ
وقال التقرير إنه تم رصد نمو ملحوظ في معدل إشغال المساحات، خاصة بين قطاعات محددة، من أبرزها الخدمات القانونية وإدارة الثروات وشركات التكنولوجيا والإعلام والاتصالات، واستحوذت الشركات القادمة من سنغافورة والصين والمملكة المتحدة على صدارة هذا النشاط.
وتأثرت ديناميكيات السوق في الغالب بدخول الشركات الجديدة إلى السوق، يضاف إلى ذلك خطط الشركات القائمة لتوسعة عملياتها الحالية، وأعلنت شركات عديدة، مثل هوكسفورد وبيفاينانس وكابيتال.كوم ودانفوس وأتوز وأديتيف عن تأسيس حضور لها في دبي في الربع الأول 2024.
نقص مساحات
ورغم اكتمال عدد من المشاريع في الآونة الأخيرة، مثل «أبتاون تاور» و«فلك 6» في مدينة دبي للإنترنت، لا يزال النقص في المساحات من الدرجة الأولى يمثل تحدياً، ما يؤدي إلى ارتفاع قيم الإيجارات بنسبة 14% في المتوسط على أساس سنوي، فضلاً عن تسجيل بعض الأسواق، مثل أبراج بحيرات جميرا والخليج التجاري ودبي مارينا وون سنترال ومركز دبي المالي العالمي نمواً أعلى في قيم الإيجار بنسبة تتراوح من 20% إلى 30%، بحسب التقرير.