لا يمكن للحديث مع الناقد والكاتب زياد عبد الله مدير إدارة تطوير المحتوى في المهرجان، أن يجد طريقه إلى الملل، فإلى جانب عمله في المهرجان فهو أحد العارفين في الحقل السينمائي، وعلى قدر ما تحمله ذاكرته من أسماء لمخرجين وأفلام..
فقد خصص جزءاً منها لمسيرة المهرجان الذي تابعه منذ لحظاته الأولى وحتى الآن، ولعل عمله السابق في الإعلام منحه فرصة متابعته التي لا يزال يواصلها عبر أروقة المهرجان، ليقدم خلال الدورة الحالية كتاباً يتضمن أهم 100 فيلم عربي، تم انتقاؤها بناءً على استفتاء قام به المهرجان وشارك فيه 475 شخصية سينمائية..
وتربع عليها فيلم «المومياء» للمخرج المصري الراحل شادي عبد السلام، حيث شكل الكتاب تكريماً للسينما العربية وخطوة مبدئية على طريق حصر إرثها الذي يعود إلى سنوات الأربعينات.
ترميم تاريخي
زياد وفي حواره مع البيان، اعتبر أن المهرجان أحدث فارقاً مهماً على الساحة السينمائية بأطيافها المحلية والإقليمية والدولية، وكرس بمواصلته ومبادراته المختلفة تقليداً طالما غاب عن السينما العربية، مؤكداً أن مبادرة أهم 100 فيلم عربي بمثابة فعل ترميم تاريخي.
سينما عربية
قصة زياد مع المهرجان مديدة بدأت منذ 2004 ولها أن تعبر من مهرجان بدون مسابقة يتلمس خطواته الأولى إلى مهرجان بمسابقة المهر العربي في 2006، اعتبرها زياد أنها «تشكل انحيازاً للسينما العربية، أتت من خيار صائب نحن بأمس الحاجة إليه. لتتوالى النجاحات بدخول المهرجان في السياق الإنتاجي وبالتالي بناء علاقة مع المستقبل السينمائي العربي عبر سوق دبي السينمائي ودعم الجديد في السينما العربية».
تطوير الفن السابع
«دبي السينمائي» تمكن خلال مسيرته من الانتصار للسينما عموماً وللسينما العربية خصوصاً، عبر إطلاقه لمبادرات تصب في مصلحة تطوير الفن السابع، ويرى زياد أن «المعيار الشخصي لأهمية ما يقدمه مهرجان دبي تكمن في انحيازه للسينما كفن وليس كترفيه..
وقال: «الترفيه متوفر في دور العرض المحلية على مدار العام، أما السينما كفن والتزام فلا مساحة للمُشاهد لمعاينتها في الإمارات إلا مع عروض المهرجان، أما من حيث انتصاره للسينما لعربية فهذا بتقديري يصلح شعاراً للمهرجان».
لمسة إضافية
زياد كان أحد الذين وقفوا وراء مشروع أفضل 100 فيلم عربي، المشروع الذي رأى فيه الجميع، بأنه يمثل حماية للسينما العربية، وقال: «تأتي هذه المبادرة كلمسة إضافية على مكانة دبي السينمائي، كونها الأولى من نوعها، فهي تشكل فعل ترميم تاريخي، بمعنى أن المكانة الراسخة للمهرجان في الحاضر السينمائي العربي جاء ما يربطها بماضي السينما العربية..
ورصدها بمنظار شامل عبر معاينة المنتج السينمائي العربي ككل، وبالتالي فإن استفتاء أهم 100 فيلم عربي في تاريخ السينما العربي والكتاب الذي ترتب عليه، يستكمل ماضي وحاضر ومستقبل الفن السابع».
تجربة مضنية
يعترف زياد عبدالله الذي لم يقلق يوماً ما على المهرجان، بأن التجربة كانت مضنية له شخصياً، لا سيما وأن كل مرحلة فيها شكلت تحدياً له ولفريقه، ليصدر التصور النهائي للمبادرة بين دفتي كتاب تولى زياد تحريره وتقدّيمه بشغف، ليحمل عنوان «سينما الشغف قائمة مهرجان دبي السينمائي الدولي لأهم 100 فيلم عربي»..
وقال: «أصفه بالرائع لأنه ثمرة كتابات عشرين ناقداً رائعاً عن الأفلام أيضاً، وكل ما في الكتاب هو تصور نهائي لمشروع رائع بحق».