السبت 21 رجب 1423 هـ الموافق 28 سبتمبر 2002 أوشك المخرج حسن ابوشعيرة على الانتهاء من تصوير احداث المسلسل الدرامي المحلي «آخر ايام العمر» قصة الكاتب سالم الحتاوي وبطولة مجموعة من الفنانين المحليين أمثال أحمد الجسمي، سيف الغانم، فاطمة الحوسني، عبدالله المؤمن، محمد العامري، ايمان، مرعي الحليان، حنان المري، فاطمة البنداري، غزلان، محمد الصم، أحمد عبدالرزاق، محمد غباشي، آلاء شاكر، بلال عبدالله، صالح البحار، بالاضافة الى عدد من الوجوه الجديدة، المسلسل من انتاج تلفزيون الشارقة، وسوف يعرض العمل على تلفزيون الشارقة خلال شهر رمضان المبارك. وقد اوضح المخرج حسن ابوشعيرة ومراقب الدراما بتلفزيون الشارقة ان مسلسل «آخر أيام العمر» قد وضعت له خطة لتسويقه خليجيا، وقال عن المسلسل: انه مسلسل اجتماعي محلي معاصر لعام 2002، نحاول من خلاله كتنويع في أعمال الدراما التي تقدمها مراقبة الدراما بتلفزيون الشارقة، منذ انشائها في العام 1999، حيث قدمت مجموعة من الاعمال الدرامية والكوميدية، ولكننا في هذا العمل نحاول تقديم عمل معاصر ونتناول فيه بعض القضايا الحياتية التي يعيشها المواطن في الدولة، وتتناغم تماما مع كثير من القضايا التي تتواجد في اجزاء الوطن العربي الكبير، فان همومنا تكاد تكون واحدة، مع وجود اختلافات قليلة. ويضيف ابوشعيرة: أهم ما يميز هذا العمل، بالاضافة الى الحدوتة الجميلة والتي لا نريد ان نفصح عنها، هناك رسالة قوية نقدمها للمشاهد من خلال المسلسل وهي: ان في هذا العالم الذي تسوده الفوضى الكونية، حيث باتت المادة هي المسيطر الوحيد على كل سلوكيات البشر وعلى علاقات البشر، حيث لم يعد الاخ أخاً، ولا الصديق صديقاً، ولا الجار جاراً، ولا الاب أباً، الكل يلهث وراء مصلحته، اينما يستفيد منها، لذلك اختلفت كثير من الموازين وكثير من المعايير الاخلاقية الانسانية، فبدأ الطيب يقال عنه «أهبل»، والنشيط يقال عنه متسلط، والمنتمي يقال عنه متعصب، والطموح يقال عنه منافق، اضافة الى ذلك ان كثير من القضايا الاجتماعية الجميلة التي كانت متواجدة في مجتمعاتنا سائدة بدأت تتلاشى بحكم السيطرة المالية وبحكم هذا التلوث الذي يسيطر على الاخلاقيات، مثل العرفان بالجميل، والصدق، الجرأة الموضوعية، صلة الرحم، احترام الصغير للكبير، وتقدير الكبير للصغير، كل هذه المظاهر الاجتماعية الجميلة، نريد ان نقول من خلال المسلسل اعادة بناء وتشكيل ووضع يد على هذه الامور لنذكر المشاهد حتى لا ينسى في غمرة لهاثه وراء المادة ان ينسى قضيته كانسان. ويتابع مخرج المسلسل: ان العلاقة بين الجيلين، الجيل الاول والجيل الجديد، حيث ان الجيل الاول كان يتمتع بقدر كبير من الوفاء، ومن الحرص على مصلحتنا، وربما كانوا يعبرون عن ذلك بشيء من القسوة، وربما كانت هذه القسوة تصل بنا الى فهم الامور ومعرفة الطريق الصحيح، الا اننا كنا نشعر بأنهم اشد قسوة علينا نحن الجيل الجديد، ولكننا نكتشف ان هذه القسوة كان هدفها فقط مصلحتنا والخوف على مستقبلنا، وهذا التفكير المختلف بين الجيلين، ادى الى نوع من الشرخ في العلاقة بين شخصيات المسلسل، وبالتالي بات هناك صراع مكمنه وسببه ان الجيل الجديد يريد الوصول الى مراده بسرعة، وان يحقق كل شيء دون ارهاق وتعب، وبدأ الجيل الجديد ينظر للجيل القديم انه جيل غير مواكب للحياة العصرية، ومن هنا بدأت حالة الصراع، بالاضافة الى قضية المادة ومغرياتها. وعن تسويق المسلسل الى المحطات الفضائية الاخرى: قال مخرج العمل ومراقب الدراما في تلفزيون الشارقة: هناك محاولات جادة للاتفاق مع احدى المحطات العربية المجاورة والمشاهدة لتقوم معنا ببث المسلسل خلال شهر رمضان المقبل، ولكن حتى الان المسلسل سيتم بثه حصريا على قناة الشارقة الفضائية. وعن التوليفة الجميلة من الممثلين الرائعين، قال حسن أبو شعيرة: لكل مسلسل طبيعته ولكل مسلسل ظروفه، وفي هذا المسلسل اردنا ان نضرب ثلاثة عصافير بحجر واحد، العصفور الاول: توزيع الادوار كما يتطلب المسلسل، وحاولنا ان نختار الممثلين المناسبين للادوار، كما قمنا باعطاء فرصة لبعض الممثلين الذين لم تتح لهم فرصة في المشاركة في اعمال درامية بشكل مميز، والعصفور الثاني: قمنا بتجهيز صف ثان من الممثلين ليكون رافداً ومسانداً للصف الاول، أما العصفور الثالث هو اننا قدمنا وجوهاً جديدة ولأول مرة تظهر على الشاشة مثل المذيع محمد خالد والمذيعة شيخة الخيال، بالاضافة الى طفلتين رائعتين وهما نجلاء محمد وشروق عبدالله، كما اننا نجحنا في تزويد الحركة الدرامية المحلية، بالاضافة الى الحدث الدرامي بوجوه حديثة، وذلك لافتقار الوسط الفني في الامارات الى فئة الشباب الصغير والفئات الكبيرة من الممثلين وذلك للاستفادة منهم في الاعمال الدرامية المقبلة. ويضيف حسن ابو شعيرة: يتضمن مسلسل «آخر ايام العمر» حوالي 750 مشهداً تم تصوير حوالي 550 مشهدا حتى الآن، أي اننا حققنا حوالي 90% من خطتنا التصويرية رغم الطبيعة القاسية والجو الصعب، ورغم الوجوه الجديدة حققنا هذا القدر من التصوير. دور جديد أما الفنان المتألق مرعي الحليان والذي يجسد دور «حسون قوانات» فأعرب عن سعادته بالاشتراك في هذا المسلسل رغم وجود هذه الشخصية التي تعتبر جديدة بالنسبة له، وقال: ان لكل شخصية مجازفة من الفنان، مثلا الخروج من شخصية مرعي الحليان والدخول في شخصية جديدة يتضمنها احداث مرسومة من خلال المؤلف.. ولكن اسناد هذا الدور لي اتوجه بالشكر عليه الى المخرج حسن ابوشعيرة، وهذه ثقة كبيرة اعتز بها، خاصة وهي بحد ذاتها بطولة مطلقة، وهي ايضا شخصية عميقة، وهي شخصية «حسون قوانات» هذا الاخ المضحي، كما ان هناك هدفين من خلال هذه الشخصية، الاول هو الشخص المغلوب على امره الذي لديه 3 اخوات واخ صغير ويحرص دائما على ان يوفر لهم افضل سبل الراحة والعيش، ويعاني من أجلهم، ويصبح لهم الاب والام والاخ والصديق، ويتخلى عن كل احلامه من أجلهم. ويضيف مرعي الحليان: ان احلام قوانات تتلاشى في هموم اخواته واخوانه، بينما يمثل الخط الاخر ايضا الموجود في الشخصية المطرب الاصيل، الذي يرفض ان يسير مع موجة الاغنية العصرية والحديثة، ويعتبر ان هذا كلام فارغ ولا تتضمنها جملة موسيقية مفيدة، وانه يمضي في غناء اغنيات من عصر ام كلثوم، عوض الدوخي، محمد عبدالوهاب وغيرهم من العمالقة، مما جعله انساناً غير مرغوب فيه من خلال شركات انتاج الاغاني ومن وسائل الاعلام ايضا، كما انه غير مرغوب فيه من قبل الجمهور من خلال الحفلات التي يحييها، وترفض اغنياته ويطلب منه تقديم اغنيات حديثة شبابية، ولكنه يرفض تقديمها، وهذا ما يؤثر على مستواه المادي ويزيد من همومه وفي النهاية يتوصل الى نتيجة واحدة انه قام بتربية اخوانه تربية سليمة، ويبقى وحيدا في هذا البيت مع هذا العود ومبدأ التمسك بكل شيء. ويقول مرعي الحليان: هذا الدور جديد بالنسبة لي، وبالتأكيد افادني في مشواري الفني، حيث قرأته لمدة 20 يوماً في فترة الاعداد من خلال دراسة العود والنوتة الموسيقية، حيث اصبحت اتقن العديد من الامور الموسيقية منها المقامات التي كنت اجهلها تماما. بينما اوضحت الفنانة فاطمة الحوسني انها لم تستطع قراءة السيناريو بأكمله لارتباطها بالعمل في تلفزيون ابوظبي وخارج الدولة، وتقول: ولكنني عندما بدأت في قراءة الصفحات الاولى من السيناريو تحمست للفكرة والموضوع، حيث انني اجسد في المسلسل دور «نورا» بنت عم فاضل وخالد وسعيد وترعرعت بينهم في بيت العائلة الكبير، كما ان دوري مسالمة وطيبة على غير العادة. وتضيف فاطمة الحوسني هذا هو العمل الثاني مع تلفزيون الشارقة ومع نفس المخرج وسعيدة جدا باختياري للعمل في هذا المسلسل. أما الفنانة آلاء شاكر فتقول عن دورها في المسلسل: اجسد في المسلسل دور «افكار» وهي زوجة خالد «سيف الغانم» وهي الزوجة المصرية الثانية التي تزوجها في السر، ولكن امر زواجهما ينكشف فيما بعد. وتضيف آلاء: الشخصية جديدة بالنسبة لي وهي ان اجسد شخصية من ام مصرية والاب من الامارات واحمد الله انني جسدت الشخصية بشكل متقن ولم تقابلني اية صعوبات في اللهجة وذلك بمساعدة الفنان محمد غباشي. وتقول: هذا هو العمل الثالث مع تلفزيون الشارقة بعد «عارف ومب عارف»، حيث ان الدور فيه تحد وقد استفدت الكثير والكثير من هذا الدور وايضا من المخرج حسن أبو شعيرة الذي افادني كثيرا من خلال عملي معه. بينما اعربت الفنانة حنان المري عن سعادتها بالمشاركة في هذا المسلسل وقالت: اجسد دور «فتاة عانس» بالاضافة الى انني أتحمل وزر اختي المتوسطة من خلال شعوري بأنني السبب في وفاتها، كما ان هذا الدور ليس جديدا فقد قدمته من قبل من خلال المسرح ولكن لم يكن بهذا التعمق والتوسع من خلال الشخصية. أما الفنان الكوميدي احمد عبدالرزاق فقد قال عن دوره: اجسد دور ابراهيم حيث ان هذه الشخصية كلاسيكية وجديدة بالنسبة لي وهي دور «مدرس» تتخلل حياته بعض المآسي، وستكون الشخصية مفاجأة للجمهور لانها ليست كوميدية هذه المرة. بينما اعرب مذيع قناة الشارقة الفضائية محمد خالد والذي يخوض العمل الدرامي لاول مرة عن سعادته بالمشاركة في هذا المسلسل، قائلا: لقد ارتجفت لأول وهلة امام كاميرا المخرج حسن ابو شعيرة بالرغم من انني اقف امامها مرات عديدة من خلال عملي كمذيع واتمنى ان يتقبلني المشاهد من خلال هذا العمل وهذا الدور. متابعة: فهمي عبدالعزيز