يتمتع وادي رم في جنوب الأردن بالقرب من الحدود مع المملكة العربية السعودية، بمناظر طبيعية غريبة حتى أنه يلقب بـ"وادي القمر" نسبة إلى الحقول الدائرية الشكل والمصممة بعناية فائقة.
في هذه المنطقة القاحلة بطبيعتها، تقل نسبة الأمطار السنوية ولا تنمو فيها سوى بعض النباتات. وقد يستغرب المرء إذا علم بأن هذه الأرض الجافة والقاحلة التي تمتد من فلسطين المحتلة إلى الأردن كانت منذ سنوات موضع العديد من المشاريع الزراعية، كما أنه في الآونة الأخيرة، انخرط البدو الذين يعيشون في منطقة وادي رم في مشاريع زراعية ناجحة وفريدة من نوعها وهي زراعة النباتات العضوية في حقول دائرية الشكل.
صحراء وادي رم في الأردن أصبحت موقع أكبر مزرعة في الأردن، تأسست في عام 1986 على مساحة 2000 هكتار من الأراضي.
يبدو الموقع خيار غريب من نوعه، ولكنه في الواقع خيار صائب إذ أنه تحت صحراء وادي رم، وامتدادا تحت الجبال الحدودية وصولا إلى المملكة العربية السعودية، هناك طبقة مياه جوفية كبيرة. ومعظم إمدادات المياه في هذه الصحراء الشاسعة تعتمد على هذا المصدر المائي الوحيد.
مزرعة رم متخصصة في زراعة المنتجات النباتية العضوية، مثل الحبوب والأعلاف، بما في ذلك الباذنجان والملفوف والتين والرمان والبطاطا والكوسا والطماطم و غيرها من الخضروات.
تتم زراعة المحاصيل الزراعية في رم من قبل شركة "رم للزراعة العضوية" باستخدام تقنيات الري الخاصة وطريقة الزراعة التي يقال إنها كانت تستخدم في العصور القديمة من قبل هذه الشعوب و قدماء المصريين والأنباط.
يتم سحب المياه الجوفية في أعماق 30 إلى 400 متر تحت سطح الأرض، وتمريره عبر 78 هكتار من الحقول الدائرية، باستخدام أنابيب عليها فتحات للري. كما تستخدم أنفاق خاصة من البلاستيك للمساعدة في الحفاظ على المياه والتعامل مع درجات حرارة الصحراء الشديدة.
التقنيات التي تعتمدها الشركة ناجحة لدرجة أن المزرعة أصبحت تنتج اليوم حصة كبيرة من المنتجات الغذائية في الأردن، والتي يتم نقلها إلى مئات الكيلومترات شمالا عبر الصحراء الى العاصمة عمان وغيرها من المواقع.