لم تكن لحظة عابرة هي التي أطلت بها الطفلة ميرا سنغ، أول من أمس، على خشبة المسرح، وسط قبة الوصل، لتروي جانباً من حكاية إكسبو، في تلك اللحظة تحولت فيها ميرا إلى نجمة، استطاعت أن تخطف أنظار العالم، وأن تحجز لها مكانة خاصة في قلب كل من تابع حفل افتتاح إكسبو 2020 دبي، تألقت كثيراً وبدت كأنها قطعة لامعة من «خاتم إكسبو الذهبي»، ذاك الذي تسلمته من الفنان الإماراتي الدكتور حبيب غلوم. تلك اللحظة ستسكن ذاكرة ميرا لعقود طوال، وهي التي لم تكن تتخيل يوماً أن تكون جزءاً من حفل القرن، حيث عيون العالم كانت مفتوحة على دبي.



أحاسيس ومشاعر مختلطة انتابت ميرا سنغ حيال تلك اللحظة، وبلغة انجليزية رشيقة تقول لـ«البيان» إنه «شعور عظيم، لا يمكنني أن وصفه، وأستطيع اختصاره بكلمتي «عظيم ورائع»، مضيفة: «في البداية كنت أظن أن العرض سيكون صغيراً وعادياً، ولم يدر في خلدي أبداً أنه سيكون بهذا الحجم، ولا أنكر أنني شعرت في البداية بالرهبة، ولكن سرعان ما استعدت ثقتي بنفسي».



ميرا المولودة على أرض دبي، ابنة لأم بيلاروسية وأب هندي، اتخذا من دبي مسكناً لهما منذ أكثر من عقدين، لا تزال في عمر الزهور، حيث تقف على عتبة الـ 11 عاماً، تدرس في إحدى مدارس دبي، وتم اختيارها من بين العشرات من أقرانها، في تلك اللحظة شعرت ميرا بأنها تقف على بداية طريق تحقيق أحلامها وطموحاتها.  



«في الواقع، هذه ليست تجربتي الأولى في الوقوف على خشبة المسرح، فقد سبق وأن شاركت بإحدى العروض الرسمية التي نظمت بمناسبة اليوم الوطني الـ 48، ولكن هذه هي المرة الأولى التي أشارك فيها بمثل هذا العرض، الذي شعرت فيه بأنني أقف أمام العالم أجمع، حيث كان يتابعني في كل مكان، ولا أنكر أنني شعرت ببعض الخوف، بأن أفقد شيئاً من النص، أو ارتكاب خطأ ما على الخشبة، ولكن سرعان ما طردت الفكرة من رأسي، وتعاملت مع هذه اللحظة بحرفية، وهو ما زاد من قوتي على الخشبة».

خلال العرض، توسدت ميرا الخيال، وانطلقت في رحلة تجوب فيها طرقات «عالمنا المثالي بين أجنحة الاستدامة والتنقل والفرص»، وقفت فيه أمام الفنان الدكتور حبيب غلوم، الذي تلتقيه للمرة الأولى، واصفة إياه بـالشخصية الرائعة والمتواضعه، قائلة: «تعلمت منه كثيراً، وشعرت بأن خبرته تتدفق في عروقي، وهو ما زاد من إحساسي بالقوة».



العرض بالنسبة لميرة بدا أشبه بـ «ولادة جديدة» منحها الكثير من الخبرة، الأمر الذي دفعها للتعبير عن سعادتها الغامرة بعبارات بريئة لخصتها بالقول: «أفتخر كثيراً أنني كنت جزءاً من هذا العرض، فقد منحني فرصاً كثيراً، وفيه التقيت مع مجموعة من المشاهير، تحدثت إليهم واستمعت لكلماتهم، أدركت مدى تواضعهم وبكم الخبرة التي يمتلكونها، وشعرت بأنني أقف على مسافة قريبة جداً من قلب كل واحد منهم، بدءاً من أندريا بوتشيلي وليس انتهاءً بالفنانة ألماس، جميعهم كانوا قريبون جداً مني».



ولم يكد حفل الافتتاح يسدل ستائره، حتى بدأت ميرا، التي يعمل والدها في مجال الاستثمار، تتلقى ردود الأفعال، وتعليقات أصدقائها وأفراد عائلتها، وهنا قالت: «لا يمكن تخيل كم التعليقات التي وصلتني من أصدقائي وأفراد عائلتي، حيث الجميع أثنى على أدائي، وهو ما أشعرني بالدفء، وشجعني لمواصلة العمل على تحقيق أحلامي بأن أكون نجمة سينمائية، وأن أقف على السجادة الحمراء».

حكاية ميرا لم تنته عند متابعة ردود الأفعال من المقربين منها، وإنما توسعت فيها، بأن عاينت ردود أفعال الإعلام المحلي والعالمي أيضاً، وفي هذا الإطار تختم ميرا حديثها قائلة: «هي لحظة أفتخر بها كثيراً وستبقى حاضرة في ذاكرتي ما حييت».