يعد الخطاط العراقي وسام شوكت المقيم في الإمارات، من الفنانين الذين ركنوا شهادتهم في الهندسة المدنية، بعد تخرجهم عام 1996، وتبعوا شغفهم بالخط العربي. وهذا الشغف تملك وسام منذ كان في الصف الرابع الابتدائي، حين دهش بجمال ما كتبه أستاذه على لوح الصف بخط الرقعة، ليكون بوابته إلى عالم فنون الخط العربي.
وكشف شغفه ذاك، عن موهبته في الخط الذي لم يبتعد عنه يوماً، ليصبح بعد سنوات التدريب والصبر، من الأسماء البارزة في عالم الخط العربي. وليفتح له عشقه بالحرف، باباً جديداً في فن الغرافيك، ثم ليبدأ مرحلة جديدة في الجمع بين التصميم وخبرته الطويلة في الخط العربي.
وهو يؤكد في حواره مع «البيان»، أن هذه التجربة أثمرت قدرته على تطوير خط استلهمه من وحي عدد من الخطوط العربية التقليدية، الذي استغرق في تأسيس قواعده وأصوله وكتابة أبجديته، ما يزيد على 10 سنوات، ليعرف لاحقاً باسم خط الوسام، موضحاً أن منهجه يستند إلى توجه أن العبارة تفرض تكوينها في فن الخط.
ما الذي دفعك إلى ابتكار خط جديد. وهل خرجت به عن أصول الخط العربي؟
واجهت خلال عملي في التصميم والغرافيك والشعارات، بعض الصعوبات في تطويع الخطوط التقليدية، من دون الخروج عن قواعدها، ومع مضي الوقت، بدأت في تشكيل الخط الذي يتفاعل بمرونة مع التكوين المطلوب.
وأنا لم أخرج عن قواعد الخط، بل استلهمت تشكيل حروفه من مجموعة خطوط، في مقدمتها الخط السنبلي التركي الذي ابتكره الخطاط الراحل عارف حكمت عام 1914، الذي وافته المنية عام 1918، قبل الانتهاء من مشروعه.
انسجام
هل ابتكارك هذا الخط يعني هجرك للخطوط التقليدية؟
بالتأكيد لا، فالنص أو المقولة تفرض تكوينها، وبالتالي نوعية الخط المتناغم معها منها ما يتطلب الخط الكوفي أو الجلي ديواني أو الثلث وغيرها، أما خط «الوسام» فينسجم مع التصاميم المعاصرة، كذلك الشعارات، كما أتناول الحرف بمفهوم الفن التجريدي لأشكل منه تكويناً جمالياً من دون الخروج عن قواعد الخط.
هل يعتمد فن الخط على الموهبة أم الصبر والمثابرة؟
من هم أبرز الخطاطين الذين اجتهدوا في تطوير الخط العربي؟
هناك في بداية القرن العشرين، الخطاط والمصمم عارف حكمت، الذي لم ينتشر خطه «السنبلي»، بسبب تمسك العثمانيين بالتقاليد والأصول، ورفضهم الاجتهاد، وهو ما نسميه «سلفية الخط». ونادى الشاعر والروائي والخطاط العراقي محمد سعيد الصكار(1934– 2014)، الذي استقر في باريس منذ عام 1978، بابتكار الخطوط. ويحسب له ابتكار الخط «البصري».
ويعد أول من أدخل الحروف العربية في الكتابة الإلكترونية، إذ كسر قيود الحرف العربي الطباعي، و طوره بما يتلاءم مع معطيات التحديث في الطباعة القائمة، حالياً، والمستندة إلى الحاسوب، كما نادى بابتكار الخطوط.
وأيضاً، أبدع في التطوير والابتكار، الخطاط السوري منير الشعراني، الذي استلهم خطوطه من الكوفي والخط المغربي. وكذلك الخطاط تاج السر حسن من السودان، الذي ابتكر الخط الحر.
حاجة
ما الذي تفتقد إليه ساحة الخطاطين في الزمن الحاضر؟
تفتقر الساحة إلى المقالات النقدية المتخصصة بالخط وتناول جمالية الخط العربي في تقويم النص الأدبي. وظهرت في فترات سابقة، بعض المحاولات لخطاطين، لكنها لم تستمر أو أنها غير منتظمة.
منحوتة حروفية
أحدث نتاج فني لوسام شوكت، تصميمه عبارة «رمضان كريم» بخط الوسام، التي حُولت إلى منحوتة بمفهوم فن المدينة. وعرضت في دبي، خلال شهر رمضان في كل من: مركز «ممشى سيتي» في شارع الوصل، وفي ممشى «ذا بيتش»، ضمن منطقة جميرا بيتش ريزيدنس.