فوالة العيد تقليد محلي، وعادة تتناقلها الأجيال، تقتضي الترحيب بالزوار خلال أيام العيد، وتقديم الحلويات والأطعمة الشهية لهم؛ فخلال أيام العيد تشعر العوائل والأسر بدفء الاستقبال وحرارة الترحيب أينما حلّوا، وتستقبلهم الابتسامات النابعة من القلب مصحوبة بتهنئة العيد «عيدكم مبارك» مع أجمل روائح البخور والعطور الإماراتية والأكلات والحلويات التقليدية لتُؤكد دولة الإمارات تمسكها بتقاليد الضيافة العربية الأصيلة.
وفي هذا الإطار تقول أم جاسم المهيري إن تقليد فوالة العيد التراثي يبدأ عقب صلاة العيد، حيث يقدم أهل المنزل مائدة من المأكولات للضيوف على مفرش كبير في مجلس المنزل، يحتوي على الكثير من أصناف وأنواع المأكولات الشعبية والحلويات وخصوصا الحلوى العُمانية، إضافة إلى الرطب والتمر والقهوة بشكل أساسي. أما أم سالم طارش، امرأة إماراتية في الخمسين من عمرها، فتمتلك مطبخا شعبيا وتقوم بتقديم خدمات العيد، تقول نحن نحضّر القهوة العربية، ونجهز الأعراس والمناسبات والأعياد بالأكلات الشعبية مثل اللقيمات والمجبوس والبرياني والفريد والهريس، وعن تقديم الفوالة تقول ان تقليد فوالة العيد يعتبر من أبرز العادات والتقاليد التراثية التي تعكس كرم وضيافة شعب الإمارات. حيث تشكل فوالة العيد عادة اجتماعية تسهم في تعزيز التواصل والترابط الاجتماعي بين كل أفراد المجتمع، كما أنها ترمز إلى كرم الضيافة وحسن الاستقبال وتساهم في التعريف بالعادات والتقاليد الإماراتية للذين يجهلونها.
موروث أصيل... أما العنود مالكي فتقول تتنوع مظاهر الاحتفال بالعيد السعيد بين مختلف الأسر الإماراتية، بدءاً من العيدية، ومروراً بفوالة العيد والزيارات العائلية، وتتشابه في مصدرها القائم على القيم والعادات المستمدة من الموروث الإماراتي الأصيل. وتضيف العنود على الرغم من التطورات الكبيرة التي طرأت على الأسر الإماراتية، من الناحيتين الاجتماعية والاقتصادية، فإنها لاتزال تحرص على إحياء القيم والعادات المتعلقة بالاحتفاء بعيد الأضحى. وفي مقدمتها، فوالة العيد، وهي المائدة الرئيسية التي يتم إعدادها لاستقبال الفرحة، وتشهد إقبالاً كبيراً من الكبار والصغار في الوقت نفسه، وتضم مجموعة منوعة من الأكلات والحلويات الشعبية الإماراتية، ولا يمنع من إضافة الحلويات العربية والأجنبية إلى جانبها، وتقدم للضيوف من الأهل والأصدقاء، كما يُقدم أيضا الهريس، والخبيص، والحلوى العمانية.
مبالغة لا معنى لها... وتتطرق أم فيصل إلى نقطة أخرى، وهي طريقة إعداد فوالة العيد فتقول: غالباً ما يتم إعداد معظم أصناف فوالة العيد في المنزل، حيث يتعاون أفراد الأسرة الواحدة على تنفيذها، ويتم جلب بقية أصنافها من المحال التجارية المتخصصة. مضيفة: يفضل دائماً تجهيز فوالة العيد قبل العيد بأسبوع على الأقل، نظراً إلى الازدحام الكبير الذي تشهده المحال التجارية قبل أيام العيد القليلة، لاسيما في ليلته، ولكن ضرورة تقديم أصناف طازجة مثل الفواكه والحلوى العمانية يحول دون ذلك. وتشير أم فيصل: تلجأ أغلب الأسر إلى المبالغة في تقديم فوالة العيد، حيث يقومون بإعداد وشراء عشرات الأصناف بكميات كبيرة، تفيض عن حاجة الأسرة وضيوفها، ما يضطرها لاحقاً إلى التخلص منها.
ويوافقها الرأي عادل المهيري بقوله: تلجأ الأسر إلى المبالغة في إعداد فولة العيد، حيث يشترون مجموعات كبيرة من أصنافها المختلفة ذات الأسعار المتباينة، الأمر الذي لفت انتباه أصحاب المحال التجارية المتخصصة، ودفعهم إلى تقديم أصناف خاصة بها، ذات أسعار مرتفعة.
ويضيف المهيري أن أهم القيم الإماراتية التي يحرص إماراتيون كثيرون عليها في العيدين الزيارات العائلية الجميلة، موضحا أننا نحرص في العيدين على زيارة الأهل والأصدقاء والمقربين في منازلهم، ومن ثم تأتي زيارة الأصدقاء، وتكون الزيارة العائلية الأولى لبيت العائلة.
حيث يجتمع أفراد العائلة جميعهم فيه، وغالباً ما تكون الزيارة الأولى طويلة بعض الشيء، مضيفا تعتبر الزيارات الفرصة الأنسب للتعرف إلى أخبار الأهل والمقربين المختلفة، ومعايدة أطفالها، الأمر الذي ينشر أجواء فرحٍ مميزة.
وتخبرنا الوالدة عائشة حمدان عن فوالة العيد قائلة: لقد تغير العيد كثيرا، فقد كنا في الماضي نجتمع معا وتكون الضيافة جاهزة من «العيش واللحم» واللقيمات والهريس والبلاليط، وتكون أياما للفرح والبهجة والتواصل، واليوم لا تجد أحدا يأكل الفوالة، فالكل مستعجل.
دبي ـ جميلة إسماعيل