تشهد أسواق القهوة في الإمارات والمنطقة توسعاً كبيراً، حيث ارتفع معدل استهلاك الفرد من القهوة في الإمارات إلى 1.36 كيلوغرام عام 2023، وتجاوزت مبيعات سوق القهوة المليار درهم، فيما من المتوقع أن تسجّل سوق القهوة في الإمارات 8.4 % نمواً سنوياً، وصولاً لعام 2029.

وقال سعيد السويدي مدير إدارة السلع الغذائية في مركز دبي للسلع المتعددة، أن ازدهار سوق القهوة في الإمارات، يفتح آفاقاً واسعةً للشركات العاملة في سلسلة قيمة القهوة، ويعزز الطلب على القهوة المتخصصة، ومنتجات القهوة الفاخرة، ما يفتح آفاقاً واسعةً للشركات العاملة في سلسلة قيمة القهوة، لتتجاوز دورها كجزء من سلسلة التوريد، وتستفيد من الفرص الاستثمارية والتجارية الهائلة التي يوفرها هذا السوق المزدهر، حيث يلعب مركز دبي للسلع المتعددة، انطلاقاً من مركز القهوة، دوراً محورياً في هذه التجارة الناجحة.

وكشف في حوار خاص مع «البيان»، عن أن دبي ترسخ مكانتها عالمياً في صناعة وتجارة القهوة عالية الجودة، لافتاً إلى أن مركز دبي للسلع المتعددة، يلعب دوراً محورياً في تحقيق هذا الهدف، عبر مركز القهوة الذي تم تأسيسه عام 2019، ويوفر بنية تحتية متطورة، وخدمات متكاملة لتجار وشركات القهوة، بما في ذلك مستودعات آمنة ومكيفة، ومرافق حديثة لمعالجة وتحميص القهوة، إضافة إلى مركز تدريب معتمد من جمعية القهوة المختصة (SCA).

بيئة تعاونية

وأوضح سعيد السويدي، أن مركز القهوة ضمن مركز دبي للسلع المتعددة، يدعم أكثر من 130 شركة مسجلة من أنحاء العالم، ويوفر بيئة تعاونية متكاملة، تشمل خدمات لوجستية وتوصيل فعّالة.

موضحاً أن «مركز القهوة» يعزز العلاقات التجارية المباشرة، ما يزيد من إمكانية تتبع تجارة القهوة، وضمان الالتزام بممارسات العمل العادلة، والمعايير البيئية، كما يسهم في دعم المجتمع المحلي والدولي للقهوة، عبر استضافة برامج تعليمية، وجلسات تدريبية، وفعاليات متنوعة، مثل بطولة الإمارات للآيروبريس.

وحول بطولة الإمارات للآيروبريس 2024، التي انطلقت  أمس، وتستمر 3 أيام، أوضح السويدي أن هذه البطولة، التي يستضيفها مركز دبي للسلع المتعددة، للسنة الخامسة على التوالي، تكتسب أهمية خاصة لمركز القهوة، وللقطاع ككل.

وتحت شعار «تخطي الحدود»، تعكس البطولة التحديات التي يواجهها صانعو القهوة خلال المنافسات، وتؤكد أن الضغط يمكن أن يكون حافزاً قوياً نحو إحراز التميّز، وتجمع البطولة عشاق القهوة وصانعيها والمحترفين من مختلف أنحاء الإمارات وخارجها، وتوفر منصة فريدة للتواصل بين أصحاب المقاهي والمحامص والتجّار، بالإضافة إلى إتاحة الفرصة للمشاركين، لعرض مهاراتهم والمشاركة في تذوق القهوة وورش العمل.

فرص التواصل

وأشار إلى أن التحضيرات لبطولة الإمارات للآيروبريس لعام 2024، شملت توسعة القدرة الاستيعابية للبطولة، لتستوعب أكثر من 400 متنافس، ما يجعلها الأكبر والأكثر متعةً في تاريخها، لافتاً إلى أن البطولة هذا العام، تتعاون مع مركز الألعاب التابع لمركز دبي للسلع المتعددة، ما يوفر فرصاً جديدة للتواصل والتعارف بين محترفي الصناعة وأصحاب المقاهي وعشاق القهوة.

دور حيوي

وأكد مدير إدارة السلع الغذائية في مركز دبي للسلع المتعددة، أن البطولة تلعب دوراً حيوياً في تعزيز صناعة القهوة في دولة الإمارات، من خلال ترسيخ أسس ثقافة القهوة، ودفع عجلة نموها، مع إتاحة فرص أعمال واعدة في هذا القطاع الحيوي.

كما تعزز مكانة دبي والإمارات كلاعبين رئيسين في تجارة القهوة العالمية، حيث سيواصل الفائزون في هذه البطولة الوطنية، تمثيل الإمارات في نهائيات بطولة العالم للآيروبريس، ما يعزز مكانة صناعة القهوة الإماراتية على الساحة الدولية.

مبادئ الاستدامة

وعن التوجهات الحالية في أسواق القهوة، أشار السويدي إلى أن صناعة القهوة المحلية والدولية، تشهد العديد من التوجهات الرئيسة، مثل الإقبال الكبير على مزيج النكهات والقهوة المتخصصة، وزيادة التركيز على مبادئ الاستدامة والتوريد الأخلاقي. وفي السوق الإماراتية، يشهد قطاع القهوة نمواً قوياً، مع زيادة عدد محلات القهوة المتخصصة، والطلب المتنامي على منتجات القهوة الفاخرة. وتبرز أيضاً توجهات جديدة، مثل منتجات القهوة الصحية وسياحة القهوة.

اقتصاد المعرفة

وأضاف أن مركز دبي للسلع المتعددة، يواصل التأقلم مع هذه التوجهات، من خلال منصاته وخدماته المتخصصة، وأطلق المركز مؤخراً «منصة الاستدامة»، وهي مبادرة جديدة، تهدف إلى تعزيز أفضل ممارسات الحوكمة البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات، وبناء شبكة من قادة الاستدامة الجدد، عبر مجتمع أعماله، الذي يضم حالياً 24 ألف شركة مُسجّلة.

كما يكثف المركز جهوده في جذب المزيد من الشركات الناشطة في مجالات تكنولوجيا الجيل الثالث من الويب (ويب 3)، والألعاب، والبلوك تشين، والميتافيرس، مع تقديم حزمة واسعة من الأنشطة الداعمة لأحدث الحلول التكنولوجية المبتكرة، ما يعزز تحول دبي إلى اقتصاد قائم على المعرفة والابتكار.

  • فيما يلي النص الكامل لهذا الحوار المهم مع سعيد السويدي ،مدير إدارة السلع الغذائية - مركز دبي للسلع المتعددة

     



ما الأهمية التي تحملها استضافة بطولة الإمارات للآيروبريس في مركز دبي للسلع المتعددة، وتحديداً لمركز القهوة وثقافة القهوة في دبي؟ وكيف تنظرون إلى التأثير المتوقع لهذا الحدث البارز على مشهد صناعة القهوة المزدهر في دولة الإمارات العربية المتحدة؟

يسر مركز دبي للسلع المتعددة أن يستضيف، للعام على التوالي، بطولة الإمارات للآيروبريس التابع له. ويعكس شعار البطولة لهذا العام، بعنوان "تخطي الحدود"، التحديات التي يواجهها صانعو القهوة خلال المنافسات، وفي الوقت ذاته يؤكد أنه يمكن للضغط أن يكون حافز قوي وقوّة دافعة نحو إحراز أعلى درجات التميّز.

وتكتسب هذه البطولة، التي تُعد الأكبر من نوعها في المنطقة، أهميةً خاصة لمركز القهوة التابع لمركز دبي للسلع المتعددة بصفة خاصة، ولقطاع القهوة في دبي بصفة عامة، حيث تجمع تحت مظلتها عشاق القهوة وصانعيها والمحترفين في هذا المجال من مختلف أنحاء الإمارات وخارجها. وتوفر البطولة منصة فريدة للتواصل بين أصحاب المصلحة المحليين والدوليين، وتسهيل فرص التواصل بين أصحاب المقاهي والمحامص والتجّار، بالإضافة إلى إتاحة الفرصة للمشاركين لعرض مهاراتهم والمشاركة في تذوق القهوة وورش العمل.

وتساهم البطولة بشكل فاعل في تعزيز صناعة القهوة في دولة الإمارات، من خلال ترسيخ أسس ثقافة القهوة، ودفع عجلة نموّها، مع إتاحة فرص أعمال واعدة في هذا القطاع الحيوي. وتأتي هذه الجهود في إطار تحقيق رؤية دبي الطموحة في أن تصبح مركزاً عالمياً لتجارة القهوة، وجذب الأنظار الدولية إليها، بجانب تعزيز مكانة الإمارة وجهةً مرموقةً للقهوة عالية الجودة.

  • ما هي الاستعدادات التي تم اتخاذها لضمان نجاح "بطولة الإمارات للآيروبريس" 2024؟ هل هناك أي عناصر جديدة أو مفاجآت مخططة لبطولة هذا العام؟ كم عدد المشاركين المتوقع هذا العام، وما هي خلفياتهم؟

تم اتخاذ استعدادات شاملة لضمان نجاح هذه النسخة من بطولة الإمارات للآيروبريس، مع التركيز على توفير تجربة استثنائية للمشاركين والحضور على حد سواء. ونتوقع أن تشهد البطولة مشاركة قياسية تتجاوز 400 متنافس، مما يجعلها الأكبر والأكثر متعةً في تاريخها.

شهدت النسخة الحالية من البطولة توسعةً في قدرتها الاستيعابية للترحيب بمزيد من المشاركين ومعالجة المخاوف المرتبطة بمساحة النسخة السابقة، حيث تم فتح باب التسجيل في يوليو، مما سمح لكل إمارة بقبول ما يصل إلى 81 منافساً على أساس أسبقية الحضور. وهذا يضمن مشاركة مجموعة متنوعة من صانعي القهوة وعشاقها من جميع أنحاء الإمارات.

كما تشهد البطولة هذا العام تعاوناً فريداً من نوعه مع مركز الألعاب التابع لمركز دبي للسلع المتعددة، مما يوفر فرصاً جديدة للتواصل والتعارف بين محترفي الصناعة وأصحاب المقاهي وعشاق القهوة. بالإضافة إلى ذلك، سيتمكن الحضور من الاستمتاع بتذوق القهوة وحضور ورش العمل المتخصصة، وكذلك فرصة الفوز بمنتجات "آيروبريس" الحصرية.

  • كيف يتفاعل مركز القهوة في مركز دبي للسلع المتعددة مع المجتمع القهوة المحلي والدولي من خلال هذا الحدث؟

تُعد "بطولة الإمارات للآيروبريس" حدثاً رائداً يتيح للمشاركين إبراز مهاراتهم وإبداعاتهم في تحضير القهوة، مما يعزز التفاعل المجتمعي وفرص التواصل بين مختلف الأطراف في هذا القطاع. وتساهم هذه البطولة في ترسيخ مكانة دبي والإمارات لاعبين رئيسيين في تجارة القهوة العالمية.

وسيواصل الفائزون بهذه البطولة الوطنية تمثيل دولة الإمارات في نهائيات "بطولة العالم للآيروبريس" المُقامة في مدينة لشبونة البرتغالية، ما يعزز مكانة صناعة القهوة الإماراتية على الخارطة الدولية.

  • ما هي خططكم المستقبلية لـ "بطولة الإمارات للآيروبريس"، وكيف تتصورون نموها في السنوات القادمة؟

تركز خططنا المستقبلية على توسيع نطاق البطولة وتعزيز دورها المؤثّر، حيث يطمح المركز إلى جعلها حدثاً سنوياً أكبر وأكثر شمولاً مع كل نسخة. ويشمل ذلك زيادة عدد المشاركين، وتعزيز حضور المسابقة، بجانب تنويع الأنشطة وورش العمل لتفعيل مشاركة شريحة أوسع من الجمهور.

ونحن نتطلع في مركز دبي للسلع المتعددة إلى أن تصبح هذه البطولة حدثاً رئيسياً ضمن أجندة فعاليات قطاع القهوة العالمي، وأن تكون قادرة على استقطاب المنافسين والزوّار من جميع أنحاء العالم.

 

  • بالحديث عن مركز القهوة التابع لمركز دبي للسلع المتعددة، هل يمكن أن تقدم لنا نظرة عامة عن مركز القهوة، بما في ذلك مهمته الأساسية؟ ما هي المرافق والخدمات الفريدة التي يقدمها مركز القهوة للتجار والشركات؟

تأسس مركز القهوة التابع لمركز دبي للسلع المتعددة في عام 2019، وهو منشأة عصرية يتمثّل هدفها في ترسيخ مكانة دبي ثقلاً بارزاً على خارطة تجارة ومعالجة القهوة الدولية، حيث يوفر بنية تحتية متطوّرة ومجموعة واسعة من الخدمات المتكاملة.

يوفر المركز مجموعة متكاملة من المرافق والخدمات المصممة خصيصاً لتلبية احتياجات تجّار وشركات القهوة. ويتميز مركز القهوة، الذي يمتد على مساحة 80 ألف قدم مربع، ببنيته التحتية المتطوّرة التي تشمل مستودعات آمنة ومكيفة يمكنها استيعاب ما يصل إلى 9500 طن متري من القهوة الخضراء، مما يضمن الحفاظ على جودتها الفائقة. علاوةً على ذلك، يأتي المركز مجهّزاً بأحدث أدوات المعالجة المخصصة للتنظيف وإزالة النوى والمزج وإعادة التعبئة، بالإضافة إلى مرافق التحميص المتخصصة والتجارية المزودة بخطوط تعبئة وتغليف آلية.

إلى جانب ذلك، يضم المركز كذلك منظومة إعادة التعبئة الفورية للقهوة والمؤتمتة بالكامل، بالإضافة إلى مركز التدريب المميز المعتمد من "جمعية القهوة المتخصصة" (SCA)، ودعم لوجستي شامل، بما في ذلك خدمات الجمارك. كما يوفر المركز مساحات مكتبية تجارية مع مرافق متطورة لإقامة مؤتمرات عن بُعد وغرف تذوق ومقهى تجريبي، مما يمنح شركات القهوة بيئة تعاونية متكاملة.

ولا يكتفي مركز القهوة بتوفير الموارد المادية فحسب، بل يتعدى ذلك ليشمل تعزيز مجتمع القهوة المزدهر في دبي، من خلال استضافة برامج تعليمية وجلسات تدريبية تهدف إلى صقل المهارات في جميع مراحل سلسلة قيمة القهوة. ويضطلع المركز بدور ريادي بوصفة منصة للتواصل والتفاعل بين مختلف الأطراف، حيث ينظم فعاليات متنوعة، مثل بطولة الإمارات للآيروبريس، التي تجمع بين المنتجين ومحمصي القهوة والمستهلكين. وبفضل موقعه الاستراتيجي في دبي، يقدم المركز خدمات لوجستية وتوصيل فعّالة، ما يعزز مكانة الإمارة كمركز عالمي رائد لتجارة القهوة وتقديم حلول مبتكرة في هذا المجال.

  • ما هو حجم تجارة الإمارات من القهوة خلال النصف الأول 2024؟

كما لاحظنا في معرض "عالم القهوة دبي 2024"، تشهد أسواق القهوة في دبي والمنطقة توسعاً ونمواً كبيرين، حيث ارتفع معدل استهلاك الفرد من القهوة في دولة الإمارات إلى 1.36 كيلوغرام في عام 2023، وتجاوزت مبيعات سوق القهوة حاجز المليار درهم إماراتي. إضافةً إلى ذلك، فإنه من المتوقع أن تسجّل سوق القهوة في دولة الإمارات نمواً سنوياً بنسبة 8.4٪ وصولاً للعام 2029. هذه الأرقام المبهرة تفتح آفاقاً واسعةً للشركات العاملة في سلسلة قيمة القهوة، لتتجاوز دورها كجزء من سلسلة التوريد، وتستفيد من الفرص الاستثمارية والتجارية الهائلة التي يوفرها هذا السوق المزدهر.

يلعب مركز دبي للسلع المتعددة، انطلاقاً من مركز القهوة، دوراً محورياً في هذه القصة الناجحة. ففي العام الماضي، نجح المركز في معالجة أكثر من 7330 طناً مترياً من القهوة الخضراء، كما عزز بشكل كبير عمليات تحميص القهوة وتعبئتها وتوزيعها على نطاق عالمي. وساهم ذلك في تسهيل حركة التجارة مع الأسواق الرئيسية في أمريكا الوسطى والجنوبية، وآسيا، وأفريقيا. يلبي المركز، بشكل أساسي، حاجة السوق إلى مراكز تجارية فعّالة من حيث التكلفة والشمولية والكفاءة، ونحن نتطلع إلى تكرار هذه الإنجازات القوية خلال السنوات المقبلة.

  • هل يكن حصر عدد الشركات التي تعمل في مركز القهوة بدبي للسلع حاليا؟

يضم مركز القهوة التابع لمركز دبي للسلع المتعددة أكثر من 130 شركةً مسجلةً، بما في ذلك شركات رائدة من مختلف أنحاء العالم، مما يعكس مكانته كثقل دولي محوري على خارطة تجارة القهوة، حيث يوفر خدمات وبنية تحتية شاملتين لدعم الشركات الناشطة في قطاع القهوة، بدايةً من مرافق التخزين وصولاً إلى التحميص والتوزيع.

وقد نجح مركز القهوة في تمهيد الطريق أمام تداول أكثر من 100 نوع من القهوة قادمة من مناطق زراعة رئيسية في جميع أنحاء أمريكا الوسطى والجنوبية وأفريقيا وآسيا، مع التركيز على البرازيل وإثيوبيا كأكبر أسواق لاستيراد القهوة الخضراء من حيث الحجم، بالإضافة إلى ما يقرب من 30 سوق استيراد أخرى حول العالم.

وعلى نطاق أوسع، يضم مركز دبي للسلع المتعددة أكثر من 24000 شركة مسجلة تنشط ضمن مجموعة واسعة من القطاعات الحيوية، بما في ذلك بعض الشركات الأكثر شهرة في العالم في مجال تجارة الأغذية الزراعية والسلع الأساسية، 

  • كيف يضمن مركز القهوة تطبيق مبادئ الاستدامة والممارسات الأخلاقية في سلسلة توريد القهوة؟

يلتزم مركز القهوة التابع لمركز دبي للسلع المتعددة بضمان الاستدامة والممارسات الأخلاقية ضمن سلسلة توريد القهوة، وذلك من خلال اعتماده على الطاقة الشمسية كمصدر رئيسي للطاقة. ويسعى المركز لتحقيق ذلك من خلال تعزيز المصادر الأخلاقية، والحصول على شهادات الاستدامة، وتقديم البرامج التدريبية المتخصصة.

يساهم المركز كذلك في تعزيز العلاقات التجارية المباشرة، ما يعزز إمكانية تتبع تجارة القهوة وضمان أن قادمة من مزارع تلتزم بممارسات العمل العادلة والمعايير البيئية. ومن خلال دعم برامج الشهادات، مثل "التجارة العادلة" و"تحالف الغابات المطيرة"، يدعم المركز عملية التحقق من إنتاج القهوة ضمن منظومة تراعي النظم البيئية وتعزز أسس المسؤولية الاجتماعية.

فضلاً عن ذلك، يوفر مركز التدريب الرئيسي في مركز القهوة دورات تدريبية حول إنتاج القهوة المستدامة وممارسات المصادر الأخلاقية، المعتمدة من قبل جمعية القهوة المتخصصة. وتساهم هذه الدورات في رفع وعي الأطراف الفاعلة في القطاع حول أفضل الممارسات، بدايةً من إدارة المزارع وصولاً إلى تقنيات المعالجة التي تراعي سلامة البيئة.

ويعتمد المركز كذلك آليات معالجة متطورة، والتي يهدف من خلالها الحد من النفايات والبصمة البيئية، مثل الاستخدام الفعّال للمياه وبرامج إعادة تدوير النفايات.

  • ما هي التوجهات التي تلاحظها حالياً في أسواق القهوة المحلية والدولية؟

تشهد صناعة القهوة المحلية والدولية العديد من التوجهات الرئيسية، والتي تسهم بدوره في تشكيل ملامحها. فمثلاً، هناك إقبال كبير على مزيج النكهات والقهوة المتخصصة، مدفوعاً بالمستهلكين الذين يتطلعون إلى تجارب القهوة الفاخرة. ويتجلى ذلك في الاهتمام المتزايد بالقهوة أحادية المنشأ والقهوة المزروعة بكميات صغيرة، والتي تقدم نكهات فريدة ورابطاً عميقاً بمصادرها وأصولها. كما نجد على جانب آخر زيادة التركيز على مبادئ الاستدامة والتوريد الأخلاقي، حيث يلتزم العديد من المُنتجين وتجّار التجزئة بمعايير التجارة العادلة والممارسات الصديقة للبيئة.

وبالحديث عن السوق الإماراتية، فيشهد قطاع القهوة نمواً قوياً، مع زيادة عدد محلات القهوة المتخصصة هذا بجانب الطلب المتنامي على منتجات القهوة الفاخرة. وتبرز اتجاهات جديدة في السوق، مثل منتجات القهوة الصحية، بما في ذلك تلك التي تقدم فوائد إضافية، بالإضافة إلى تنامي شعبية سياحة القهوة. كما تشهد الإمارات زيادةً في التجارب المتعلقة بالقهوة، مثل تذوق القهوة والفعاليات التعليمية، والتي تلبي احتياجات مجتمع عشاق القهوة الذي لا يتوقف عن التوسع والنمو.

كيف يتأقلم مركز القهوة في مركز دبي للسلع المتعددة مع هذه الاتجاهات مع اغتنام مثل هذه الفرص الجديدة؟

تشهد صناعة القهوة تحولاً جذرياً بفضل الحلول المبتكرة في مجال الإنتاج والاستهلاك، مثل الزراعة الدقيقة وتقنيات التخمير الحديثة، وهو ما يعزز من مستويات الكفاءة والإدارة والجودة بجانب مواكبة تطلعات المستهلكين المتمرسين في عالم التكنولوجيا والابتكار.

وفي الوقت ذاته، يترتب على الأحوال الجوية المضطربة تداعيات تؤثّر سلباً على مناطق زراعة القهوة، وهو ما سينشأ عنه ضغوط من جانب المستهلكين نحو تبني منتجات مستدامة وصديقة للبيئة، وتطوير أصناف قهوة قادرة على التأقلم مع الظروف المناخية، بجانب تعزيز الإنتاج الزراعي المستدام للقهوة حول العالم.

ومن جانبه، يواصل مركز دبي للسلع المتعددة التأقلم مع مثل هذه التوجهات عبر كافة منظوماته وخدماته المتخصصة، حيث أطلق مؤخراً "منصة الاستدامة"، وهي عبرة عن مبادرة جديدة تهدف إلى تعزيز أفضل ممارسات الحوكمة البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات، وبناء شبكة من قادة الاستدامة الجدد عبر مجتمع أعماله الذي يضم حالياً 24 ألف شركة مُسجّلة. وفي الوقت ذاته، يكثف المركز، من خلال مراكزه ومنظوماته المتخصصة، جهوده في جذب المزيد من الشركات الناشطة في مجالات تكنولوجيا الجيل الثالث من الويب (ويب 3)، والألعاب، والبلوك تشين، والميتافيرس، مع تقديم حزمة واسعة من الأنشطة الداعمة لأحدث الحلول التكنولوجية المبتكرة، والتي تعزز تحوّل دبي إلى اقتصاد قائم على المعرفة والابتكار.

 

  • كيف يدعم مركز القهوة رواد الأعمال والشركات الناشئة في مجال القهوة؟

يقدم مركز دبي للسلع المتعددة، مدعوماً ببنيته التحتية المتطورة والمتكاملة، حلولاً وخدمات مبتكرة تدعم بدورها روّاد الأعمال والشركات الناشئة. بالإضافة إلى ذلك، نجح المركز في ترسيخ مكانته لاعباً دولياً في تجارة القهوة، حيث يضطلع بدور حيوي في ربط المزارعين والمصدرين بالأسواق الدولية، كما يساهم في تسهيل حركة تجارة أكثر من 100 صنف من القهوة من مناطق الإنتاج الرئيسية، مثل أمريكا الوسطى والجنوبية وأفريقيا وآسيا.

تساهم مثل هذه الأنشطة في تمكين روّاد الأعمال والشركات الناشئة من الوصول إلى الأسواق العالمية وزيادة كفاءة المنظومة التشغيلية في صناعة القهوة. كما أن هذه الإمكانات والقدرات الكبيرة في توريد القهوة تعزز مكانة دبي ضمن سلسلة التوريد العالمية للقهوة، وهو ما يمكنها من مواكبة الطلب المتنامي على القهوة المتخصصة والقهوة المستوردة من مصادر تراعي الممارسات أخلاقية.

  • هل هناك قصص نجاح أو شراكات بارزة نشأت من مركز القهوة؟

ساهم مركز دبي للسلع المتعددة في دعم العديد من الشركات الناشطة في صناعة القهوة من جميع أنحاء العالم، بما في ذلك البرازيل والولايات المتحدة، والتي تطمح في تأسيس أعمالها انطلاقاً من إمارة دبي.

ولا شك، كان مركز القهوة عنصراً رئيسياً في دعم قصص نجاح العديد من الشركات وإبرام شراكات مثمرة صنعت بدورها مكاسب إيجابية كبيرة في مشهد تجارة القهوة، سواءً في دبي أو المنطقة ككل. ومن بين أبرز هذه الشراكات، التعاون مع "بون كافيه الشرق الأوسط"، الشركة الرائدة في تصنيع وتوزيع القهوة المتخصصة. وهذا التعاون يركز على إنتاج القهوة المحمصة محلياً في "مركز القهوة"، وهو ما يعزز حضور العلامة التجارية "بون كافيه" في دول مجلس التعاون الخليجي.

***