أصبحت صناعة زيادة الخصوبة مجالاً متزايد الأهمية يجذب صناديق الأسهم الخاصة. وتتلقى كبرى الشركات في هذا القطاع، مثل «كير فيرتيليتي» البريطانية و«جينرالايف» الأوروبية و«ثيرامكس»، دعماً مالياً من جهات راعية مثل «نورديك كابيتال» و«كيه كيه آر» وتحالف «باي آند كارلايل».

ولا عجب في ذلك، فهذه الصناعة مجزأة إلى حد كبير، وتجمع بين الدخل المرن مع ارتفاع حجم النشاط والنمو القوي. ومن خلال دمج العيادات المشتراة من الأطباء المتقاعدين الساعين إلى تصفية حساباتهم أو العيادات الصغيرة، تزيد الأسهم الخاصة حجم الصناعة، مع دعمها بالتسويق الجاذب للانتباه ونشر المعرفة.

ويبدو أن نمو القطاع بات مضموناً مع الاتجاه المتنامي للأفراد إلى تكوين الأسر في سن متأخرة. فبعد نصف قرن من ولادة أول «طفل أنابيب»، يمثل التلقيح الصناعي 2.5% من عمليات التوليد في الولايات المتحدة، وذلك وفقاً للجمعية الأمريكية للطب الإنجابي. وفي الصين، تشير بيانات شركة «جينكسين فيرتيليتي» إلى أن واحداً من كل 5 أطفال ولد بمساعدة طبية.

ويبدو أن النتائج مشجعة ليس فقط بالنسبة للمستثمرين. فقد توصل بحث مستقل أجراه الأكاديميان أمبر لا فورجيا وجوليا بودنز، إلى أن معدلات نجاح التلقيح الصناعي ارتفعت بنسبة 13.6% نتيجة للاستحواذات من قبل مجموعات الخصوبة. بالإضافة إلى ذلك، انخفض معدل حالات تعدد الأجنة، التي تنطوي على أخطار أكبر.

ويشيران إلى أن هذا قد يُعزى إلى مزايا مشاركة أفضل الممارسات وزيادة الإمكانات المالية. لكن استحواذ صندوق الأسهم الخاصة على مجموعات الرعاية الصحية مثل دور الرعاية، غالباً ما يؤدي إلى زيادة الرسوم وانخفاض عام في الجودة. وقد يكون أحد الأسباب المحتملة هو طبيعة قاعدة العملاء: الأفراد الأكثر صحة وثراء نسبياً وليس الأكثر ضعفاً أو المرضى أو كبار السن.

وثمّة حفنة من الشركات الناشئة المليارية «اليونيكورن» في هذا القطاع، مثل عيادات «مافين آند كايندبودي»، وشركة الفحوص التشخيصية «بيليون تو ون». كما أن شركة «كاروت فيرتيليتي»، مقدم الخدمات الصحية، من ضمن الشركات التي في طريقها لتصبح شركة يونيكورن. ومع ذلك، وعلى غرار القطاعات الأخرى، فإن الاتجاه هو البقاء في القطاع الخاص لفترة أطول، وهي ميزة يمنحها رأس المال المغامر الوفير وحتى المستثمرون المشاهير.

لكن فرص الانسحاب متفاوتة، فقد بيعت شركة كير فيرتيليتي، وجينرالايف (التي اشترت عيادة أخرى تحت إدارة «كيه كيه آر» تُدعى ليفيو)، وشركة ثيرامكس لصناعة الأدوية، مرة واحدة على الأقل. وأدرجت شركة فيرتوس هيلث في السوق الأسترالية عام 2013، لكنها عادت إلى أيدي القطاع الخاص بعد 9 سنوات، بسعر أعلى بنحو الثلث فقط من سعر الطرح العام الأولي. ومن خلال الاستحواذ على العيادات ودمجها، فضلاً عن فتح عيادات خاصة جديدة، أصبح الداعمون الماليون هم المشترين التجاريين.

ويشير ذلك إلى أن الأسواق العامة لم تبدِ انفتاحاً كبيراً. فقد طُرحت شركة «بروجيني»، وهي شركة تقدم خدمات الخصوبة، للاكتتاب العام في عام 2019 بسعر أقل من النطاق السعري المتوقع، ومنذ ذلك الحين تخلفت عن السوق عموماً. أما أسهم شركة جينكسين فيرتيليتي المدرجة في هونغ كونغ، فتقر بوجود «عقبات وصعوبات»، ولا تزيد قيمتها عن ربع سعر طرحها الأولي. وهكذا، يبدو أن الأسهم الخاصة ستواصل كونها أرض التكاثر الخصبة الرئيسة للقطاع.