تحظى الحلوى العمانية بشهرة واسعة داخل وخارج البلاد، وتعد رمزا عمانيا للكرم والأصالة، ذلك لأنها مرتبطة بالإنسان العماني ارتباطا وثيقا، حيث تمثل ماضية العريق في عاداته وتقاليده وأسلوب حياته، وتبلغ شهرة الحلوى العمانية إلى درجة أن العمانيين يمكنهم التمييز بين حلويات ولاية وأخرى عبر حاسة التذوق فقط.
ومن جانب آخر تعتبر الحلوى رفيقة العماني في أفراحه وأتراحه، فلا يخلو بيت عماني منها، خصوصا أوقات الاحتفالات والأعياد والأفراح والمناسبات الدينية، وغيرها؛ إنها بحق زينة المائدة العمانية.أشهر المأكولات تعتبر الحلوى العمانية واحدة من أشهر المأكولات التي تشتهر بها سلطنة عمان، والخليج العربي كونها تمتلك جودة عالية ومذاقا طيبا، ما جعلها تحظى بقبول تام في المناسبات والأعياد من محبي وعاشقي الحلوى لتروج لنفسها من دون إعلان، وتخترق بذلك منافذ التوزيع. وتكسب حصة سوقية كبيرة في الأسواق الخليجية التي تشهد انتشارا واسعا من الباعة نظرا إلى الطلب المتزايد من المستهلكين، وقلة العرض، ما أسهم في ارتفاع سعرها إلى الضعف.
وهناك أربع ولايات هي الأكثر شهرة في صناعة الحلوى العمانية هي؛ نزوى، ونخل، وبركاء، والحمراء، وليس معنى ذلك أن الحلوى العمانية تُصنع في تلك الولايات فقط، فهي تقدم في مختلف الولايات والمناطق، بل تصنع في كل بيت عماني تقريبا. وهناك حوالي من 100 : 200 مصنع لصناعة الحلوى في السلطنة، كلها تتفاوت في أحجامها ومطابخها ومراجيلها وعمالها وإمكاناتها المادية في صناعة الحلوى مثل السكر والهيل والنشا والبيض والسمن والمكسرات والزعفران والهيل وماء الورد.
واجبات الضيافة الأساسية
الحلوى العمانية تعد من واجبات الضيافة الأساسية التي لا غنى عنها، ويتفاوت طعم الحلوى العمانية من منطقة إلى أخرى؛ فكل ولاية تقوم بطبخ الحلوى العمانية بشكلٍ مختلف عن الولاية الأخرى، فطعم الحلوى العمانية التي يتم تصنيعها في مسقط يختلف عن الأخرى المصنوعة في الحمراء أو نخل، وكلما تمت صناعة الحلوى بالطريقة القديمة كان طعمها أجمل، فمثلاً يقوم البعض بصناعة الحلوى على أفران الغاز أو الكهرباء.
ولكن الحلوى المصنوعة على مواقد أشجار السمر طعمها أجمل، خصوصا أن أشجار السمر صلبة ولا تنبعث منها رائحة أو دخان؛ تماما مثل القهوة التركية التي يختلف طعمها، ويصبح أجل مذاقا إذا أعددتها على نار الشعلة الواحدة بدلاً من نار البوتاجاز القوية.
طريقة الإعداد
طريقة إعداد الحلوى العمانية سهلة، حيث نقوم بملء قدر أو أناء كبير من النحاس- المرجل- بالماء ويترك حتى يغلي، ثم توضع فيه كميات كبيرة من السكر الناعم، ويتم تحريكه باليد فوق درجة حرارة عالية حتى يذوب ويتم طهيه وتحريكه بخشب السمر.
ثم بعد ذلك يضاف له النشا العماني الممزوج بالماء مع المواصلة في تحريكه دون توقف حتى تتشكل من الماء والسكر والنشا مادة غليظة يتم بعدها وضع السمن عليها مع الاستمرار في تحريكها لمدة تقارب ساعة أو نصف الساعة، وبعد الانتهاء من صنعها تتم ملئها في أوانٍ صغيرة للبيع وتزين بالمكسرات؛ كالجوز العماني، واللوز المقشور، وحينها تكون جاهزة للتقديم والتذوق.
رؤية
يُبدي العمانيون فخرهم واعتزازهم بالحلوى العمانية، باعتبارها صناعة رائجة، وهُوية للسلطنة، وخير سفيرٍ لها في الاحتفالات والأعياد والمناسبات الدينية والأفراح.
وعلى الرغم من شهرة الحلوى العمانية الكبيرة إلا أن خبراء يطالبون باستمرار الترويج لها وابتكار أساليب جديدة لكي تقوى على المنافسة داخليا وخارجيا، كما يطالبون بحماية الصناعة من الاندثار والتشويه، وحفظ سر الخلطة الذي يتم تشويهه على أيدي القوى العاملة الوافدة التي تعمل بها من الأبواب الخلفية.
صناعة الحلوى العمانية صناعة قديمة توارثها الأجيال عبر السنين وزوار مدينة مسقط عند قدومهم إليها لابد من تذوق طعم الحلوى العمانية التي كانت ولاتزال رمزا للتقاليد العريقة، حيث ارتبطت ارتباطا وثيقا بالتاريخ العماني، ويشتهر سوق السيب، ومطرح وهو سوق شعبي تقليدي قديم له شهرته التاريخية الواسعة، بصناعة وبيع الحلوى العمانية.
ويتم تصنيف الحلوى العمانية ووضعها في قائمة أثمن الهدايا التي يمكن تبادلها لأنها طعام في الأفراح والأتراح بالنسبة لكل عماني.
دُبي - جميلة إسماعيل