خيم اليأس على الشاب الجزائري الفنان عنتر كربال (38 عاما) بعدما باءت كل محاولاته في الحصول على دعم حكومي لمزاولة نشاطه الإبداعي في تحويل النفايات والمساحات العامة إلى أماكن فنية تنبض بالحياة من خلال دمج الأواني والأثاث بمجموعة متنوعة من نبات الزينة والأزهار.

ورغم أن أعماله الفنية ومهاراته الفريدة لاقت إعجاب جمهور كبير عبر مواقع التواصل الاجتماعي إلى أنه لم يلقى أي دعم من جهة حكومية طرق بابها، وبعد محاولات عديدة خيم اليأس عليه وأصبح يفكر في الحل الوحيد المتوفر أمامه وهو قطع تذكرة إلى قوارب الموت لتجربة حضه في الغربة إن كتبت له النجاة فالموت أهون عليه من حياة يسجن فيها أفكاره وإبداعاته.

يستخدم عنتر العديد من الأدوات الخاصة في تصميم الأواني التي أعاد تدويرها بشكل مبدع وحولها إلى تحف تزينها أزهار ونباتات نادرة عمل على زراعتها بنفسه.

كما أنفق الكثير لشراء الكتب الأجنبية لتعلم كيفية زراعة نباتات الزينة الفريدة من نوعها، وقد لفت عنتر انتباه الجزائريين عندما عرض على صفحته في فيسبوك أدواته وكتبه للبيع على حسابه في فيسبوك مرفقاً الصور بتعليق عليه نبرات الحسرة قال فيه أنه يستسلم للفشل ويعرض أدواته وكتبه التي اقتناها خلال سنوات بشق نفس للبيع في خطوة للتخلي عن موهبته والبحث عن وظيفة مستقرة في أي مؤسسة.

حصدت الصور مشاهدات كبيرة على موقع التواصل الاجتماعي وتشاركها العديد في نية توصيلها إلى المسؤولين لعلهم ينقذون موهبة تساهم في حماية البيئة، كما علق الكثيرون على منشور عنتر بعبارات التشجيع على الاستمرار في عمله وعدم اليأس ودعاه البعض لتصميم حدائق منازلهم وشراء بعد مقتنياته الفريدة في زينة المنازل.

البيان تواصلت مع عنتر الذي أخذت صور إبداعاته الطبيعية الفنية تأخذ طريقها في الانتشار السريع عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وعلمت منه أنه طرق جميع الأبواب للحصول على الدعم لمواصلة عمله فهو بحاجة ماسة لأرض صغيرة يزرع فيها النباتات والأزهار الفريدة لاستخدامها في التصميم الداخلي والخارجي للمنازل والشوارع العامة، ورغم أن عمله صديق للبيئة لا سيما وأنه يجمع الأدوات المنزلية القديمة في الشوارع ويعيد تصميمها عن طريق تجديدها ودمجها بالأزهار والنباتات لتتحول إلى ديكورات تنبض بالحياة كما يساهم في تزيين المرافق العامة دون مقابل، إلا أنه لم يحصل على أي دعم أو تشجيع لا من رئيس بلدية ولا من مسؤولين معنيين بالبيئة حتى أن بعضهم عمل على حجبه في مواقع التواصل لمنع وصول رسائله الكثيرة.

عنتر، بلغ من العمر اليوم 38 عاما ويملك شغفا كبيرا في حرفته التي يطورها دون ملل بالقراءة والبحث والتجربة، ولكنه يشعر بأنها لم تلقى اهتماما من المسؤولين رغم أن أعماله يتم تداولها بإعجاب كبير عبر الإعلام المحلي ومواقع التواصل ويحاول أفراد الشعب دعمه بطريقة أو بأخرى كما عمل بعض مشاهير التواصل الاجتماعي على نشر أعماله بهدف الترويج لها وتقديم الدعم له.

ويتحدث عنتر بتعجب من عدم التفات المسؤولين لأعماله ومهاراته في تحويل النفايات إلى تحف رائعة. وقال أن الدول المتقدمة تولي اهتماما كبيرا لمثله من المبدعين كونهم يساهمون بشكل كبير في حماية البيئة وتخفيض البصمة الكربونية من خلال إعادة التدوير واستخدام النبات لتنقية الهواء، ولذلك فكر في الهجرة لممارسة هوايته وإبداعاته في الخارج وبما أنه لا يمكنه تحمل نفقات السفر والحصول على التأشيرة بطريقة شرعية أصبح يفكر بالهجرة غير الشرعية عبر قوارب الموت، وإن لم ينجح في الوصول إلى وجهة الأحلام ستكون الموت رحمة وأهون عليه.

بعد انتشار صور أعماله على مواقع التواصل وتشجيع العديد من المتابعين له بعدم بيع أدواته وكتبه والمواصلة في العمل المبدع الذي يقوم به، عدل عنتر عن فكرة التخلي عن موهبته، ويواصل اليوم نشر أعماله وبيعها بأسعار بسيطة، كما يساهم في أعمال تطوعية لتزيين "القصبة" أحد أشهر المعالم السياحية في العاصمة الجزائرية.

ويتمنى عنتر أن يلقى نداءه آذانا صاغية من المسؤولين حتى يوفرو له قطعة أرض زراعية يمارس فيه عمله الفني ويخزن فيها أدواته والمعدات التي يستخدمها لتصميم أعماله الفنية المبدعة.