أكد مسؤولون مشاركون في «منتدى دبي للأعمال - الصين»، الذي استضافته بكين مؤخراً أن هذا الحدث العالمي البارز جاء انعقاده تجسيداً لعمق العلاقات الإماراتية الصينية، ولتسليط الضوء عالمياً على الآفاق الواعدة التي تزخر بها الإمارة في ظل أجندة دبي الاقتصادية (D33).

وأوضحوا في تصريحات لوكالة أنباء الإمارات أن دبي تعد نموذجاً عالمياً في تحفيز الاستثمار الأجنبي وتوفر فرصاً استثنائية نوعية تتماشى مع أجندتها الاقتصادية الجديدة D33، مما يجعلها فرصة للمئات من الشركات الصينية خاصة متعددة الجنسيات والمليارية والناشئة ذات النمو السريع بتطلعها بالأسواق الواعدة بالفرص والمشاريع في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وقال عبدالله الهاشمي، المدير التنفيذي للعمليات، المجمعات والمناطق الحرة في «دي بي ورلد - دول مجلس التعاون الخليجي»، إن الصين تعد أكبر شريك تجاري مع الإمارات، مؤكداً أن منتدى دبي للأعمال - الصين يُعد منصة مهمة لتعزيز التعاون.

وأكد على الإمكانات الكبيرة لمزيد من النمو والدور الذي تلعبه «دي بي ورلد» و«جافزا» في دعم تدفق التجارة بين البلدين، حيث حققت المنطقة الحرة لجبل علي تجارة بقيمة 21.5 مليار دولار بين الإمارات والصين خلال عام 2023، وهو ما يمثل 27 % من إجمالي تجارة الإمارات غير النفطية مع الصين. وأشار إلى أن البنية التحتية عالمية المستوى في جبل علي وبيئة الأعمال في «جافزا» تمثلان إمكانات كبيرة للتجار والمصنعين الصينيين.

وأشار إلى أن مبادرة الحزام والطريق كان لها تأثير كبير على حركة التجارة، وأن دبي تعد مركزاً رئيسياً للصين، حيث تعمل كبوابة تجارية، مستفيدة من موقعها الاستراتيجي لربط آسيا وأفريقيا وأوروبا. وقال إن «دي بي ورلد» تعمل في الصين منذ ما يقارب العقدين، تمتلك 4 موانئ و9 محطات لوجستية رئيسية، وإن الشركات الصينية يمكنها الاستفادة من الشبكة العالمية لـ «دي بي ورلد» لتعزيز سلاسل التوريد الخاصة بها.

وذكر أن هناك فرصاً واعدة للتعاون في عدة قطاعات، بما في ذلك قطاع السيارات الكهربائية مؤكداً أن الصين قوة صاعدة في صناعة السيارات، ومن المتوقع أن يتضاعف عدد السيارات الكهربائية الصينية التي يتم مناولتها في ميناء جبل علي في عام 2024 مقارنة بالعام السابق، ليتجاوز 200 ألف سيارة.

واعتبر أن قطاع الطاقة المتجددة هو قطاع تستثمر فيه الصين بشكل كبير. ودولة الإمارات، كونها مركزاً تجارياً عالمياً، يمكنها توزيع هذه المنتجات إلى دول مجلس التعاون الخليجي وأفريقيا ومناطق أخرى.

وشدد على أن «جافزا» التي تضم أكثر من 400 شركة صينية توفر بيئة جاذبة للشركات الصينية لإنشاء مقرات إقليمية ومصانع تصنيع ذات قيمة مضافة أو خطوط تجميع ومراكز توزيع مع الاستفادة من موقع الإمارات الاستراتيجي الذي يربطها بالأسواق العالمية الرئيسية.

شحن

وقال إن «دي بي ورلد» من دبي، تقدم وصولاً فعالاً إلى أكثر من 300 مدينة عالمية بما في ذلك أكثر من 90 خدمة شحن أسبوعية تربط جميع الموانئ الصينية الرئيسية.من جانبه، قال جيم يي، رئيس شركة «جولدنبورت» المتخصصة في تجارة السيارات في الصين إن منتدى دبي للأعمال الصين يلعب دوراً مهماً في توفير الفرص الاستثمارية بين البلدين.وأضاف أن لديهم في دبي بعض الأنشطة التي تتعلق بالسيارات الرياضية والكهربائية الصديقة للبيئة، مؤكداً أن دبي باتت تعتبر وجهة للعلامات التجارية الصينية الراغبة بالانطلاق إلى العالم.

أما محمد الرئيسي، الرئيس التنفيذي للسفريات والبواخر، فقال إن هذا الحدث يعتبر هدفاً مهماً جداً بالنسبة لهم كشركة سياحية مشاركة في المنتدى باعتبار الصين الشريك التجاري الأول لدولة الإمارات، لافتاً إلى أن الشركة استقبلت حوالي 620000 سائح صيني في دبي خلال 2023، فيما يسعون إلى اجتذاب المزيد من السياح الصينيين ومضاعفتهم تماشياً مع أجندة دبي الاقتصادية الجديدة التي تطمح إلى أن تكون دبي من ضمن أكثر ثلاث مدن استقبالاً للسياح.

وأضاف أن مشاركتهم تعكس استراتيجيتهم الخاصة بالتوسع التزاماً بدعم نمو دبي كوجهة سياحية عالمية مفضلة بفضل قدراتها وإمكانياتها اللامحدودة معرباً عن تطلعه إلى أن يكونوا جزءاً من هذا النجاح العظيم من خلال التبادل التجاري مع الشركات الصينية والتفاوض معها بشــكل إيجابي فــي قطاع الاستثمار السياحي.

خطط

وقالت ماجي فنج، نائب الرئيس الأول في مجموعة «سي بي للعقارات»، إن تنظيم مثل هذا الحدث في بكين يعد دلالة على علاقات قوية جداً وأعتقد أن لدينا خطط جيدة لمساعدة الشركات في تنفيذ عملياتها ومشاريعها من الإمارات بالصين.

وأضافت أننا نتطلع إلى العديد من فرص التعاون المثمر وجذب المزيد من الاستثمارات الإماراتية إلى الصين لزيادة حجم التجارة بين البلدين لاسيما في ظل وجود مجموعة المشاريع الكبرى، وهو ما يوفر الكثير من الفرص الاستثمارية أمام الشركات ورجال الأعمال الإماراتيين.

وشهد المنتدى 18 جلسة حوارية أجمع المتحدثون فيها على تمتع اقتصاد دبي بمقومات قل نظيرها متناولين باقة من المحاور والقطاعات ذات البعدين الاستراتيجي والمستدام شملت الخدمات اللوجستية والذكاء الاصطناعي والتجارة الإلكترونية والطاقة الخضراء والمناطق الحرة والرعاية الصحية.