يقع الجبل الأخضر في ولاية نزوى بعمان ويطل على سلسلة جبال الحجر التي تمتد إلى أجزاء من المنطقة الشمالية لدولة الإمارات، يشتهر الجبل بمناخه المعتدل ونقاء هوائه وبأشجار الفواكه والزيتون إضافة إلى مبنى أخضر في قمته يقصده الزوار والسياح من مختلف أرجاء العالم للرجوع إلى الطبيعة والاستفادة بفوائدها الصحية الجمة.
يشمخ منتجع أليلا جبل الأخضر على ارتفاع أكثر من 2000 متر فوق سطح البحر، ويعتبر متنفس لتجربة حياة في أحضان الطبيعة الهادئة، إذ يقع على حافة جبل مجوف ليمنح إطلالة رائعة على جبال الحجر.
مبنى أليلا جبل الأخضر فريد في تفاصيل وقصة تصميمه، إذ تم إنشاءه بالكامل من حجارة وخشب الجبل نفسه، وبتقنيات بناء عمانية تقليدية ممزوجة بفن العمارة العصرية المتطورة، مع اعتماد ديكورات تقليدية تحكي تاريخ سكان الجبل.
هذا الامتزاج الحضاري والموقع المتميز الذي يمنح إطلالات تحبس الأنفاس جعل المنتجع قبلة للباحثين عن علاج للبدن والروح بعيدا عن ضغوطات وازدحام وتلوث المدن.
ووفقاً للعلماء توفر قمم الجبال أكثر من مجرد مناظر خلابة فهي تحارب السمنة إذ يساعد الهواء النقي على تحسين عملية الهضم ويشجع على المشي لاستكشاف أسرار الطبيعة، كما يقلل من مخاطر السكتة القلبية. ووفقا لدراسة نشرت في مجلة علم الأوبئة وصحة المجتمع العالمية، فإن انخفاض مستويات الأوكسجين في قمم الجبال يؤثر على بعض الجينات، التي قد تغير طريقة عمل عضلات القلب. ويمكن أن تنتج أيضا أوعية دموية جديدة توفر طرقا سريعة وجديدة لتدفق الدم إلى القلب. كما أثبتت الدراسات أن أشعة الشمس والهواء المتجدد علاج ناجع للاكتئاب.
ويقول العماني عبدالرحمن وهو موظف في المنتجع للبيان، أن والدته المسنة كانت تعاني منذ فترة طويلة من أمراض متعددة منها السكري والضغط والضعف الجسدي، ولكنه أقنعها بقضاء شهر رمضان المنصرم في المنتجع حيث يمكنها استنشاق الهواء النقي والشعور بالراحة، وتفاجأت الأم وأبنائها بأنها طوال الشهر الكريم لم تشتكي من أي وعكة حتى أنها تمكنت من الصيام بعدما عجزت عنه في السنوات القليلة الماضية.
بناء أخضر في قمة الجبل الأخضر
إضافة إلى موقعه المتميز على قمة الجبل الأخضر، يمثل البناء الأخضر للمنتجع عامل إيجابي آخر ساهم في الحفاظ على اعتدال درجات الحرارة بداخله ونقاوة هوائه، إذ تجد الحجارة أبرز ما يميز المنتجع الصديق للبيئة، وإضافة لكونها فعالة في الحفاظ على الجو المعتدل بداخله، تجدها في كل مكان تزين الزوايا بطريقة فنية، إلى جانب أعمال فنية محلية بلمسات تقليدية منها المصنوعات اليدوية المحلية وأشجار قديمة استخدمت لتزيين الجدران والمداخل.