على الحافة الشرقية لجبال الهيمالايا، التي تقع بين الهند والتبت، تقع دولة دروك يول الصغيرة والمعروفة باسم مملكة "بوتان". في البوتانية ، يعني الاسم "أرض الرعد والتنين" ، إشارة إلى العواصف العنيفة التي تضرب قمم الجبال الوعرة وتغمر الوديان الخصبة.

تمسكت بوتان طول القرون الماضية بالحفاظ على تقاليدها وقاومت التأثيرات الخارجية. وفي السبعينيات، سمحت بوتان بالسياحة على أرضها وقررت اتباع نهج فريد تجاه "التغريب "-  تشكيل حياة الأمم، بأسلوب الغرب- وخلق مفهوم يعرف باسم "مؤشر السعادة القومية الإجمالية" والذي يعنى بالتنمية المستدامة التي تعطي وزناً كبيراً للازدهار ورفاهية الإنسان، وفقاً لموقع سي إن إن.

وبهدف حماية الثقافة التقليدية من التأثيرات الخارجية، منعت بوتان دخول أجهزة التلفاز والإنترنت والهاتف إلى البلاد حتى عام 1999.

السياسة ورفاهية الشعب

قال رئيس وزراء بوتان ، الدكتور لوتاي تشيرينج ، الذي تولى منصبه في نوفمبر 2018: "نحن في بوتان فريدون للغاية ؛ وديمقراطيتنا فريدة من نوعها... نرتكز بقوة على قيمنا الوطنية ولا نضع المصلحة شخصية قبل المصلحة الوطنية.

وأضاف: يسمي ملكنا السعادة القومية الإجمالية بعجلة تطوير مرتبطة بالقيم. وفيما يتعلق بسياسات وقوانين البلاد أوضح: "إذا كانت القوانين لا تساهم في زيادة مؤشر السعادة ، وإذا كانت السياسة ليست صديقة للبيئة، وإذا كانت السياسة لن تؤدي إلى رفاهية البوتانيين، فلن تتم الموافقة عليها أبدًا في البلاد."

وتحتل البووتان المركز الـ 95 من 156 دولة في تقرير السعادة العالمي 2019. ويرتبط حصولها على هذا المركز بالفقر في البلاد ، وتحديات تحقيق العدالة الاقتصادية والاجتماعية في مجتمع زراعي في الغالب.

 ومن أحد مظاهر الحفاظ على البيئة والصحة العامة، أنه يمنع التدخين في معظم مدن بوتان، ويمنع منعاً باتاً بيع السجائر.

مستقبل بوتان

قد لا تحتل البلاد المرتبة الأولى في مؤشر السعادة ، لكنها حققت مكاسب كبيرة ونفذت مشروعات حيوية لخدمة السكان وسعاتهم، فعلى سبيل المثال تم إنشاء آلاف الكيلومترات من الطرق وتركيب خطوط الهاتف فيما تمثل الطاقة المائية التي يتم تشغيلها عبر النهر الجزء الأكبر من اقتصادها. 

ويطلق البنك الدولي على بوتان قصة نجاح تنموية مع انخفاض مستويات الفقر المدقع وتحسين المساواة بين الجنسين ، فضلاً عن امتلاكها لبيئة سياسية واقتصادية مستقرة.

وقال لوتاي "على مدى العقود الثلاثة أو الأربعة الماضية ارتفع متوسط ​​العمر المتوقع عند الولادة من حوالي 50 إلى أكثر من 70". ومع العصرنة وتوفير رعاية صحية جيدة للجمهور، أصبحت نوعية الغذاء والتوعية الصحية أفضل لهذا يعيش الكثير من البوتانيين الآن لفترة أطول".