الأبراج ذات الواجهات الزجاجية منتشرة في مختلف الدول عبر العالم، مهما كان المناخ الذي يسودها، حتى أنها تنتشر في البيئة الصحراوية القاسية مثل المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات. المباني الزجاجية عامة لا تمنع أشعة الشمس من دخول المبنى كما هو الحال بالنسبة لمباني الطوب، ولذلك تتطلب المباني الزجاجية في المناطق الحارة، المزيد من التكييف وبالتالي ترتفع تكلفة الطاقة، ولكن ذلك يتغير إذا تم بناء الأبراج الزجاجية بطريقة ذكية ومتطورة، مثلما هو الأمر في أبراج البحار في أبوظبي.



بنيت الواجهة الخارجية للبرجين التوأمين المكونين من 29 طابقا على ارتفاع 145 متراً، من الزجاج بشكل كامل ولكن تم تغطية السطح الخارجي بهيكل واقي مكون من 2000 مظلة شمسية تفتح وتغلق تلقائيا وفقاً لشدة أشعة الشمس.

استلهم تصميم البرج من "المشربية" التقليدية التي كانت تزين نوافذ البيوت العربية التقليدية منذ القرن الـ14. هذا التصميم الهندسي الذكي للمشربية يوفر كلا من الظل والخصوصية، وفي نفس الوقت يسمح بإطلالة خارجية طوال الوقت.

الهيكل الخارجي يبعد عن الهيكل الزجاجي للمبنى بمترين وصمم في إطار مستقل. كل مثلث مطلي بالألياف الزجاجية ومبرمج وفقاً لحركة الشمس. ففي الليل تظل المظلات مطوية تسمح بظهور الواجهة الزجاجية الأساسية للمبنى. وعندما تشرق الشمس في الصباح الباكر في المنطقة الشرقية من المبنى، تفتح المظلات المتواجدة في المنطقة الشرقية وكلما تحركت الشمس لتغطي المناطق الأخرى من المبنى تتبعها المظلات وتفتح وفقاً لحركة الشمس.

هذه المشربية الديناميكية، تخفض نسبة الأشعة الشمسية التي تدخل المبنى إلى النصف، وبالتالي توفر الكثير من الطاقة الكهربائية التي يستهلكها التكييف. إضافة إلى ذلك فإن قدرة المظلات على توفير الظل للمبنى دفع المهندسين المعماريين للاستغناء عن الزجاج الداكن الذي يحجب الضوء الخارجي في جميع الأوقات، وذلك عمل على توفير الكهرباء التي تستهلكها الإضاءة في النهار.