قدم المعرض الدولي إكسبو 2020 دبي، حصيلة معرفية متنوعة يقود بها قطاع التعليم العام نحو استشراف مستقبل التعليم وتعزيز أنماط التفكير نحو الحداثة المغايرة للتقليدية، كما يعد فرصة ذهبية قدمتها الدولة إلى المؤسسات التعليمية على طبق من ألماس، حيث يعتبر إكسبو مسرحاً وميداناً تطبيقياً مفتوحاً يكتسب فيه طلبة المدارس المعارف والمعلومات بشكل تطبيقي وبمفاهيم وأدوات مبتكرة، في وقت تسعى فيه كل المؤسسات التعليمية إلى التعليم التطبيقي القائم على التجريب والاحتكاك بعيداً عن الأسس النظرية لإكمال الأثر التعليمي القائم على الجمع بين النظرية والتطبيق وهو ما يقدمه إكسبو.
وقالت غدير أبوشمط، مديرة مدرسة جيمس الخليج الدولية ونائب الرئيس لشؤون التعليم في مجموعة جيمس للتعليم، في تصريح لـ«البيان»، إن إكسبو سوف يمد المؤسسات التعليمية بمفاهيم وأدوات يمكن أن يتم استخدامها في تطوير التعليم، واستشراف المستقبل وتعزيز الاستدامة والإبداع والابتكار، كما سيعزز الانفتاح على العديد من الثقافات لدى كل فئات المجتمع من خلال البرامج المتعددة التي يقدمها، منها مبتكرو إكسبو وفرسان إكسبو، لذا حرصت مدرستنا على مشاركة منتسبيها في الإكسبو لصقل مهاراتهم المعرفية في العديد من المجالات وأهمها الانفتاح على الثقافات المختلفة والاطلاع على التجارب العالمية الناجحة بما يعزز الإبداع والابتكار لديهم ويطور الفكر النقدي ذا الأسس العلمية من خلال الاحتكاك والاطلاع عن قرب على الابتكارات والاختراعات والتجارب المختلفة في أجنحة المعرض، الأمر الذي سيعزز معرفتهم بتفاصيلها ويزيد قدرتهم على تحديد أهم إيجابيتها وكيفية الاستفادة منها وتطويرها بما يتماشى مع طموحات مجتمعاتهم.
تطوير وسائل التعليم
وأوضح الدكتور ماهر حطاب مدير مدرسة الأهلية الخيرية عجمان، أن معرض إكسبو يساعد على تطوير الإطار العام للتعلم وتطوير وسائله، وذلك لما يشاهده الطلبة من عروض غير تقليدية وبأنماط من الحداثة والرقمية تجعل الطلبة يفكرون بأسلوب جديد، كما يعزز هذا المعرض معاني التعاون في أرقى صوره بين كافة الشعوب ويعزز ثقافة أن العلم والمعرفة يجب أن يكونا للجميع فلا يصح احتكارهما ومنعهما عن الآخرين. إن ثقافة التعاون، ونشر المعرفة الذي يوفره معرض إكسبو يساعد على الإبداع ويتيح للأفكار أن تنمو وتتطور بين أجناس البشر على اختلاف أماكنهم وأزمانهم.
وذكر أن المعرض سيرسم صورة لمستقبل تسود فيه الرقمية ويسود فيه نمط الذكاء الاصطناعي وهذا ما يشجع الطلبة نحو الالتحاق بكليات التكنولوجيا وتطوير علوم الذكاء الاصطناعي واستخداماته لتشمل كل أنشطة البشر في مختلف الميادين.
مردود علمي غني
وفي السياق ذاته قالت مرح سرور صلاح الدين منسقة اللغة العربية في المرحلة الابتدائية في مدرسة الاتحاد الخاصة الممزر، يعد إكسبو من أهم الفعاليات ذات المردود العلمي الغني على المنظومة التعليمية، بدءًا من فكرة تصميم الشعار الخاص بمعرض إكسبو المرتبط بتاريخ دولة الإمارات والدّال على عمق هذا التاريخ وعراقته، مرورًا بتعزيز مادة التربية الأخلاقية من حيث تقدير الطالب للثقافات الأخرى واحترام الاختلافات بين البشر وتحقيق التواصل على الصعيد الإنساني، وصولًا إلى استشراف المستقبل لدى الجيل الناشئ من خلال تحديدهم لأهدافهم المستقبلية، وتشجيعهم على الاكتشاف والابتكار.
وقالت إن الإقبال الكبير للطلبة على زيارة المعرض واهتمامهم بجناح الاستدامة على وجه الخصوص يعد أكبر دليل على وعيهم بضرورة تحقيق العيش في عالم أكثر صحة ونظافة وعافية، ولقد أثبت إكسبو بعد مرور شهرين على افتتاحه أنه نافذة تعليمية مهمة تبشر بنقلة نوعية في العملية التعليمية مستقبلًا من حيث طرائق التدريس والمناهج المتبعة.
الانفتاح على الثقافات
من جهته يرى كريم مورسيا، مدير مدرسة جيمس البرشاء الوطنية، بأن المعرض يعزز الوعي والانفتاح على الثقافات الأخرى والتجارب الناجحة عالمياً، كما سيطور مهارات التواصل والقيادة والتفكير النقدي والتعاون والعمل الجماعي، ويزيد قدرة الطلبة على ريادة الأعمال والمرونة وإذكاء فضولهم وخيالهم، إلى جانب تعزيز قدراتهم على استشراف المستقبل ومواكبة متطلباته.
وقال إن الكادر التعليمي لديه حرص على تضمين المناهج الدراسية للعديد من المواد التعريفية والتعليمية حول هذا الحدث العالمي، بالإضافة إلى أهداف الاستدامة لدولة الإمارات والأمم المتحدة، مشيراً إلى أن مدرسته نظمت خلال الفترة الماضية العديد من هذه المبادرات، والمجالس والحوارات النقاشية مع مدارس أخرى لمختلف القضايا والموضوعات المطروحة في إكسبو.
نواة للمستقبل
ومن جانبه اعتبر عبد الهادي رمضان رئيس قسم التربية الإسلامية في مدرسة ريجنت التابعة لمؤسسة فورتس التعليمية، أن كل زوار إكسبو 2020 دبي من الطلبة، نواة للمستقبل لما اطلعوا عليه واكتشفوه في وقت مبكر قدمه لهم المعرض الدولي، موضحاً أنه بعد مرور شهرين على انطلاقة هذا الحدث الأكبر في الشرق الأوسط إكسبو 2020 دبي، تظهر جلياً معالمه وتأثيره في عالمنا التعليمي على طلابنا.
وأوضح أن المعرض قدم نماذج استشرافية تسهم في تغيير وجه البشرية، من إبداعات وابتكارات، بالإضافة إلى أنه يعتبر مركزاً فاعلاً لتجارب تعليمية لا تنسى بالنسبة لطلابنا، كما قدم نماذج إشراقية للمستقبل مملوءة بالتميز والعالمية المعاصرة.
وقال إن ما يتضمنه المعرض يساعد على إعداد قادة المستقبل من الشباب لما يحمله من موضوعات مستقبلية زخمة تجعلهم مواكبين للتطور، ويكونون على قدر المنافسة المستقبلية متشبعين بتلك الرسائل التعليمية التي وصلتهم من إكسبو، إذ حمل لطلابنا مبادرات متنوعة تناولت معظم اهتمامات أجيال المستقبل.
ومن جانبه قال مصطفى حمدو مشرف إداري في مدرسة الاتحاد الممزر، إن لـ «إكسبو 2020 دبي» بالنسبة لدولة الإمارات والدول المشاركة أهمية كبيرة باعتباره منصة عالمية لاستعراض أحدث الابتكارات والحلول وإظهار الإمكانيات الجبارة للتكنولوجيا المتقدمة، بالصورة التي ستتيح المزيد من التعاون العالمي وتبادل الأفكار، وبما يخدم تحقيق قفزة تنموية عالمية في جميع المجالات، وبدوره سيمنح المبدعين فرصة للمشاركة في اكتشاف سبل جديدة لتحقيق النمو والازدهار، كما أنه سيسهم إسهاماً كبيراً في مساعدة الطلاب في استيعاب وتقدير التشابه والاختلاف بين البشر، وأن هذه الاختلافات قد تكون إيجابية في تحقيق الأهداف التعليمية.
وقال معلم اللغة العربية سعد المسلط مدرسة فيلادلفيا الخاصة، حظي طلاب الإمارات بفرصة لم تتح للكثيرين حول العالم، فقد جمعت لهم دبي العالم في فصل دراسي واحد، نعم العالم بكل ما فيه من ثقافات ومعالم حضارية وإنجازات علمية وإنتاجات فكرية، حيث نظّمت المدارس في الإمارات رحلات لإكسبو 2020 شملت جميع الطلاب في الدولة للاطلاع على العالم في مكان واحد.
زيارات الطلاب
وأوضح أن زيارات الطلاب لإكسبو 2020 أسهمت في إغناء ثقافتهم وتوسيع مداركهم وإطلاق خيالهم إلى آفاق غير محدودة، حيث يتجولون في أجنحة الدول المشاركة فيتعرفون على تاريخها وجغرافيتها ولغتها وإبراز معالمها وبحوثها العلمية وإسهاماتها في تطور البشرية في جميع المجالات، من خلال مشاهدة الأفلام الوثائقية أو العروض الحية أو المحاضرات المباشرة أو معارض الصور والسلاسل التاريخية والعلمية التي مرت بها شعوب الأرض حتى الآن. وأكد أهمية الجانب الترفيهي في زيارات الطلاب، حيث المتعة إلى جانب الفائدة بما توفره مدينة إكسبو 2020 من حدائق وأنشطة ترفيهية ومطاعم متنوعة تجعل من المكان قبلة متكاملة وغنية ومميزة، أما بالنسبة للجانب التنظيمي فقد كان منقطع النظير من ناحية الترتيب والانضباط والأمان، حيث يوفر إكسبو دليلًا لكل مجموعة صغيرة من الطلاب يرافقهم طوال الجولة ويقدم لهم المشورة والمساعدة في كل شيء بالإضافة إلى عدد كبير من الموظفين والمتطوعين المنتشرين في كل الأرجاء للإرشاد والمساعدة.