نجح إكسبو 2020 دبي على مدار 6 أشهر في تغيير واقع العالم إلى الأحسن وأحدث تأثيراً إيجابياً هادفاً وملموساً نحو مواجهة أزمات العالم من كورونا، مناخ، غذاء. اقتصاد حيث أثبت إكسبو للعالم أن اجتماع العالم في قبة واحدة بشكل واقعي وليس افتراضياً من شأنه انبثاق مبادرات ومسارات حيوية دولية تسهم في تحقيق معالجات مختلفة في كثير من القطاعات.
تحدي الجائحة
كانت بداية إكسبو دبي في شهر أكتوبر مع استمرار تفشي جائحة كورونا، وكان العالم في ظل الجائحة في أمسّ الحاجة إلى ما يرفع من معنوياته ويطمئنه بأن الوضع سيتحسن، وفعلاً وضع هذا الحدث العالمي كل هذه المعطيات في الحسبان ولم يتأثر بها بل لعب دوراً محورياً مهماً في صياغة الأجندة العالمية لرحلة التعافي العالمي من الجائحة خلال الفترة المقبلة ونجح في رسم خارطة طريق تمكن البشرية من مواجهة التحديات العالمية المشتركة وتحويلها إلى فرص مبتكرة واستثنائية لعالم أفضل.
العودة للحياة الطبيعية
وساهم إكسبو في دفع انتعاش السياحة العالمية حيث كان التجمع العالمي الوحيد بهذا الحجم والتنوع الثقافي منذ بداية جائحة كورونا في مكان آمن ومضمون. إذ إن استراتيجية دبي الفعالة لإدارة فيروس كورونا قد سمحت بتنظيم المعرض بسلاسة، وتم الإعلان عن المتطلبات المعززة من قبل منظمي إكسبو 2020 دبي لتحقيق هدف إكسبو المتمثل في جمع الجميع معاً للانضمام إلى صنع عالم جديد.
وقد حرص المعرض على العبور بالعالم إلى بر الأمان والعودة إلى الحياة الطبيعية بعد عام ونصف من دخول الفعاليات في العالم الافتراضي نتيجة جائحة كورونا ومثل حسب المختصين البداية الحقيقية لتجاوز تأثيرات الجائحة كما رسخ الثقة بكفاءة المنظومة الصحية وقدرتها على حماية صحة المجتمع وتعزيز روح التفاؤل وزيادة نسبة الاطمئنان بقرب مرحلة التعافي. حيث تنفس العالم الحرية من دبي وباتت هذه الاستراتيجية مرجعاً لدول العالم لمواجهة الجائحة بالانفتاح وفق تدابير احترازية وليس الانغلاق الذي تسبب في خسائر اقتصادية وفقدان وظائف، واليوم العالم كله يشهد عودة الحياة الطبيعية بعدما فتح إكسبو الطريق للدول للتطلع للمستقبل وتجاوز الجائحة.
تغيير المناخ
حرص إكسبو على الابتعاد عن التنظير بتقديم أفعال ملموسة، من أجل خير كوكبنا وأجيال المستقبل والحرص على التوفيق بين تنمية الطاقات المتجددة، وحماية النشاطات الإنتاجية، كالمنتجات الزراعية والغذائية المتميزة على اعتبار أن مستقبل الإنسانية يكمن في الحلول الخضراء والإدارة الحكيمة للثروة البيئية، لتبقى الأرض وطناً مستداماً ونابضاً بالحياة للجميع.
حلول مستدامة
وطبقت العديد من الإجراءات الهادفة إلى خفض الانبعاثات وتقديم الحلول المستدامة، بدءاً من تحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050 إلى استثمار أكثر من 600 مليار درهم في الطاقة النظيفة والمتجددة حتى 2050. كما تم إطلاق مبادرات وتوفير حلول مبتكرة عبر قطاعات متعددة من الزراعة إلى النفط والغاز، وإلى مكافحة إزالة الغابات، ودفع الجهود العالمية باتجاه تطبيق حلول مبتكرة، تسهم في تعزيز التنمية المستدامة.
وتم تحفيز العمل الذي يقوده الشباب في جميع أنحاء العالم، وتمكينهم للعب دور نشط في معالجة تغير المناخ حيث إن فعالية «وعد الناس بشأن التأثير المناخي» ضمن أسبوع المناخ والتنوع البيولوجي في إكسبو وأطلق عبره صانعو التغيير الشباب وقادة عالميون في مجال تغير المناخ رسائل قوية إلى صانعي السياسات لتحقيق الأهداف الطموحة لمبادرة الطاقة النظيفة.
أزمة الغذاء
سلط أسبوع الغذاء والزراعة الضوء على النظم الغذائية الأكثر إنتاجية، والأكثر شمولاً للفقراء والمهمشين، والمستدامة بيئياً والقادرة على التحمل والتكيف والتي توفر طعاماً صحياً ومغذياً.
وعلى الرغم من الجهود المبذولة للقضاء على الجوع في العالم، عانى من الجوع في العام 2020 ما بين 720 و811 مليون فرد، وهو ما يبرِز الحاجة الملحة إلى تحويل الأنظمة الغذائية إلى أنظمة مرنة ومستدامة لإمداد سكان العالم الذين ينمو عددهم بسرعة من خلال الغذاء وقد حرص إكسبو على توعية الجميع بتغيير الأساليب والطرق التي نحصل بها على الغذاء عبر أنظمتنا الزراعية المترابطة، وأن تحترم واجبنا المتمثل في صون كوكبنا وحمايته، عبر السعي إلى نظام منصف يشجع الممارسات المسؤولة والمثمرة.
وأطلقت هيئات إماراتية ودولية، في إكسبو 2020 دبي، حملة توعية تحت شعار «الغذاء من أجل الحياة»، وذلك ضمن فعاليات قمة مستقبل الغذاء.
وتهدف الحملة إلى المساهمة في بناء مستقبل أفضل وصحي من خلال تثقيف الناس والتفاعل معهم حول تأثير اختياراتهم الغذائية على صحتهم وسلامة كوكب الأرض.
تكريس التسامح
رسخ إكسبو دبي مكانة الإمارات الريادية في تحقيق التسامح باعتبارها جسراً للتواصل والتلاقي بين مختلف ثقافات وشعوب العالم بغض النظر عن اختلاف الأديان والأعراق والأجناس. وقد تم إطلاق التحالف العالمي للتسامح، بحضور قيادات دولية بارزة من الأمم المتحدة والفاتيكان والأزهر الشريف وقادة الأديان والشرائع المختلفة ومفكرين بارزين من مختلف دول العالم، حيث أظهر هذا الحدث العالمي قدرة على جعل الأمل والتفاؤل ملمحاً رئيسياً للعلاقات الثقافية والدينية، بدلاً من الشك وانعدام الثقة اللذين شابا طبيعة تلك العلاقات لمدة طويلة.
الاقتصاد
طوال 6 أشهر كان إكسبو منصة عالمية لجذب الاستثمارات، وكشفت العديد من الدول المشاركة في الحدث الدولي عن توقيعها صفقات استثمارية واتفاقيات وعقود شراكة سواء مع دولة الإمارات أو مع دول أخرى مشاركة، في إطار مساعيها لاستقطاب المزيد من الاستثمارات وقد أنصف إكسبو القارة الإفريقية حيث مكنها من التواصل مع العالم والترويج لقارة مستعدة للمضي قدماً ومكاناً آمناً لممارسة الأعمال التجارية.