يسعى جناح جنوب السودان المشارك في معرض «إكسبو 2020 دبي» إلى تقديم الوجه الآخر المزدهر للدولة، التي عانت من الحرب الأهلية في السنوات الماضية، إلا أن السعي الدائم إلى تلمس خطوات المستقبل، عبر فتح باب الاستثمار في كافة المجالات، هو الهدف الأساسي للدولة حديثة العهد في العالم.
«البيان» التقت رافائيل ناجل، نائب المفوض العام لجناح جنوب السودان ومؤسس ورئيس «دائرة الأعمال الإبراهيمية»، الشريك الاستراتيجي للجناح، الذي تحدث عن رسالة الجناح إلى العالم، وأهمية المشاركة في الحدث العالمي الكبير.
ما هو انطباعك عن «إكسبو 2020 دبي»؟
الإمارات قدمت نموذجاً عالمياً في الثقة ومواصلة العمل على تحقيق الإنجازات، لو أن دولة أخرى استضافت المعرض العالمي لكانت واجهت عدداً من الصعوبات، ولكن رؤية قيادتكم الرشيدة والخطط التي وضعتموها أسهمت في تجاوز أزمة كورونا بنجاح، وعبر «إكسبو 2020» نجحتم في جمع العالم من جديد، والترويج للتبادل الثقافي والإنساني، والفرص الاقتصادية، والاستدامة، والكثير من المجالات الأخرى، لذا أتقدم بخالص الشكر إلى اللجنة المنظمة للحدث العالمي على ما قاموا به والتسهيلات التي قدموها لنا.
ما هي رسالة جنوب السودان في الحدث العالمي؟
كما تعلم هناك عدد من المفاهيم الخاطئة عنا خاصة في السنوات الماضية، والسبب يعود كوننا دولة حديثة العهد ومررنا بعدد من الأحداث، لذلك نسعى من خلال «إكسبو 2020» إلى توجيه رسالة إلى العالم بأننا دولة ذات فرص متعددة، فإذا تحدثنا عن الجانب الاقتصادي، هناك عدد من الفرص الاستثمارية في كافة المجالات، وإذا تكلمنا عن السياحة فإنه لدينا كل العوامل الجاذبة للسياح من السفاري إلى المناطق الطبيعية.
ما أود أن أقوله إن جنوب السودان دولة تمتلك كافة الخصائص والعوامل التي تجعلها دولة جاذبة للجميع، هي دولة تتمتع بالفرص اللامحدودة، فهناك فرص الاستثمار الاقتصادي لأنها دولة جديدة وهي تحتاج إلى كل شيء، شعبها طيب ودود، ويتمتع بصفة التسامح، وهذا تعلمناه من دولة الإمارات.
لقد تحدثت عن المفاهيم الخاطئة، من خلال «إكسبو 2020» كيف تستطيعون محو وإزالة هذه المفاهيم عن جنوب السودان؟
عندما يكون هناك تحدٍ سيكون هناك فرصة، عديد من الدول لا تملك عوامل النمو الاقتصادي ولكن على الرغم من ذلك استطاعت أن تتغلب على الصعوبات، فعلى سبيل المثال رواندا التي عانت من الحرب الأهلية، باتت أحد أهم الاقتصادات القوية في أفريقيا، وتحتل مراكز متقدمة من ناحية الأمن والأمان.
عندما يأتي الزائرون إلى جناحنا فإنهم سيشاهدون الصورة الحقيقة لجنوب السودان، ومدى روعة شعبها والتراث الثقافي الفني الذي تتمتع به، وكذلك الأسماء الشهيرة التي باتت تسطع عالمياً، إذ هناك عدد من رياضيي جنوب السودان يشاركون في دوري كرة السلة الأمريكية، وهناك عارضات الأزياء الشهيرات من جنوب السودان. عندما تذهب إلى جنوب السودان فإنك سوف تشاهد حقيقة هذا الشعب المرحاب، سوف تتجول هناك بكل أمن وأمان، ويرحب بك الجميع.
هل حظي الجناح باهتمام المستثمرين الإماراتيين؟
لقد زارنا عدد كبير من المستثمرين الإماراتيين الذين أبدوا اهتمامهم بشكل ملحوظ بالفرص التي تقدمها جنوب السودان، وسوف تفاجأ بأن الاهتمام لم يكن منصباً نحو قطاع النفط أو المعادن، بل كانوا يستفسرون عن قطاع السياحة والصحة وإقامة المصانع والطاقة البديلة والاستدامة وغيرها، وهذا ليس بشيء جديد، إذ هناك يومياً رحلات مباشرة بين دبي وجوبا، وهناك عدد من الشركات ورجال الأعمال في الإمارات قاموا بعدد من المشاريع الاستثمارية في جنوب السودان، ونحن نسعى عبر الجناح إلى توطيد العلاقات مع الإمارات في كافة المجالات والتعلم من تجربتها، ولدينا خطط عبر مشاركتنا في الحدث العالمي لإقامة عدد من الفعاليات بمشاركة الوزراء المعنيين في جنوب السودان والتي ستشمل المجالات التي سنتعاون فيها، كما سيتم الاحتفال باليوم الوطني لجنوب السودان يوم 19 فبراير.
كما قام عدد من رجال الأعمال من جنوب السودان بزيارة «إكسبو 2020» لبحث فرص التعاون مع نظرائهم في دولة الإمارات وكذلك الدول المشاركة في الحدث العالمي.
جنوب السودان دولة حديثة العهد، هل في السنوات القادمة سوف تتحول إلى الدولة الرائدة في أفريقيا لما تمتلكه من موارد تؤهلها لتبوؤ هذه المكانة؟
في حقيقة الأمر، استطعنا في السنوات الأخيرة من أن نتبوأ مكانة متقدمة في مجال التسامح، نتيجة التنوع الثقافي والعرقي الذي تتميز به جنوب السودان، ولكن في المجال الاقتصادي فإننا نمتلك الموارد التي تؤهلها لتكون في الصدارة، وأيضاً بفضل دعم الأصدقاء مثل دولة الإمارات، وأيضاً أود أن أذكر بأن حكومة جنوب السودان تركز على مجال التعليم، ونحن لدينا في جنوب السودان عدد من المدارس والجامعات المتطورة، والسبب يعود إلى اهتمام القيادة هناك بأهمية التعليم وأنه سوف يكون المحرك الرئيسي لكافة المجالات.