«أحلام آينشتاين».. رواية كتبها عالم الفيزياء آلن لايتمان، وتوالت طبعاتها، وأصبحت من أفضل مبيعات الكتب، وترجمت إلى أكثر من 30 لغة عالمية. وفازت بجائزة القلم البريطانية الشهيرة. وقد تم إعدادها للمسرح من قبل ديفيد غاردنر ورالف ريمشاردت، وقدمت على مسرح جامعة بنيويورك. وترجمها، اخيرا الى العربية، العراقي علي القاسمي، ونشرت في المغرب، ولكنها صدرت قبل ذلك بترجمة أسامة اسبر. وقد درج القاسمي أن يترجم الأعمال المترجمة سابقاً، كما فعل مع رواية آرنست همنغواي (عيد متنقل).
والرواية تتخذ من شخصية آينشتاين بطلا للرواية، حيث كان عالماً شاباً، تقلقه الأحلام عندما كان يعمل على نظريته في النسبية في عام 1905. وتحتوي الرواية على 30 فصلاً، وكل فصل يتعامل مع حلم من الأحلام التي يراها آينشتاين طوال هذه الفترة. ويظهر في الفصول ميشيل بيسو، صديق آينشتاين.
وكل حلم من أحلام آينشتاين يحتوي على مفهوم للزمن. ويبين الكتاب علاقة كل إنسان بالجاذبية: «ثمة مكان يقف فيه الزمن ساكناً، قطرات المطر معلقة في الهواء بلا حراك. تتدلى عقارب الساعات في المنتصف، كمسافر يتحرك متباطئاً أكثر فأكثر ليدنو من هذا المكان من أية جهة كانت». إنه عام 1905 في مدينة بيرن السويسرية. وحينها كان موظف براءات اختراع شاب يحلم أحلاماً مدهشة عن طبيعة الزمن. إنه آينشتاين الذي أوشك على الانتهاء من نظرية النسبية. فكيف كانت أحلامه في تلك الأشهر القليلة الأخيرة والمهمة جداً؟
وفي هذه الرواية، التي حظيت باحتفاء كبير، وعلى مستوى رفيع، والتي ألفها عالم الفيزياء آلن لايتمان، ثلاثون حكاية خرافية، مستحضرة من عوالم نظرية عديدة حول الزمن. وهي كانت مواضيع أحلام في ليال كثر. وهذه كلها رؤى تسبر: جوهر الزمن، مغامرة الإبداع، عظمة الاحتمال وجمال.. أحلام آينشتاين.
ويتميز أسلوب الكاتب الأميركي، آلن لايتمان بخصائص الأسلوب العلمي من حيث الإنجاز ووضع اللغة وبساطتها، وقصر الجمل ودقة التعبير، بأسلوب رشيق ولغة حية. وتتألف (أحلام آينشتاين)، من متسلسلة قصصية قصيرة تروي كل واحدة منها، حلما من أحلام آينشتاين، صاحب النظرية النسبية، وتبسط بأسلوب شعري جميل، محاور هذه النظرية للقارئ. ويتخيل الروائي فيها، عوالم متعددة ممكنة طبقا لمفهوم الزمان لدى آينشتاين، يكون الزمان في إحدى هذه العوالم دائريا يعيد فيه الناس حياتهم ويكررون نجاحاتهم وإخفاقاتهم المرة تلو الأخرى.
وفي عالم آخر يقف الزمان ساكنا في مركزه، فيظل الأحباب متعانقين والآباء محتضنين أطفالهم دون حراك، وفي ثالث تكون فيه دورة الزمان سريعة جدا لدرجة أن حياة الإنسان لا تزيد على يوم واحد، وفي عالم رابع تكون الدورة بطيئة جدا.