شكل «إكسبو 2020 دبي» منصة هامة لاستعراض دول العالم المشاركة في الحدث إنجازاتها وقدراتها التي حققتها في قطاع الفضاء.

والتي لاقت إقبالاً كبيراً واهتماماً وحضوراً كبيرين، سواء على مستوى الجمهور أو المتخصصين العالميين، وذلك خلال فعاليات الحدث التي استمرت منذ انطلاق المعرض، حيث سلط الحدث العالمي الضوء على الآفاق المستقبلية لصناعة الفضاء وانعكاسها على تحسين الحياة على كوكب الأرض.

 مشروعات متنوعة
 
تنوعت المشروعات المعروضة، لتشمل جزءاً منها استعراض خطط الدول فيما يتعلق بالأقمار الصناعية التي باتت تخدم مستهدفات الدول التنموية، والتي تلعب دوراً مؤثراً في مواجهتها لتحديات مثل التغيرات المناخية والبيئية ورصد الكوارث الطبيعية، وغيرها الكثير من الاستخدامات.
 
فضلاً عن ذلك جاءت مشروعات أخرى من شأنها تعزيز استكشاف الفضاء الخارجي والكواكب البعيدة مثل مهمة «مسبار الأمل» الإماراتية، فضلاً عن مشروعات مؤثرة أخرى.
 
كما هو الحال مع الجناح الأمريكي والفرنسي والروسي والياباني والإيطالي والتشيلي والكازاخستاني والكندي، حيث تبارت جميعها لتعريف الزوار بإنجازاتها في قطاع الفضاء، وإلهام الأجيال الجديدة بهذا العالم اللامتناهي من المعارف الجديدة.
 
وقدم إكسبو فرصة ثرية للطلبة والشغوفين والمهتمين بقطاع الفضاء، وذلك من خلال توفيره فرصة قلما تتكرر بمقابلتهم لشخصيات عالمية من مسؤولي وكالات ورواد الفضاء من كل العالم، الذين حضروا كافة الفعاليات وقدموا ورش عمل للطلبة وغيرهم، فيما مثل ذلك أساساً لإلهامهم أكثر، ومن ثم ولوجهم للانضمام لهذا القطاع الذي يشهد تنامياً متسارعاً في تخصصاته ووظائفه.
 
إنجازات إماراتية
 
وانطلاقاً من رسالتها التي وسمت بها «إكسبو 2020 دبي»، انطلق جناح الإمارات في رؤيته من شعار «تواصل العقول وصنع المستقبل»، لتكون عنواناً عريضاً لاستعراض إنجازاتها النوعية في قطاع الفضاء، والتي حققتها في وقت قصير خلال السنوات الماضية، فيما يبرز درة تاج إنجازاتها مهمة استكشاف المريخ «مسبار الأمل» واحد من أهم مشروعاتها الذي عرضته في جناحها.
 
بالإضافة إلى مهمة الإمارات لاستكشاف القمر، الذي يجري التجهيز لإطلاقها نهاية 2022، وغيرها من الإنجازات العديدة الأخرى.
 
واستضاف الجناح نموذجاً من «مسبار الأمل» والذي رافقه عدد من المهندسين القائمين على تصنيعه، والذين شاركوا في إنجاز هذه المهمة، وذلك ضمن مبادرة «حالمون منجزون» التي احتفت بهؤلاء الشباب كونهم حلموا يوماً ومن ثم أنجزوا ما عملوا عليه، فيما كان وجود نموذج المسبار فرصة رائعة لتعريف زوار جناح الإمارات بهذا الإنجاز المهم والتاريخي.
 
جيل جديد
 
وأطلقت جامعة الإمارات، وذلك ضمن فعاليات إكسبو، «برنامج المستكشفين» والذي يأتي انطلاقاً من مسعاها في التركيز على دور الشباب في ريادة مجال استكشاف الفضاء، ويهدف إلى إشراك الشباب في وضع حلول للتحديات المتعلقة بالفضاء، حيث تمكن الزوار من التعرف إلى فرص إقامة مشروعات في مجال الفضاء من بينها إدارة الحركة الجوية للمركبات الفضائية.
 
فيما واستمراراً للمشاركة الإماراتية فيما يخص قطاع الفضاء، فقد نظم المجلس العالمي بالتعاون بين كل من الإمارات والبرتغال وإيطاليا، ندوة عن «استخدام الفضاء لصالح البشرية»، والتي خلصت إلى أن استكشاف الفضاء أسفر عن فوائد مجتمعية جمة ساهمت في تحسين نوعية الحياة على الأرض، مثل الأقمار الصناعية الأولى التي تحدد المواقع والتنبؤ بالطقس والعديد من المجالات الحياتية الأخرى.
 
حيث تم استعراض أهمية إيجاد طرائق آمنة للتخلص من المخلفات الفضائية، وضرورة التعلم من الأخطاء التي حدثت على الأرض، بالإضافة إلى أهمية وضع ضوابط وقوانين.
 
فيما يخص إطلاق الأقمار الصناعية، ومدة صلاحيتها وكيفية التخلص منها بطريق آمنة، وتعزيز الشراكات بين الدول وتبادل الخبرات، وأن الاستدامة في الفضاء هدف أساسي، والحفاظ عليها يجب أن يكون ضمن إطار تعاون دولي، فيما ساهم استكشاف الفضاء في تعزيز النمو الاقتصادي والبحث العلمي، وربما سيكون له دور فاعل مستقبلاً فيما يخص مكافحة مشكلة التغير المناخي.
 
مركز المستقبل
 
ومن خلال «مركز المستقبل» الموجود داخل جناح كازاخستان، والذي صُمم على هيئة سفينة فضاء، تم استعراض خطط ومشروعات مختلف الأبحاث في مجال التقنيات الرائدة والتطورات العلمية الحديثة، وصولاً إلى استعراض جهودهم المتواصلة في تطوير صناعة الفضاء لديهم.
 
حيث أنشأت كازاخستان مجمعاً لتركيب واختبار المركبات الفضائية، فضلاً عن معاهد لأبحاث الفضاء وصولاً إلى نظامين للأقمار الاصطناعية، وكشف «مركز المستقبل» أهمية أقمار الاستشعار عن بُعد، حيث تسمح الأنظمة الحديثة والرقمية فيها بتحليل فوري للبيانات المتعلقة بالطبيعة.
 
فيما عرض للاتفاق الثلاثي الذي تم توقيعه مؤخراً بين الإمارات وروسيا وكازاخستان، لإطلاق مشروع تطوير لموقع الإطلاق «غاغارين ستارت»، في قاعدة بايكونور الفضائية التي تعد أول منصة في العالم لعمليات الإطلاق المدارية والرحلات الفضائية المأهولة.
 
الأقمار الصناعية
 
وجاءت مشروعات الأقمار الصناعية ضمن مستهدفات عديد الدول في «إكسبو 2020 دبي»، خاصة تلك التي ليس لها برامج ومشروعات فضائية بارزة، لكنها استعرضت جهودها وكيفية الاستفادة من الأقمار الصناعية التي تطلقها لأغراض تنموية، مثل النرويج وفيتنام وغيرهما، حيث استخدمت الأولى صوراً فضائية لحماية مياه بحارها وسواحلها من التلوث، خاصة أن اقتصادها يعتمد على هذا القطاع بنسبة كبيرة.
 
فيما فيتنام استعرضت مجسماً للقمر الصناعي «نانو دراجون»، المخصص لمراقبة الزراعة والموارد الطبيعية وتدفق المياه والتلوث البحري والعديد من المجالات الأخرى، فيما باتت دول عدة تستخدم صور الأقمار الصناعية لتلبية احتياجات مجال رصد اتجاهات التنمية والتغيرات على كوكب الأرض.
 
أسبوع الفضاء
 
ولاستكشاف آفاق جديدة بشكل آمن ومثمر، فإن ذلك كان عنواناً عريضاً خصص له «إكسبو دبي» 7 أيام من الفعاليات الثرية والمتخصصة أطلق عليه «أسبوع الفضاء» في أكتوبر الماضي، وذلك بالتعاون مع مركز محمد بن راشد للفضاء ووكالة الإمارات للفضاء، حيث تم تنظيم جلسات وندوات نقاشية أدارها متخصصون عالميون ورواد فضاء وغيرهم الكثير ممن لهم علاقة بهذا الشأن.
 
فيما كانت الفرصة متاحة للزوار لمقابلة هذه الشخصيات الملهمة والمشهورة وحضور جلسات مثيرة تمتلئ بالشغف الذي يتسم به هذا القطاع، والذي يجتذب قطاعاً كبيراً من الأجيال الحالية للتعرف على أسرار هذا العالم. وناقشت الفعاليات موضوعات عن «أهداف التنمية المستدامة.. مهمة الناس في استكشاف الفضاء والتقنية الخاصة به من أجل التنمية الشاملة»، و«القوى الموجودة خارج هذا العالم..
 
استخدام الفضاء لصالح البشرية»، وجلسات لمناقشة «كيف يمكن أن يساعدنا العيش مثل رواد الفضاء واعتماد مبادئهم وممارساتهم في عمليات إعادة التدوير على العمل بشكل أكثر استدامة»، فضلاً عن جلسة عن «الفضاء: حيث يتوحد العالم في سبيل التنمية»، ويأخذ هذا الحدث في الاعتبار الفوائد الاقتصادية لقطاع الفضاء.
 
وعدداً لا يحصى من الطرق التي سيتوسع بها اقتصاد الفضاء في السنوات المقبلة، فضلاً عن الدور الذي يمكن أن تلعبه الحكومات لتسهيل ذلك، ولضمان استفادة البشرية من استكشاف وتكنولوجيا الفضاء، فيما بالتوازي تم أيضاً انطلاق «منتدى أعمال الفضاء».
 
رواد فضاء
 
وتعزيزاً لشغف زوار إكسبو وإثراء تجربة زيارتهم للحدث العالمي، فقد كانت أمامهم فرصة فريدة لمقابلة العديد من رواد الفضاء من كافة أنحاء العالم ومقابلتهم ومناقشتهم إذا ما رغبوا في ذلك، حيث شارك رواد الفضاء الإماراتيون الأربعة هزاع المنصوري وسلطان النيادي ونورا المطروشي ومحمد الملا، في أنشطة إكسبو بشكل عام، وضمن فعاليات أسبوع الفضاء بشكل خاص.
 
حيث حضروا عدداً كبيراً من المحاضرات والفعاليات والورش التي تناقش قطاع الفضاء في العديد من المحاور المهمة، فيما صاحبهم بهذه الفعاليات طاقم رواد الفضاء الذين شاركوا هزاع المنصوري مهمته على متن محطة الفضاء الدولية، مثل رائدة الفضاء الأمريكية جيسيكا مير ونيك هيج وغيرهما، حيث تمت دعوتهم للمشاركة في هذا الحدث الضخم.
 
فيما زار الحدث أيضاً العديد من رواد الفضاء العالميين، مثل السويدي كريستر فوجليسانج، أول رائد فضاء سويدي من وكالة الفضاء الأوروبية، ويامازاكي ناوكو رائدة الفضاء وسفيرة جناح اليابان في «إكسبو 2020 دبي»، ورائد الفضاء الروسي أندريه بوريسينكو وغيرهم الكثير.
 
مسابقات طلابية
 
واحتضن «إكسبو 2020» في هذا الإطار جلسة للتعريف بمسابقة «تجربة على القمر» التي نظمتها شركة «أوربيتال سبيس» للطلاب، بالتعاون مع كليات التقنية العليا، لإجراء تجارب علمية، ومن ثم إرسالها إلى القمر لاختبار نتائجها، حيث تواكب المسابقة خطى مهمة الإمارات لاستكشاف القمر لإرسال المستكشف «راشد»، وأعلنت الشركة عن فرصة فريدة للطلبة لإرسال تجاربهم العلمية إلى القمر، كأول مهمة طلابية من العالم العربي تنطلق إليه.
 
ويكمن هذا التحدي في ابتكار أفكار نوعية وجديدة لإجراء تجارب تدعم التنقيب عن الموارد التي تساعد في دعم الوجود البشري المستدام على سطح القمر، ولذلك فإن الطلبة كانوا مدعوين لاقتراح فكرة لإجراء تجربة علمية تدعم هذا التوجه، وتأتي أهداف المسابقة لتشجيع الطلبة وتمكينهم من تصميم وإجراء تجارب علمية حقيقية، وصولاً إلى زيادة الوعي بالمهمات العلمية في الفضاء وبيئة القمر وأثر المهمات الفضائية الإيجابي على البشرية.
 
نساء مُلهمات
 
واحتفى أسبوع الفضاء بالنساء كونهن مشاركات مهمات وملهمات في العديد من الاكتشافات، حيث وجهت باحثات في علوم الفضاء رسالة دعم وتشجيع للمرأة في العالمين العربي والإسلامي، وذلك خلال حلقة نقاشية استضافها جناح المرأة تحت عنوان «المرأة في العالمين العربي والإسلامي».
 
حيث شاركت شخصيات نسائية من العالم العربي تجاربهن المميزة في مجالات العلوم، خاصة المرتبطة بالفضاء، وأكدن على ضرورة استمرار مشاركة المرأة في مسيرة تقدم هذا المجال العلمي المهم في ضوء ارتكاز علوم الفضاء على الإرث العلمي العربي والإسلامي، بما في ذلك الإسهامات التي قدمتها شخصيات نسائية.
 
ومن بين المشاركات عالمة الفلك المسلمة مريم الإسطرلابي، التي اخترعت جهاز الإسطرلاب المعقد، وجيسيكا ماير، رائدة الفضاء بوكالة ناسا، صاحبة أول مهمة نسائية بالكامل للسير في الفضاء بالاشتراك مع زميلتها كريستينا كوك، والتي سجلت 205 أيام في الفضاء. من جهة أخرى، عرض الفنان البريطاني ساشا جيفري، في جناح الولايات المتحدة، عمله الإبداعي الاستثنائي الذي سيصبح القطعة الأولى من الأرض التي تستقر على سطح القمر خلال العالم الحالي.
 
وذلك تحت عنوان «معاً ننهض.. مع ضوء القمر» ويأتي ذلك في إطار مبادرة «خدمات الحمولات التجارية القمرية» التابع لوكالة الفضاء الأمريكية ناسا، ويحاكي العمل في تصميمه أربع ركائز أساسية في الحياة، وهي التعليم والصحة والاستدامة والمساواة، ويزن نحو 45 غراماً.
 
ومن المقرر أن يتم تثبيت هذا العمل الفني على سطح القمر في وقت لاحق من العام الجاري بواسطة شركة «سبايس بيت»، المتخصصة في تطوير تكنولوجيا لاستكشاف الفضاء، فيما تم في تصنيعه استخدام صفيحة ذهبية من نوع الألمنيوم المُستخدم في الصناعات الفضائية، لكي تلائم مناخ القمر القاسية وتحمل تحديات الأحوال الجوية ودرجات الحرارة التي تتراوح ما بين 173 درجة مئوية تحت الصفر و123 درجة مئوية فوق الصفر.
 
عروض مثيرة
 
وبعيداً عن الآلات والتقنيات المتطورة، أتاح «إكسبو 2020 دبي»، لزواره فرصة لتذوق الطعام المخصص لرواد الفضاء أثناء رحلاتهم، حيث قدمت تجربة «مستقبل الطعام: إيبوكال بانكويت»، المستوحاة من الفضاء وعلم الأحياء المجهرية والذكاء الاصطناعي، مأكولات تم إعدادها باستخدام التقنية نفسها التي تستخدمها وكالة «ناسا».
 
وتتضمن التجربة قائمة من عدة أطباق. كما تحول موقع إكسبو إلى قطعة من السماء ضمن مهرجان الأضواء الاستثنائي «كاليدوسكوب»، الذي عرض مجموعة من المنحوتات المضيئة المستوحاة من الكواكب، فضلاً عن عرض موسيقي لأوركسترا الفردوس، والتي قدمت خلاله مجموعة منوعة من المقطوعات الموسيقية المستوحاة من عالم الفضاء، كتكريم لمستكشفي الفضاء الأوائل.
 
وأسرت قبة ساحة الوصل الزوار بعرض يمزج بين التقنيات الصوتية والبصرية، أخذهم في رحلة إلى الفضاء للتعرف على النجوم والكواكب عن كثب، كما قدمت أوركسترا السيمفونية الوطنية الإيطالية عرضاً موسيقياً تصويرياً، وذلك بالتزامن مع عرض مجموعة من صور الفضاء، التقطت عبر الأقمار الصناعية ضمن أمسية ساحرة بعنوان «موسيقى الفضاء».
 
بالإضافة إلى حفلات وعروض موسيقية والتي استوحت موسيقاها من أصوات عالم الفضاء التي التقطها مرصد ألما، وغيرها من العروض الفنية الأخرى، فيما وفرت ساحة الوصل للزوار عرضاً مذهلاً عن الفضاء تحت عنوان «العروض الكونية»، اصطحب الزوار في رحلة بصرية مذهلة للتعرف إلى الكون الشاسع من حولهم.
 
الهند وكازاخستان تقنيات
 
استعرضت الهند التي تمتلك تاريخاً عريضاً في إنجازات قطاع الفضاء ضمن جناحها، برنامجها في استكشاف الفضاء، والتي أبرزته للزوار في مقدمة الجناح من خلال عرض عدد كبير من مشروعاتها التي تنوعت بين الأقمار الصناعية وصواريخ الإطلاق ومشروعها لاستكشاف المريخ، متطرقة من خلال ذلك لكم الاستفادة المحققة عبرها في قطاعات الصحة والدفاع والموارد الطبيعية.
 
وقدمت الهند خبراتها التكنولوجية وكفاءتها في مجال التقنيات المتطورة، خصوصاً أنها أنجزت أخيراً تثبيت 104 أقمار صناعية في المدار خلال مهمة واحدة، كما نجحت في إنجاز مهمات معقدة مثل «مانجاليان» لاستكشاف المريخ بجزء بسيط من تكلفة البعثات المماثلة التي تقودها دول أخرى.
 
فيما نظمت كازاخستان جلسات متنوعة وكثيرة عن الفضاء وعلومه واستكشافاته ومستقبل المشاركة والتعاون الدولي في قطاع الفضاء، وأهمية الفضاء للشركات الناشئة وغيرها الكثير من الموضوعات ذات الصلة بالقطاع.
 
روسيا وفرنسا إنجازات
 
تمكن زوار الجناح الروسي من مشاهدة نسخة طبق الأصل من أول قمر اصطناعي أطلقه الاتحاد السوفييتي سابقاً، وهو «سبوتنيك»، بالإضافة إلى عرض لعبة الشطرنج التي تم حملها إلى الفضاء على متن مركبتي «سيوز 3» و«سيوز 4» الروسيتين في عامي 1968 و1969، من قبل رواد الفضاء الروس خلال بعثاتهم المختلفة في الفضاء.
 
من جهتها، خصصت عدد من الدول المشاركة في إكسبو جزءاً مهماً من محتوياتها لاستعراض مشروعاتها الفضائية التي شملت الأقمار الصناعية والتقنيات المتقدمة التي تعتمد عليها الصناعة المتخصصة في هذا القطاع، وفي مقدمة ذلك تأتي فرنسا، التي اصطحبت زوارها للانطلاق في رحلة غامرة إلى الفضاء الخارجي لاستكشاف إنجازات وكالة الفضاء الفرنسية. وفي عرض مبهر في ساحة قبة الوصل، أجرى رائد الفضاء توماس بيسكيه، سفير جناح فرنسا اتصالاً مباشراً من محطة الفضاء الدولية لمدة 15 دقيقة.
 
وفيما هو منخرط في مهمة «ألفا» هناك، تحدث بيسكيه خلال الاتصال عن مدى تأثير معرض «إكسبو 2020 دبي»، ومنحه الدول فرصة التعاون في مشروعات السفر عبر الفضاء، وكذلك التعامل مع قضايا عالمية كالتغير المناخي.
 
اليابان وأمريكا شراكة
 
استعرضت اليابان خلال إكسبو دبي خططها في شأن الفضاء، خاصة أن علاقة قوية وشراكة كبيرة تجمعها مع الإمارات في قطاع الفضاء، حيث أطلق مسبار الأمل عبر صاروخ «H2A» الذي صنعته شركة ميتسوبيشي من مركز تانيغاشيما الفضائي في اليابان، بالإضافة إلى إطلاق القمر الصناعي «خليفة سات»، عبر صاروخ ياباني أيضاً.
 
ولما كان استكشاف الفضاء هو السباق الرابح الذي سجلت فيه الولايات المتحدة الأمريكية اسمها كراعية رسمية لنجاحاته وإنجازاته عالمياً، لذا كان لزاماً عليها أن تبهر زوار إكسبو بأيقوناتها الرمزية، والتي شملت عرض قطعة حجرية من القمر يبلغ عمرها 3.8 مليارات عام، أحضرتها رحلة المركبة القمرية أبولو 17 عام 1972.
 
فيما تعد هذه القطعة واحدة من 11 عينة فقط في العالم. وعرض الجناح نسخة طبق الأصل عن صاروخ «فالكون 9» الذي أطلقته شركة «سبيس إكس»، وهو أول صاروخ مداري من الدرجة الأولى قادرعلى إعادة الطيران والذي يعتبر العنصر الأعلى ارتفاعاً عن الأرض حيث يبلغ ارتفاعه 14 طابقاً، ويعتبر الصاروخ الأكثر تحليقاً في الولايات المتحدة.
 
إيطاليا وكندا ابتكار
 
أطلق الجناح الإيطالي معرض «رحلة إلى الجمال والابتكار.. بوليا منطقة الفضاء»، حيث تم تسليط الضوء على إمكانات بوليا لتكون رائدة في قطاع الطيران، خصوصاً أنه تم فيها بناء أول ميناء فضاء إيطالي رسمي انطلاقاً من أهمية وحتمية تطوير تكنولوجيا الفضاء.
 
كما تم عرض آلة الحفر للبعثة الأوروبية «إكسبو مارس 2022» التي صممتها شركة ليوناردو الإيطالية بدعم من وكالة الفضاء، للبحث عن آثار الحياة الحالية أو الماضية في باطن أرض المريخ.
 
كما أحضرت الشركة ساعة ذرية متطورة جداً تم تصميمها لتطبيقات فضائية عالية الدقة، فيماعرض جناح كندا مشروعات استكشاف الفضاء والمجال الجوي، حيث تم عرض لمحات عن برامجها السابقة والحالية والمستقبلية.
 
سويسرا وتشيلي استدامة
 
عرض جناح سويسرا جهودها الرائدة في استدامة الخدمات اللوجستية للفضاء، وتقديم الحلول لمعالجة قضية المخلفات الفضائية الملحة بشكل متزايد، فضلاً عن دور القطاع الخاص في استدامة استكشاف الفضاء. كما قدم جناح جمهورية تشيلي عرضاً مرئياً، يبرز إنجازات الدولة في عالم الفضاء خلال السنوات الماضية، بينها عرض مرئي يرصد أول صورة واضحة للثقب الأسود تم التقاطها من تشيلي.
 
فضلاً عن استعراض أهمية حديقة «أتكاما الفلكية»، نظراً لغرابة طبيعتها وجفاف جوها، فيما تعتبر المكان المثالي لدراسة الفلك، كونها أفضل مكان لرؤية النجوم ومراقبتها، وموطناً للمراصد العالمية، ولذلك يجري التنسيق بينها وبين وكالة ناسا بشكل مستمر.
 
بريطانيا واسكتلندا استراتيجية
 
أطلق جناح المملكة المتحدة في إكسبو 2020 دبي، استراتيجية الفضاء الإسكتلندية، والتي تنظمها وكالة التطوير الدولي المعنية بشؤون التجارة والاستثمار الدولية في إسكتلندا، ويأتي إطلاق الاستراتيجية في إطار «يوم الفضاء الإسكتلندي»، حيث تم عرض أحدث وآخر مستجدات قطاع الفضاء في المملكة المتحدة بحضور نخبة من قادة وصناع القرار في قطاع الفضاء من دولة الإمارات والعالم.
 
وتضمنت فعالية إطلاق استراتيجية الفضاء سلسلة من جلسات الحوار التي تتناول أهمية العمل المشترك والتعاون على الصعيدين المحلي والدولي والدور الذي تلعبه الاستدامة في الفضاء، إضافة إلى مناقشة الآفاق والتطلعات المتعلقة بقطاع الفضاء في عام 2050 مع مجموعة من الأكاديميين من إسكتلندا ودولة الإمارات.