الاربعاء 1 رمضان 1423 هـ الموافق 6 نوفمبر 2002 ربما تكون تلك هي المره الأولى التي يطلب فيها أحد المخرجين من كاتب عمل درامي أن يحذف 300 مشهد دفعة واحدة من مسلسل تلفزيوني وجد نفسه فجأة قبل إنتهاء التصوير على خريطة العروض الرمضانية للمحطات الأرضية والفضائيات! والحكاية التي أشارنا إليها في السطور السابقة هي ملخص ما حدث مع المؤلف عبد الستار فتحي كاتب مسلسل «زمن عماد الدين» الذي يروى من خلاله قصة أشهر شارع فني عرفته مصر طوال تاريخها القديم والمعاصر حيث طلب المخرج هاني لاشين من صانع العمل ضرورة ضغط أحداث المسلسل وحدد له حذف 300 مشهد حتى يستطيع الإنتهاء من تصوير الحلقات مع الأسبوع الأخير من شهر رمضان حيث لايزال التصوير مستمرا داخل مدينة الإنتاج الإعلامي. وحتى لا يتهم المؤلف عبد الستار بمنع عرض المسلسل وافق على حذف كل هذه المشاهد رغم أن هذا الحذف يترتب عليه اهتزاز البناء الدرامي في بعض الحلقات ولكن لا مفر من تنفيذ أوامر المخرج ليلحق العمل بالعروض الرمضانية داخل وخارج مصر. ويقول المؤلف عبد الستار فتحي انه يفكر الآن في كتابة جزء ثان من «شارع عماد الدين» ولكنه ينتظر عرض الحلقات لقياس مدى نجاحها مع الناس وهل ستكون شكلا دراميا مختلفا عن بقية الاعمال الدرامية التاريخية الأخرى التي قدمت على فترات زمنية مشابهة أو تناولت قصة حياة أحد المشاهير مثل مسلسل «أم كلثوم» الذي تعرض من خلاله المؤلف محفوظ عبد الرحمن لأحداث فنية وسياسية مهمة تواكبت مع مشوار حياتها فأصبح بانوراما صادقة للعصر الذي عاشت فيه وهو نفس الشئ الذي أحاول من خلال حلقات زمن شارع عماد الدين تحقيقه حتى يصبح العمل شاهدا على العصر بكل مظاهره الفنية والسياسية !