مهنته التمثيل، وهذه الهواية التي احترفها منذ أكثر من ربع قرن جعلته حالماً. لكنه لم يحقق إلا 5% من أحلامه، بغصة صوت، يروي لك شوقي متى معاناة جيل حرب ضاع في أوهام وطن يبحث عن ذاته، جيل ذهب ضحية مجتمع رغب في طيّ صفحة الماضي، فتخلى عن طموحاته وهوى، وسيرته صورة مصغرة عنونها بمقولته: «لا تكلّمني عن التضحية»، ويردف: «خصوصاً إذا كنت تحب عملك».

سألناه: بعد أكثر من ربع قرن أمضيته في مجال السينما والتلفزيون والمسرح، كيف تنظر إلى مسارك المهني فقال:كلما نفذت عملاً أنتقد نفسي. بلا نقد ذاتي لا يستطيع المرء أن يتقدّم، نحن لا نعيش في أميركا بل في العالم الثالث وتأكيداً على إنني انتقد ذاتي، فقد اعترف أن «ايفانوفا» حيث مثلت دوراً هو فيلم في منتهى القبح والغباء، قصة حاتم خوري ممتازة وعنوانها في الأصل «من قتل ملك الليل ايفانوف؟»، لكن المخرج فؤاد شرف الدين حوّلها إلى قصة ابنته ايفانوفا وهذا يؤكد اننا في «سينمانا» نحتاج إلى كتاب سيناريو ومخرجين ومصورين وأبطال، السينما ليست لعبة فردية، ولكل دوره في نجاح الفيلم أو فشله.

كسائر العاملين في الفن السابع منذ أكثر من 30 سنة، كان هدف متّى التأسيس لصناعة سينمائية لبنانية، واليوم هل يشعر أن أمله وأمل رفاق دربه قد خاب؟

يجيب: «نعم. هذه حال جيلي والجيل الذي سبقنا، من ريمون جبارة وشكيب خوري. أشير إلى أن الممثل في النهاية لا يظهر قدراته الحقيقية إلا في المسرح. لان في السينما والتلفزيون يُعتمد كثيراً على التقنيات. وقد خاب أملنا فعلاً، ولكن استثني بعض المنتفعين الذين تبعوا أشخاصاً معينين وقبضوا المال ولكنهم لم يقدموا شيئاً للفن.

إضاءة : سينما المؤلف

يتحدث متى عن صورة دكناء تكرست من خلال ما يسمى ب«سينما المؤلف» وعبر أفلام نالت تقدير الغرب نظراً إلى ما تتضمنه من سوداوية نمطية إكزوتيكية، وعن ذلك يقول: «منذ 25 عاماً، يأتي المال من فرنسا أو بلجيكا لإنتاج الأفلام اللبنانية، ولكني لم أر في أي منهما جمال بيئتنا»، في لبنان، لا تحمي وزارة الثقافة والدولة إنتاج الأفلام مثلما يحدث في مصر.

أنا مرتبط بأرضي

ويعترف متّى اليوم أن ما يؤمن له مدخوله المادي ليس الفن إنما «محطة وقود» يمتلكها، ويقول: «كنت في الخارج وعدت ذهبت إلى مصر لا إلى أوروبا. أنا واضح وصادق مع نفسي، أنا مرتبط بأرضي كثيراً ولست نادماً على خياري.

لا أحب كلمة «نجم» كثيراً

النجومية تكمن في العمل الذي تقدّمه. لا أحب كلمة «نجم» كثيراً. قد يكون اسمي معروفاً في الماضي ولكني لست رمزاً من رموزه. أنا متجدد ومتصالح مع نفسي. ولا أتردد في قول الحقيقة، وان كان ذلك على حسابي الشخصي.

الاسم: شوقي متى

المهنة: ممثل

الجنسية: لبناني

بيروت ـ هوفيك حبشيان