فنانة قديرة، لها بصماتها على المسرح الإماراتي، يعرفها جيداً جيل الزمن الجميل، ولا ينساها أبناؤها من الجيل الجديد؛ فهي بالنسبة لهم (أم المسرحيين) وأمهم. تطل على محبيها في هذا الشهر عبر (عجيب وغريب) و(هديل الليل).

(الحواس الخمس) يسترجع معها ذكرياتها في شهر رمضان، فهو بالنسبة لها، أيام تتميز بالحميمية العائلية، لاسيما الاجتماع العائلي على سفرة الإفطار التي تحوي أصناف ما لذ وطاب من المطبخ الإماراتي. وفي منزلها الكائن بأحد أحياء إمارة الشارقة تحرص شخصياً على إعداد وجبات السفرة الرمضانية، والإشراف على كل صغيرة وكبيرة، حيث تتلذذ عائلتها الصغيرة بما تعده يداها من طعام، وفي نهاية المطاف تكون المكافأة قبلة على الجبين تشبعها دون أن تتناول شيئاً مما جهزته. ما أجمل الذكريات الرمضانية التي تعبق بها ذاكرتك؟بصراحة هي مواقف كثيرة ومتنوعة ورائعة في الوقت نفسه، فماأزال أذكر فترة التسعينات الرمضانية التي كنت فيها في أوج نشاطي المسرحي مع مسرح دبي الشعبي، حيث كانت أيامي مزدحمة ما بين واجباتي العائلية، وأنشطتي الفنية بهدف الإعداد لمسرحية ستعرض في أيام العيد السعيد.

كما أذكر أيضاً في تلك الأيام الترابط الاجتماعي الكبير بين أناس (الفريج) الذي كنت أقطنه، حيث كنا نفرش أمام (الحوش) مأدبة الإفطار ليحضر الجميع لتناول الطعام. ومن المستحيل أن أنسى طفولتي التي عشتها في مملكة البحرين، وأذكر كم كان الناس يسعدون بقدوم شهر رمضان، فهو حقاً شهر الجود والكرم، حيث كان ولايزال له مكانته في نفوس المسلمين في كل مكان، وأسعدهم من يدركه الصوم بين أهله وذويه، فيعينه ذلك على العبادة صياماً وقياماً وذكراً.

وتتنهد قائلة: نعم هي ذكريات كثيرة تمر أشرطة متنوعة من صور وأحداث وأشخاص ومواقف وأخبار، وترسخ في الذهن لتبقى عالقة على مر السنين.

ذكرت بأنك تشرفين شخصياً على طعام الإفطار، فما هي أبرز الأكلات التي تتفننين في إعدادها؟

تضحك قائلة: بكل تأكيد أعد كل ما لذ وطاب بشكل عام، كما أتفنن بشكل خاص في السفرة الرمضانية، ولكن طبعاً من دون إسراف، وتحتوي مائدتي العائلية في أول أيام رمضان على الثريد، والهريس، واللقيمات. أما في باقي أيام الشهر الفضيل فحوي أصنافاً عدة منها المجبوس والشوربة، والسلطة، والبرياني، إضافة إلى السمبوسة، و البلاليط، وغير ذلك.

هل تحرصين على تناول وجبة السحور؟

نعم، ولكن أتناول أصنافاً خفيفة مثل الروب مع الخبز، والرطب، والفواكه، و ذلك نظراً إلى حالتي الصحية.

كيف تقضين مسائك الرمضاني؟

أقضيه في أمور كثيرة منها زيارة أقاربي، والذهاب إلى المسرح والالتقاء بأبنائي الفنانين، والتواصل أيضاً مع صديقاتي الفنانات أمثال سميرة أحمد، ورزيقة طارش، وموزة المزروعي، وفي بعض الأيام أذهب إلى السوق بهدف شراء مستلزمات العيد لأبنائي وأحفادي.

هل من قنوات معينة تحرصين على متابعتها في رمضان؟

أتابع (سما دبي)، (mbc)، و(النيل للدراما).

هل هناك مسلسلات معينة تحبين مشاهدها خلال الشهر؟

لا أحرص على متابعة المسلسلات الرمضانية؛ فكلها ستعاد بعد الشهر الفضيل، ومن المسلسلات السابقة التي أعجبتني (ريح الشمال) و(باب الحارة).

وماذا عن مشاهدتك للبرامج الترفيهية كالكاميرا الخفية؟

في الوقت الحالي أعتقد أن جميع البرامج مفبركة، وأصبح المشاهد واعياً وفاهماً لهذه اللعبة.

حدثينا عن قراءاتك في رمضان؟

كتابي المفضل في هذا الشهر الفضيل هو القرآن الكريم، الذي أحاول قراءته بتدبر وتمعن لكل ما فيه من إعجاز وبيان، وأشعر أنني كلما قرأته بتعمق وتدبر ازددت إيماناً وإعجاباً بهذا الإبداع الإلهي في شموليته وإحاطته بكل شيء، كما أشعر براحة نفسية عظيمة عند قراءته. كما أحرص أيضاً على قراءة كتب التاريخ، ومتابعة الأفلام الوثائقية التي تزيد من رصيدي الثقافي و المعرفي.

ما الأمنية التي تودين تحقيقها في شهر رمضان؟

أتمنى من قلبي أن أؤدي عمرة في رمضان، فهي، كما أوضح نبينا الحبيب، عليه الصلاة والسلام، تعدل حجة.

العيد، ماذا تعني لك هذه الكلمة؟

عندما نتحدث عن العيد قديماً، وعن العيد في هذه الفترة من حيث العادات والتقاليد المعروفة، نجد أن هناك مفارقات كبيرة لعبت فيها الحضارة والتطور والطفرة والتكنولوجيا، ولن نجد رائحة وعبق الماضي وعادات الناس قديماً في العيد، حيث كان له مذاق وطبيعة خاصة تجعل منه فرصة للتواصل والتراحم ونبذ الخلافات وتجسيد الفرحة بطرق مبسطة.

بماذا تحفل ضيافتك الرمضانية؟

بفوالة العيد، والحلوى، والمكسرات، والخبيص، والبلاليط، والهريس، والثريد، وكنت سابقاً أطبخ أصنافاً متعددة من الطعام وأوزعها على الحي.

ما هي طقوسك في العيد، وما رأيك في المعايدات الإلكترونية التي يتواصل بها الجيل حالياً في أعيادهم ومناسبتهم؟

في العيد على ألبس الملابس الجديدة ذات الألوان الفاتحة، وأقوم بزيارة أهلي وأقاربي، كما أحرص أيضاً على اصطحاب أحفادي لمحال الأطفال وشراء ما يحلو لهم من ألعاب وغير ذلك. أما بالنسبة للمعايدات الإلكترونية فقد أضاعت روح التواصل الحميمي بين الناس.

الشارقة - جميلة اسماعيل