يتعرف الزائر من خلال جولته في معرض المزاد الخيري "الفن الباكستاني" على تجربة فناني هذا البلد، الذين نادرا ما نشاهد لهم معارض فنية في المنطقة.

 وجمع المعرض الذي افتتحه أول أمس معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع في قاعة المجلس بفندق "مينا السلام"، وبحضور القائمين على تنظيم المعرض كل من المقتني عبدالرحمن مير والمقتني عرفان مصطفى الذين تتجاوز رحلتهما مع الاقتناء 35 عاما، بالتعاون مع ممثلي "برنامج الأغذية العالمي" التابع لهيئة الأمم المتحدة، وممثل المجلة الفصلية المختصة بالفن "كونتمبورري براكتيسز" التي تغطي الفن في منطقة الشرق الأوسط وإيران وتركيا.

رسام ملكي

ومن أبرز رواد فن الحداثة الذين عرضت أعمالهم، الفنان اسماعيل غولغي (1926 2007)، الذي يعتبر من أشهر فناني الباكستان والذي درس الهندسة في الولايات المتحدة وعلم نفسه بنفسه الرسم وبرع في الفن التجريدي الحروفي كما في رسم الوجوه، وكان قد رسم جميع أفراد الأسرة المالكة في أفغانستان عام 1959. وتبلغ القيمة التقديرية للوحته في المزاد ما بين 60 و80 ألف دولار أميركي.

ديناميكية

ومن رواد تلك المرحلة، أحمد برفيز (1926 1979) الذي تتميز أعماله في فن الحداثة بالديناميكية، ويعتبر من مؤسسي مجموعة باكستان في لندن ومن الفنانين الذين حققوا شهرة واسعة داخل بلدهم وخارجها، ودخل أحد أكبر أعماله في مزاد بونهامز عام 2011 في لندن والذي بيع بأكثر من 20 ألف جنيه استرليني. وتقدر قيمة لوحته المشاركة في المزاد ما بين 25 إلى 30 ألف دولار.

الفنان الصامت

أما الفنان الثالث شاكر علي (1914 1975) الذي لقبه بعض نقاد الفن بالفنان الصامت، فتميز بأسلوبه المستلهم من المدرسة التكعيبية، وكان بمثابة ظاهرة فكرية أدبية في مدرسة الفن في الخمسينات المرحلة الذي شهدت ازدهاراً في الأدب والثقافة، وكان يتبع أسلوبه عدد كبير من تلامذته الذين أصبحوا أساتذة فن بدورهم. وتقدر قيمة لوحته المشاركة في المزاد ما بين 30 إلى 40 ألف دولار.

خطاط وفنان

ورابعهم صادقين أحمد نقوي أو نقاش (1930 1987) وكان يوازيهم في الشهرة العالمية كفنان وخطاط. بدأ حياته الفنية مع الخط أسوة بعائلته، وكان يعرب عن آرائه في المجتمع من خلال لوحاته الجدارية التي صور فيها رجلاً يبحث بلا نهاية عن قدراته الداخلية، وتقدر قيمة لوحته المشاركة في المزاد ما بين 40 إلى 50 ألف دولار.

 

مزاد

يقام المزاد الخيري مساء اليوم بالتعاون مع دار "كريستيز" للمزادات العالمية، ويضم 55 عملاً لفنانين من رواد زمن الحداثة وفنانين شباب. والسمة الغالبة على جميع الأعمال هي الألوان الداكنة أو القاتمة.

وقال مير حول المجموعة المعروضة التي تبرعت بها جهات مختلفة وأفراد والفنانين أنفسهم، "الوضع الاقتصادي والاستقرار يلعبان دوراً كبيراً في هذا المجال حيث ينعكس واقع البلد على حالة الفنان النفسية، خاصة وأن حالة عدم الاستقرار فرضت تجاهل الفن وإهماله، وعليه فإن قيمة الأعمال الفنية انحدرت بشكل "دراماتيكي" بعكس أعمال الفنانين في الهند من المرحلة نفسها".