تواصل دبي العمل في تطوير عدد من المشاريع الطموحة خاصة في قطاع السياحة، حيث تدعم الجزر الاصطناعية التي تزخر بها الإمارة والتوسعات المرتقبة الضخمة في مطار آل مكتوم الدولي فرص تحقيق المزيد من الانتعاش والزخم في القطاع السياحي والاستثمار الفندقي.

وبحسب «سكيفت» الموقع الشبكي المتخصص في السياحة، فإن أعمال التطوير المتواصلة في جزر دبي الاصطناعية مثل جزيرة نخلة جبل علي، وجزر العالم وديرة «التي أصبحت تعرف الآن بجزر دبي»، بالإضافة إلى الخطة الضخمة لتطوير مطار آل مكتوم، تبشر بتدفق المزيد من الاستثمارات السياحية والفندقية لاسيما وأن المنشآت الفندقية ومرافق الضيافة والترفيه ذات الإطلالات البحرية تحظى بإقبال السياح وتحقق أعلى معدلات الإشغال الفندقي.

وأضاف الموقع الشبكي المتخصص في السياحة، أن دبي تسعى إلى جذب المستثمرين لبناء المزيد من الفنادق على هذه الجزر، تزامناً مع تزايد أعداد الأثرياء الذين يتوافدون على المدينة وارتفاع الأهداف السياحية.

طلب متزايد

وقال دانيال بوغ، الشريك ورئيس قسم الضيافة الإقليمي في نايت فرانك: «إذا أرادت دبي تلبية الطلب المتزايد على السياحة، فإنها تحتاج إلى المزيد من الفنادق الشاطئية، وهذه الجزر تمتلك هذه الميزة». وتخطط جزيرة نخلة جبل علي، إلى بناء 80 فندقاً عند اكتمالها، أما جزر دبي، فتهدف إلى بناء 80 فندقاً أيضاً. ويشير «سكيفت» إلى أنه إذا تم تحقيق هذه الأهداف، فستشهد دبي زيادة 20 % في عدد غرف الفنادق، حيث يبلغ العدد الحالي حوالي 820 فندقاً.

حيث تم افتتاح فندقين في جزر دبي. ويؤكد بوغ، أنه من المحتمل افتتاح معظم الفنادق خلال السنوات الخمس المقبلة، مضيفاً: «ربما نشهد خلال العامين أو الـ18 شهراً المقبلة خططاً أكثر تفصيلاً لبدء تشغيل هذه الفنادق».وبدأت جزر العالم، في افتتاح الفنادق الجديدة تدريجياً منذ العام الماضي، وتحتضن دبي أكثر من 151 ألف غرفة فندقية، أي أكثر من لاس فيجاس الأمريكية.

فيما تبدو آفاق النمو في الإمارة واعدة. وتشير شركة كوليرز لإدارة الاستثمارات إلى أن النمو المتوقع خلال السنوات الـ3 - 5 المقبلة يتراوح بين 2 و5 %، مقابل 7.7 % بين 2016 و 2022.وبحسب شركة «إس تي آر» المتخصصة في تتبع صناعة الفنادق، ستفتتح دبي 18 فندقاً و6000 غرفة فندقية هذا العام، بزيادة 2 % وسيتم افتتاح 17 فندقاً و4000 غرفة أخرى العام المقبل.

ترقب الفرص

وينتظر العديد من مطوري الفنادق الفاخرة المزيد من الفرص مع اكتمال الجزر الاصطناعية في دبي ليتمكنوا من بناء فنادق فاخرة على شواطئها.

ويقول نيكولاس نصرا، رئيس قسم الاستشارات الفندقية والضيافة والسياحة في شركة «كوليرز»: إن توفير الأراضي الشاطئية الفاخرة هو أحد العوامل التي تسهم في انتعاش عمليات التطوير والاستثمار الفندقي، حيث يشهد الطلب على الأراضي الشاطئية الفاخرة إقبال كبير، وخاصة في المشاريع العقارية والفندقية والسياحية الفاخرة الجديدة، ويبحث المشغلون عن هذه المواقع نظراً للأسعار المرتفعة التي يدفعها الضيوف، وستوفر هاتان الخطتان الرئيسيتان «جزر دبي ونخلة جبل علي» وجهات ترفيهية جديدة عالية الجودة تجذب مشاريع الضيافة الفاخرة وغيرها».

ويرى دانيال بوغ أن خطط دبي الواعدة التي تستهدف استقبال 25 مليون زائر بحلول عام 2025، تتطلب المزيد من الاستثمارات الفندقية ومن ثم من المتوقع تدشين المزيد من المشروعات التي تحمل العلامات الفاخرة في قطاع الضيافة عالمياً خلال السنوات المقبلة.

ومع اكتمال التطوير في الجزر الاصطناعية في دبي وإطلاق المزيد من الفنادق الفاخرة من المتوقع أن تتزايد الاستثمارات والعروض الفندقية وخيارات الإقامة التي تناسب الميزانيات المتوسطة إلى جانب الفنادق الفاخرة الشاطئية. وتشكل الفنادق من فئة 5 نجوم تشكل حالياً نحو 35 % من إجمالي الفنادق في دبي، فيما تشكل الفنادق فئة 4 نجوم نحو 29 %.

أسعار تنافسية

ويقول دانيال بوغ: «إن انتعاش الاستثمارات في قطاع الفنادق وتعدد فئاتها من سيساعد قطاع الضيافة في دبي على تقديم أسعار أكثر تنافسية وخدمات تناسب جميع الفئات، وهذا هو الاتجاه الحالي، وهناك العديد من مشغلي الفنادق الذين يمتلكون علامات تجارية كبيرة ولديهم العديد من الخيارات المتوسطة لتقديمها».

ويضيف: «سيكون هناك مجموعة أكبر من الفنادق «في نخلة جبل علي» لأنها أكبر في المساحة من نخلة جميرا»، لافتاً إلى أنه من المتوقع أن تضم الكثير من المنتجات متوسطة الحجم، وهناك مساحة كافية لمجموعة متنوعة من المنتجات.

بينما على الجانب الآخر، يعتقد نيكولاس نصرا، أيضاً أن «دبي ستشهد طفرة في الفنادق المتوسطة إلى جانب عودة الجزر الاصطناعية إلى الحياة»، فيقول: «من وجهة نظر الخطط الرئيسية، تتوقع «كوليرز» المزيد من الإعلانات عن مشاريع ضيافة في جزر دبي وجبل علي، وفيما يتعلق بالمشاريع المستقلة، نتوقع زيادة في مشاريع الفنادق من فئة الثلاث والأربع نجوم خلال السنوات القليلة المقبلة، بما في ذلك زيادة في مفاهيم الشقق الفندقية والمشاريع الفندقية الأكثر بأسعار معقولة التي تتضمن إقامات سكنية تحمل علامات تجارية».

مطار آل مكتوم

وبالإضافة إلى الجزر الاصطناعية، هناك مشروع سياحي آخر يتم العمل فيه بقوة ضمن خطة باستثمارات ضخمة للتطوير، وهو مطار آل مكتوم الدولي، تم إطلاقها في أبريل الماضي، بقيمة 35 مليار دولار، لجعله أكبر مطار في العالم خلال الـ10 أعوام المقبلة.

ويقول نيكولاس نصرا: «لا تزال هناك فرص لتطوير مشاريع ضيافة جديدة، مثل مفاهيم الفنادق من فئة الثلاث والأربع نجوم التي لا تتطلب مواقع شاطئية أو حضرية رئيسية، وستخلق الخطط الرئيسية الحضرية الناشئة خارج الوجهات الرئيسية، مثل التوسعة التي أعلنت مؤخراً للمطار في دبي الجنوب، فرصاً جديدة للمطورين والمشغلين، ما يسهم في تنويع العروض الفندقية في دبي».

بناء المزيد من الفنادق لمواكبة نمو التدفقات السياحية وأعداد الأثرياء

مطورو الفنادق الفاخرة يترقبون المزيد من الفرص مع اكتمال الجزر الاصطناعية

خطط استقبال 25 مليون زائر بحلول 2025 تتحقق بالمزيد من الاستثمار الفندقي