تتنافس الشركات والمؤسسات المالية وصناديق التحوط على العمل في دبي، ما أحدث طلباً غير مسبوق على قطاع المساحات المكتبية، أدى إلى تحرك الإمارات لطرح المزيد من الوحدات لمقابلة الطلب، في وقت تعاني فيه المراكز المالية العالمية الأخرى من تراجع لم تشهده منذ عقود، حسبما ذكرت وكالة أنباء بلومبرغ.
وقالت الوكالة: إنه باستثناء دبي فإن سوق العقارات التجارية حالياً يعتبر «هزيلاً» في المراكز المالية العالمية حول العالم. ففي مانهاتن، بلغت نسبة المساحات المكتبية الفارغة 16%، وهو مستوى شوهد آخر مرة قبل 3 عقود، بينما في سان فرانسيسكو، يرتفع هذا المعدل مرتين، فيما بلغت نسبة المكاتب الشاغرة في مدينة لندن أعلى مستوى لها منذ عقدين من الزمن بنسبة 11.8%، إلا أن دبي برزت كنقطة مضيئة في هذه اللوحة القاتمة.
وأضافت الوكالة: إن صناديق التحوط تتدفق على دبي والإمارات، مما يشير إلى مدى الازدهار الذي تشهده دبي والإمارات. وقال تيمور خان، رئيس قسم الأبحاث في الشرق الأوسط لشركة الخدمات العقارية CBRE، لجومانا بيرسيتشي في برنامج آفاق الشرق الأوسط وأفريقيا على قناة بلومبرج: «إن مستوى الطلب في الإمارات غير مسبوق إلى حد كبير في هذه اللحظة، وذلك محرك مهم للسوق».
واستجابة لذلك، تنفق دبي، التي كانت مركز الأعمال الإقليمي لفترة طويلة، أكثر من ربع مليار دولار على ثلاثة أبراج مكتبية جديدة، وهناك حديث عن توسيع مركز دبي المالي العالمي، في منطقة تم فيها بيع مبنى أخيراً بقيمة 1.5 مليار دولار.
وقال خان من سي بي آر إي: «نحن نتحدث عن دبي باعتبارها مركزاً مالياً عالمياً، والطلب ينشأ من كيانات مثل صناديق التحوط والمؤسسات المالية والبنوك العالمية. والحقيقة هي أنه عندما تنظر خارج المنطقة المالية الحرة الرئيسية وحتى الولايات القضائية الداخلية، فإننا نرى الكثير من الشركات تزيد عدد موظفيها بشكل كبير لخدمة دولة الإمارات والمنطقة على نطاق أوسع».
وأردف: إن أحد المواضيع المشتركة مع بقية العالم هو الاندفاع نحو جودة المباني في دبي. وأضاف «في العديد من المدن العالمية، نرى أن العقارات التجارية على المستوى الرئيسي لا تحقق أداءً جيداً، ولكن المباني الذهبية أو البلاتينية الحاصلة على شهادة LEED لا تحقق مستوى أعلى من الإشغال فحسب، بل تحقق أيضاً إيجاراً أعلى بكثير من السوق الأوسع. وهذا يظهر أن جودة العقارات هي التي تزيد نسبة الإشغال، هنا في دبي وفي عدد من المدن الرئيسية الأخرى».
اقرأ أيضاً: