مدينة بوسطن التي تعج بمرتادي مراكز التسوق، أضافت وجهةً أسبوعية جديدة لقاصديها، وتحديداً، متذوقوا الفن العالمي، بافتتاح المتحف الأول من نوعه عالميا، والذي تم تكريسه للاحتفاء بالفنون "السيئة" بكل أشكالها.
يقع متحف الفنون السيئة في مدينة بوسطن الأمريكية، مع تخصيص 3 صالات لعرض هذه الفنون الصاخبة والذي يتزاحم على زيارتها أكثر من 8 آلاف شخص، وبالتحديد، لإلقاء نظرةٍ على النسخة المروعة من "الموناليزا" والتي تدعى "ماناليزا".
كبداية تم افتتاح المعرض الأول في منزلٍ خاص بمدينة بوسطن-ماساشوستيس، بعدها بفترة وجيزة تم نقله ليشغل مساحة الطابق السفلي من مسرح مدينة ديبهام الاجتماعي.
ذاع صيت المعرض الأول، ليتم إلقاء الضوء عليه مجدداً من خلال معرضين آخرين. الأول في مسرح مدينة سمولفيل، عام 2008، أما الآخر فكان على أرض مجموعة مكاتب تلفزيون بروكلين، عام 2010.
ووفقا لصحيفة "ديلي ميل"، يقول المدير التنفيذي لأحد الأقسام، لويس ريلي ساكو: "لدينا معايير اختيار صارمة جدا، وكثير منها مشابه لمعايير متاحف الفنون التقليدية، بالضبط". ويضيف أن شرط قبول الأعمال الفنية بأن تكون أصلية وصادقة وتحمل رسالةً معينة لإيصالها للجمهور. وبالمقابل تنفيذَ شيءِ ما فيها ولكن بصورةٍ "خاطئة".
قد تتم معالجة مواضيع اللوحات بصورة خاطئة ، أو بمخيلةٍ مُجهدة، أو فشلٍ في تجربةِ لون أو منظور أو تصميم، أو حتى لوحةٍ لفنان لا يعلم أي نوعٍ من فرش الرسم يمكنه استخدامه للانتهاء من رسم لوحته العاكف عليها.
جاء في الجملة الافتتاحية للمعرض أن الأعمال هي من صميم فنانين انحرفوا في رسم لوحاتهم عن المعتاد، ليتم إعدامها بواسطة فنانين بالكاد يستطيعون التحكم بفرشاة الرسم. وهناك ميزة خاصة ومشتركة فيما بينهم تضعهم بطريقة أو بأخرى في خانة غير الكفء.
يفهم الزوار سبب وجود اللوحات على جدران المتحف، بدافع الحب والاحتفاء بها وليس السخرية، فتدفعهم اللوحات الفنية للابتسام، فيغادرون المتحف بملامح مليئةٍ بالفرح.
يتيح المعرض لزواره لعب دور ناقدي الفن، مع مكافآتٍ شهرية لأفضل قراءةٍ للوحة.
الجدير بالذكر أن المتحف أصدر كتاباً من 128 صفحة بعنوان " الأعمال الرئيسية لمتحف الفنون السيئة"، يفصل فيه بعضاً من أفضل اللوحات، بحيث يمكن اقتناؤه لمن لم يستطع زيارة المعرض.