من الصعب تحديد الفئة العمرية التي يستهدفها فيلم «بيكسلز»، فمن حواراته وفكرته الساذجة يستهدف المشاهدين من سن 10 إلى 12، ومن مشاهد أخرى نلاحظ أن الفيلم يستهدف فئة 15 فما فوق.

هذا الفيلم يحاول أن يثير نوستالجيا جيل الثمانينات ويفشل في ذلك. في الوقت نفسه يريد أن يقنع مراهقي اليوم بجدوى ألعاب الفيديو التي كانت سائدة في تلك الفترة. وهذه من أكثر النقاط سذاجة لأن من اعتاد قيادة السيارة لا يمكن أن يقبل بقيادة «الحنطور» حتى وإن كان لا يزال موجوداً.

إعلان حرب

قصة الفيلم أن وكالة الفضاء الأميركية «ناسا» أرسلت كبسولة إلى الفضاء تحوي تسجيل فيديو لألعاب إلكترونية كانت منتشرة في الثمانينات وعندما شاهدت مخلوقات فضائية تلك الألعاب اعتبرتها بمثابة إعلان حرب عليها، فقررت أن تحول نفسها إلى شخصيات تلك الألعاب مثل Pac man و centipede و donkey kong ومهاجمة الأرض.

سام برينر (آدم ساندلر) رجل كان مهووساً بألعاب فيديو الثمانينات انتهى به المطاف بعد انقراض تلك الألعاب وظهور ألعاب جديدة إلى أن يعمل في إصلاح وتركيب شاشات التلفزيون في البيوت. بعد وقوع الهجوم يتصل به صديق طفولته ويل كوبر (كيفن جيمس) الذي أصبح ساكناً البيت الأبيض ويطلب منه القدوم للإدلاء برأيه.

خبرة

وفي منتصف اجتماع أزمة يخبر برينر جميع الساسة والعسكريين أنه يعرف تماماً كيف يرد على الهجوم ويقضي على تلك المخلوقات التي تتجسد في أشكال شخصيات الألعاب الإلكترونية في الثمانينات، وبالطبع نعلم أنه سيستعين بخبرته في الألعاب ليقضي عليهم.

هدف المؤثرات الخاصة في أي فيلم هو دعم المشهد كي يكون أكثر إقناعاً وبالتالي إضفاء مصداقية أكبر على القصة، لكن من مشاكل هذا الفيلم أن حكايته كتبت لدعم مؤثراته «غير الخاصة» والرديئة جداً، فقد كانت كل شخصيات الألعاب الإلكترونية في منتهى القباحة ومكونة من مكعبات كريستال مضيئة، لا تبدو كأنها جزء من المشهد بل مقحمة فيه وانعكس ذلك على ردة أفعال الممثلين غير الواقعية وقد ظهروا كأنهم حمقى يزعقون دون معرفة الطريقة التي ستهاجمهم بها المخلوقات الفضائية.

مؤثرات وفكرة

لم يكن ضرورياً أن ترسم تلك الشخصيات كما كانت بالضبط في فترة الثمانينات، ولا ضير لو أنها رسمت بالتقنية الحالية لتبدو طبيعية أكثر على الشاشة ولتكون مقبولة أكثر لدى الجيل الحالي من عشاق الألعاب الإلكترونية.

«بيكسلز» الذي يعتمد بشدة على المؤثرات والفكرة ويهمل جانب القصة تماماً، مقتبس من فيلم فرنسي قصير لباتريك جين عام 2010، لكن مستواه أقل بكثير من الفيلم الفرنسي.

كريس كلومبوس ليس مخرجاً سيئاً ويوجد في رصيده العديد من الأفلام الجيدة مثل Home Alone عام 1990 وفيلمان من سلسلة هاري بوتر ومسز داوتفاير عام 1993 من بطولة الراحل روبين وليامز، ومن المعروف أن أفلامه تجمع بين الكوميديا والقصة الجيدة الهادفة التي تدخل البهجة إلى قلوب جميع من يشاهدها، لكن في هذا الفيلم لا يبدو أن كولومبوس يعمل بشغف، بل لينتهي منه.

أداء كسول

الفيلم كان أقرب إلى لعبة فيديو فوضوية منه إلى فيلم سينمائي، فالتمثيل رديء من قبل مجموعة ممثلين كـآدم ساندلر ذي الأداء الكسول الذي انحدر مستواه بشدة في السنوات العشر الأخيرة ولا تحتفظ له الذاكرة بأي فيلم جيد منذ 13 عاماً وبالتحديد منذ أن ظهر في رائعة بول تومان آندرسون Punch Drunk Love، يليه كيفن جيمس المهرج الذي مثل في Paul Blart: mall cop 2: أحد أسوأ أفلام هذا العام.

وأخيراً فالفيلم لم ينجح حتى في اختيار اسمه: pixel وهي عناصر تتكون منها الصورة الرقمية ثنائية الأبعاد، أما المخلوقات القبيحة التي ظهرت ثلاثية الأبعاد فيه فاسمها Voxel .

فريق

بطولة: آدم ساندلر، بيتر دينكليج، كيفن جيمس، جوش غاد، ميشيل مونوغان، برايان كوكس، شون بيين.

إخراج: كريس كولومبس.

التقييم: (1/2 *) نصف نجمة.