يصادف الحادي عشر من شهر نوفمبر يوم الذكرى الذي دأبت دول الكومونويلث على احيائه منذ نهاية الحرب العالمية الأولى لتذكر الجنود الذين سقطوا أثناء تأديتهم لواجبهم العسكري وهو اليوم الذي وقعت فيه الهدنة بين ألمانيا و الدول الحلفاء عام 1918.

 

ويتم الاحتففال به أيضا في العديد من الدول غير المنتمية للكومونويلث.

ويعرف هذا اليوم أيضا بيوم زهرة الخشخاش بسبب القصيدة المشهورة (في حقول فلاندرز) التي ترثي الجنود الذين قضو نحبهم وتذكر نمو زهرة الخشخاش في حقول المعارك التي سقط القتلي فيها.

في هذا اليوم تقوم بريطانيا ودول  أخرى في أنحاء متفرقة من العالم بتنظيم إحتفالات وطنية لتخليد ذكرى الجندي الذي سقط خلال معارك وبقيت رفاته في ساحات القتال والذي أطلق عليه إسم (الجندي المجهول). كان المنطلق الرئيسي لهذه الاحتفالات هو تخليد ذكرى الجندي المجهول الذي سقط في ساحات القتال خلال الحرب العالمية الأولى، غير أن الاحتفالات أصبحت حاليا أكثر شمولية إذ تضم كافة الذين فقدوا أرواحهم  في سبيل الوطن.

جاءت فكرة هذا اليوم عندما طالب ملك إنكلترا جورج الخامس في عام 1919 بتخصيص يوم يتذكر فيه الشعب البريطاني ضحايا الحرب العالمية الأولى حيث قال "إنني مقتنع أن الرعايا في كافة مناطق الإمبراطورية يتمنون بحرارة أن يستمر تذكر كافة الذين ضحوا بأرواحهم لجعل هذه الحرية ممكنة التحقيق. ولكي تتوفر لنا الظروف للتعبير بشمولية عن هذا الشعور أتمنى أن تكون ساعة دخول الهدنة موضع التنفيذ أي الساعة الحادية عشرة في اليوم الحادي عشر من الشهر الحادي عشر من كل عام، لمدة دقيقتين قصيرتين فقط تتوقف فيهما كليا كافة أنشطتنا اليومية”.

يوم الذكرى أصبح الآن في بريطانيا وغيرها من الدول مناسبة وطنية مهمة يشارك فيها الجميع، رسميون ومواطنون عاديون في تكريم ذكرى الجنود الذين سقطوا في الحربين العالميّتين الأولى والثانية وفي الصراعات ومهمّات السلام التي شاركت فيها تلك الدول حول العالم.

ويعلّق الكثير من المواطنين في أنحاء العالم على صدورهم بهذه المناسبة زهرة الخشخاش الحمراء التي هي رمز لذكرى الجنود الذين سقطوا في الحرب. ويعود الفضل في اختيارها إلى الجندي الكندي جون ماكري الذي كان طبيبا في القوات الكنديّة إبّان الحرب العالميّة الأولى الذي كتب في حينه قصيدة بعنوان (في حقول فلاندرز) اتى فيها على ذكر كلمة الخشخاش عدّة مرّات. واشتهرت قصيدته وأصبحت من بين قصائد الحرب المعروفة والمحبوبة والأكثر قراءة. واصبحت زهرة الخشخاش بفضله ترمز بصورة رسميّة إلى يوم الذكرى. وتباع زهور خشخاش حمراء اصطناعيّة بالمناسبة يعود ريعها للمحاربين القدامى وعائلاتهم. وتنطلق حملة بيع زهور الخشخاش وفق التقليد في يوم الجمعة الأخير من شهر أكتوبر من كلّ سنة.

وتعلّق الزهرة على الصدر بدأ من تاريخ توزيعها وحتى يوم الذكرى. وتعلّق على الجانب الأيسر وأقرب ما يكون إلى القلب. وتنزع مع انتهاء يوم الذكرى.