للمسرح الموسيقي سحر خاص، يتجاوز حدود الخشبة، فيه بريق «أبو الفنون» ووهج الموسيقى، وكلاهما قد حضر بكل أناقة في مسرحية «لماذا؟» التي تمددت أحداثها على الخشبة نحو 45 دقيقة، بدت مفعمة بالحيوية والطاقة العالية، وبإبداعات المخرج شيخار كابور، ومعه الموسيقار آي أر رحمان، إذ لكليهما حضور لافت على الساحة الفنية العالمية.
على أكتاف 8 مقطوعات موسيقية، قامت المسرحية الموسيقية «لماذا؟»، لتروي من خلالها حكاية فتاة صغيرة لديها شغف الاستطلاع، يرافقها رجل حكيم، وكلاهما صاحب الجمهور في رحلة طويلة يعيش فيها الاستكشاف، رحلة تحفزهما على العمل من أجل عالم أكثر أمناً، تسوده الاستدامة الخالصة والإنصاف أيضاً، ليبدو أن العمل نابع من روح معرض إكسبو 2020 دبي ورسائله المختلفة، ولا سيما تلك المتعلقة بالاستدامة.
أجواء
من خشبة قبة الوصل، أطلت المسرحية الموسيقية وقد تغلفت بأجواء مبهرة، لتأخذ الجمهور في رحلة مملوءة بالعجائب، وتضج بمقطوعات ينساب السحر من بين ثنايا إيقاعاتها، وبمشاهد الرقص التعبيري التي تولى تقديمها أبناء فرقة سيما للرقص الاستعراضي، التي تتخذ من دبي مقراً لها. جل مشاهد هذه المسرحية بدت تشبه تماماً طبيعة دبي النابضة بالحياة، وقد سعت إلى تجسيد الدور الذي يؤديه معرض إكسبو 2020 دبي في عملية تعزيز الإبداع والتعاون الثقافي العالمي، إذ نجح هذا العرض في الجمع بين ثلة من المبدعين الذين يمثلون رواة القصص والملحنين والمبدعين في العالم.
جماليات
جماليات المسرحية الموسيقية «لماذا؟» لم تكن قاصرة على طبيعة المشاهد التي احتضنتها خشبة «الوصل»، وإنما قد اتسع نطاقها بما شهدته القبة من عروض بنطاق 360 درجة، أسهمت عبر محتواها في دعم المشاهد الخاصة بالعمل الذي شارك فيه أكثر من 100 فنان، ومن بينهم سهيلة كابور التي أسهمت في كتابة كلمات ونص العرض، ودانا داجاني وشيفانغ، إلى جانب الفنان والممثل الهندي الكوميدي جاويد جعفري، المعروف بظهوره في السينما الهندية والمشاركة بصوته في الإصدارات الإقليمية من أفلام ديزني الشعبية.
الموسيقى والرقصات والأزياء اللافتة ومعها المؤثرات الصوتية والبصرية التي تزينت بها ساحة الوصل، نجحت في نقل الجمهور نحو عوالم جديدة حالمة، رحلة مكنتهم من التغلغل في أعماق الحكاية ليصبحوا جزءاً منها، وقد زاد تعطشهم للمعرفة وسلوك دروب الاستكشاف من شغفهم لمتابعة العرض الذي يستمر حتى 27 فبراير المقبل.