يعود الزائر لمعرض الفن الجماعي الذي يشارك فيه خمسة فنانين من الصين في مسرح دبي الاجتماعي ومركز الفنون بمول الإمارات، إلى أجواء أصالة الفن التشكيلي بمختلف مدارسه الفنية في الحداثة والفن المعاصر، لتشكل أعمالهم نافذة على إبداعات الحركة الفنية في الصين، خاصة وأن أعمالهم عرضت في مختلف بلدان العالم.

بلدة قديمة

تبدأ الجولة في المعرض الذي يستمر حتى يوم غد، مع الفنان كينغشوي شين ومشاهد الطبيعة لبلدة قديمة تقع في جنوب الصين والتي رسم بيوتها المتراكبة وأحياءها الأشبه بالحارات السورية، ومشاهد الطبيعة الآسرة التي لها خصوصيتها في الأنهر والأشجار والسهول والوديان والجبال. ويتميز أسلوب شين التعبيري بقدرته على نقل روح المكان حتى يكاد الزائر يشعر بدرجة حرارة المشهد بين الدفء والبرودة من خلال نور المكان ودرجة الألوان، وما ساعده في نقل الإحساس إلى المشاهد براعته في استخدام الألوان المائية على لوحات متوسطة الحجم.

التفاف الجذور

في الفن المعاصر، يستوقف الزائر أعمال زينغوي لي الثلاثية الأبعاد، والتي استلهمها من الطبيعة ليبتكر أسلوبه الخاص في الرسم ليبتكر مشهداً من الطبيعة خاصاً بلوحته، والذي استلهم تقنيته من التفاف جذور وألياف الأشجار العملاقة في إحدى بلدات شمال الصين. ليستغرق الزائر في عمق المشهد الأشبه بالغابة الذي يرى في نهايته طيف نور للتفاؤل أو الخلاص. كما استخدم اسلوبه في الفن التجريدي ليشكل من خلال تكرار التفاف العناصر بعداً ثلاثيا يتغير تبعاً للمسافة التي ينظر الزائر من خلالها إلى اللوحة.

تجريدي وتكعيبي

أما في الفن التجريدي، فتبرز أعمال التشكيلي وينلون شين في تيار الفن المعاصر وأعمال التشكيلية جياوجيا كين في تيار فن الحداثة. ويتفاعل الزائر مع لوحات شين مع جماليات اللون وديناميكيته في اختراق الألوان المحيطة به تارة كتأجج النار وتارة أخرى برومانسية ضبابية. أما لوحات ورسومات كين فتعيد الى الذاكرة أجواء التكعيبية وفي مقدمتها أسلوب الفنان الاسباني بابلو بيكاسو «1881 1973»، لتستلهم الفنانة عناصر لوحتها من جسد المرأة لتعيد تركيبه في تكوين هندسي، لتضفي بألوانها الحيوية والنقية بعداً جديداً من مفهومها للحياة. ويتميز أسلوبها ببساطة التكوين ونقاء الألوان الزيتية مما يمنح الزائر شعوراً بالراحة لدى تأمل لوحاتها.

تيارات

 يأخذ التشكيلي يانوين وو الزائر في رحلة بين تيارات فنية مختلفة من فن الخط الصيني التقليدي إلى رسم الطبيعة بالأحبار الصينية ومنها إلى الفن المعاصر لوجوه غرائبية أقرب منها إلى الكابوس، ليجمع في أعمال أخرى بين الأسلوبين التقليدي والمعاصر.