منذ الطفولة، أخذ الإعلامي اللبناني خالد مجذوب على عاتقه أن يشق طريقه نحو الإبداع، بحرفية لا تخلو من الالتزام.. يمتطي على الدوام سلم الثقافة والاطلاع، ولا يبخل على نفسه بمزيد من الجد والاجتهاد، للوصول إلى حيث لا يستطيع كثيرون.. تخصص مجذوب في علم النفس، ونهل من الإذاعة والتلفزة، وانخرط في الصحافة المكتوبة، كما تألق في المسرح والتمثيل والتأليف، بعد أن أبدع مدرساً في المدرسة والجامعة .

ولا يزال يسطو بأفكاره المتلاحقة على ميادين أخرى من حقول الإبداع والتميز والاجتهاد.. أما إيمانه المطلق فهو راسخ عند مقولة لا يغفلها إطلاقا :(الإنسان الأقل بإمكانياته، يظل أكبر وأكثر اتساعاً من وظيفته).من خلف الكواليس سمعناه، وعلى الشاشة لمحناه، وفي مقدمة المحافل الكبيرة وجدناه.. تارة يظهر باسمه، وثانية بصوته، وأخرى يترجم من خلالها حضوره إبداعاً من نوع آخر.كثيرون ربما لمسوا من روح خالد مجذوب المنشطرة في فضاء الإبداع حساً، كيف لا وهو رجل المهمات الصعبة، يظهر طيفه في كل اتجاه.. (تشاهدونه على الـ (إم بي سي 2) في الأوقات التالية)، هي واحدة من الجمل التي قد تأخذ عدد غير قليل من الجمهور إلى صدى إذاعي وإعلامي متميز في قناة الـ (أم بي سي)، صاحبه يجمع في جعبته الفنية والثقافية كثيراً من ملامح التألق.

ولا يقف إطلاقاً أمام حدود وقيود الظروف المحيطة، لأن الإنسان كما يؤمن يبقى أقوى.هو خالد عبدالمجيد مجذوب، نجل الممثل اللبناني القدير عبدالمجيد مجذوب.. يعمل في مجال الـ (بروموشن)، أو الإنتاج الإعلاني في قناة الـ (أم بي سي) منذ نحو ستة أعوام، يكتب الفكرة والنص باللغة العربية، ويسجل بصوته إعلانات الأفلام أو البرامج بهدف الإعلان والترويج للمنتج الإعلامي، وقد لمع صوته في كثير من القنوات الفضائية التابعة للمجموعة التي يعمل فيها، لا سيما وهو المسؤول الأول عن كتابة النصوص، وطرح الأفكار الإعلانية الخاصة بالمنتج، وتطويرها.الإعلامي الشاب خالد مجذوب يتولى جانب إنتاج (البروموشن) الترويجي الخاص بالأفلام على قناة (أم بي سي 2)، من الألف إلى الياء، فهو الذي ينتقي الفكرة والنص والموسيقى، فيأخذ الفيلم إلى الاتجاه الأفضل جماهيرياً.

إلى الآن، يتسلح مجذوب بشهادات وخبرات عديدة، فهو حصل على البكالوريوس في علم النفس من الجامعة الأميركية في بيروت، ثم بكالوريوس آخر في فنون التواصل في الراديو والسينما والتلفزيون والمسرح والصحافة، قبل أن ينال في أوروبا الماجستير في المسرح والتمثيل، فيعود بذلك إلى بلده الأم لبنان، ليعمل مدرساً في الجامعة وفي المدرسة، وتحديداً في تعليم المسرح والسينما واللغات.. وبلا توقف يعمل أيضاً في الكتابة الصحافية للمجلات والصحف العربية والغربية أمثال (الأهرام) و(سوسايتي) و(دايلي ستار) وغيرها..

مجذوب ومنذ صغره، عشق الفن وتعلق بتفاصيله الصغيرة، وعندما بلغ من العمر 11 عاماً، تفتحت لديه ملامح الموهبة الفنية والسينمائية، وتحديداً كان ذلك في الفيلم الأول الذي شاهده، وهو كما يقول فيلم درامي متميز اسمه (اختيار صوفي) تؤدي دور البطولة فيه الممثلة الأميركية ميريل ستريب.

ويضيف أن ميريل ستريب وفيروز هما من أكثر من أثروا في حياته وتكوينه الشخصي والمهني، فحينما شاهد للمرة الأولى فيلماً سينمائياً من إبداع الممثلة ستريب، رافقته حالة انبهار متتالية، فظل يتمعن في تجربتها بعظمة وتقدير، لا سيما وهي تتقن أداء الأدوار في لغات ومواقف وتعابير عدة.

عند تلك المشاهدة، وجد خالد مجذوب نفسه مأخوذاً نحو السينما والفن، ومن هنا جاء قراره في أن يخوض غمار هذا الفن بالدراسة والتحليل والتفحص والممارسة، وإلى الآن لا يزال يذكر أن ميريل ستريب هي ملهمته، وهي التي أخرجت من ذاته حس الإبداع.

عندما يمتزج الفن مع الأدب، تتعاظم ملامح الإبداع، وهو ما حصل تحديداً لدى خالد مجذوب، الذي وجد نفسه بلا ترتيب مسبق أسير مكتبات ورقية وإلكترونية، لا حصر لمحتوياتها السينمائية والأدبية والفنية.. مئات كثيرة من الكتب وآلاف أخرى من الـ (سي دي)، وحالة شغف متوهجة مع القراءة لكتب الفن والأدب، يقرأ بنهم في موضوعات لا حصر لها، وهو مولع بأسماء فنية وأدبية وثقافية عديدة على مستوى العالم، وجميعهم تركوا في شخصيته كثيراً من التأثير، الذي قاده سريعاً نحو عالم مضيء من الإبداع.

دبي ـ عنان كتانة