حصاد خير وثقافة وفير واندفاع مميز من مختلف القطاعات، ميزا نتائج مبادرة «تبرع بكتابك» في دبي، والتي تختتم اليوم، حيث نظمتها شركة «مراس» بالتعاون مع المجلس الإماراتي لكتب اليافعين، خلال شهر رمضان المبارك، بمشاركة «سيتي ووك» و«ذا بييتش» و«بوكس بارك»، الوجهات الترفيهية البارزة. إذ تركزت في جوهرها على جعل هذا الشهر الكريم، فرصة لحث وتحفيز الناس، من مختلف الشرائح، على التبرع بكتب مفضلة لديهم، حيث توضع في صناديق مخصصة وزعت في تلك الأماكن، ليستفيد منها جميع محبي القراءة من الذين لا يملكون مقوماً مادياً يكفيهم لاقتناء الكتب.

وتمثل هذه المبادرة برنامجاً مجتمعياً هادفاً أتى ثمرة لتعاون بين المجلس الإماراتي لكتب اليافعين و«سيتي ووك» و«ذا بيتش» و«بوكس بارك». كما أنه من المقرر أن توزع الكتب المتبرع بها على المكتبات العامة لتتوفر لجميع الراغبين فرصة الاستمتاع بقراءتها بسهولة ويسر.

ملكة

وقالت مروة العقروبي، رئيس المجلس الإماراتي لكتب اليافعين: «إن تعاوننا مع سيتي ووك، وذا بيتش، وبوكس بارك، في مبادرة تبرع بكتابك، تعد وسيلة مثالية للمشاهير والشخصيات ذات التأثير والأشخاص العاديين، لتقديم الأفضل دائماً في سبيل خدمة المجتمع والمساعدة في تنمية ملكة حب القراءة لدى الأطفال. وأضافت: «يشير التقرير العربي الرابع للتنمية الثقافية الصادر عن مؤسسة الفكر العربي للعام 2012، إلى أن متوسط قراءة الطفل العربي هو ست دقائق فقط في السنة، ونظراً لهذه الأرقام المخيفة، فنحن محظوظون بدعم قضية جديرة بالاهتمام، مثل مبادرة تبرع بكتابك الرمضانية، ونأمل أن تثمر جهودنا في غرس حب القراءة بين الشباب واليافعين في الدولة».

فرص العطاء

ومن جهته، قال صالح الجزيري، المدير الأول لقسم إدارة قطاع التجزئة في شركة مراس: «يمنحنا شهر رمضان الفضيل فرصاً للعطاء والمشاركة، كما أننا نود المساهمة في تعزيز ثقافة القراءة على مختلف المستويات في المجتمع، وذلك من خلال تشجيع زوار وجهاتنا للتبرع بالكتب المفضلة لديهم، والمساهمة في تنمية الفكر والخيال بين الأطفال والشباب، وسيقوم المجلس الإماراتي لكتب اليافعين باستخدام الكتب المتبرع بها في جلسات خاصة بالقراءة يشرف عليها فريق عمل المجلس خلال زيارته للمدارس في دولة الإمارات، كما ستوضع الكتب في المكتبات العامة للأطفال حيث يسهل عليهم تداولها والتمتع بها، خلال أوقات فراغهم».

كتاب إماراتيون

كان لافتاً حرص مجموعة كتاب إماراتيين، على دعم وتعزيز هذه المبادرة. إذ اعتنوا في تحفيزها بكل الأشكال، ومن بين ذلك توقيعهم كتبهم والتبرع بها ضمن الفعالية، ومن ضمن هؤلاء: الكاتبة ميثاء الخياط التي شاركت بالتبرع بكتبها التي ألفتها، ومنها كتابها «طريقتي الخاصة» الصادر بنسخته العربية والذي سيترجم قريباً إلى اللغة الإنجليزية.. كذلك كتابها «أحب لحية أبي الطويلة» المتوفر باللغتين العربية والإنجليزية.

وأكدت ميثاء في حديثها إلى (البيان) في الخصوص، أن هذه المبادرة تعتبر من أفضل المبادرات التي شاركت فيها، وترى أنه في الشهر الفضيل عادة الناس أن يتبرعوا بالمال والطعام والملابس ولكن التبرع بقصة أو كتاب، يكون له تأثير أفضل وأعمق، على المجتمع. ويمنح الشباب والأطفال فرصة للقراءة والتعلم.

تنمية العقل

الكاتب عمر البوسعيدي، شارك في المبادرة وتبرع بكتابه الذي ألفه (جاست ريد إيت): Just Read It. والبوسعيدي، الذي هو أساساً رجل أعمال إماراتي ومدير بالوكالة لفريق تشجيع الاستثمار السياحي في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، أشار في تصريح لـ(البيان)، إلى أن هذه المبادرة تهدف إلى تنمية العقل والروح، وتشجيع الشباب على قراءة الكتب، ولاقت إقبالاً كبيراً. وتبرع كثيرون بكتبهم وساهم العديد في نشر الفكرة وأبدوا إعجابهم بنجاحها.

تفاعل

لقيت المبادرة تفاعلاً من مختلف القطاعات. وشاركت فيها جهات إعلامية وثقافية متنوعة. ومن بين المشاركين: إيمان بن شيبة رئيس تحرير«سيل»، المجلة الإلكترونية الشهرية وعلياء الحزامي، كاتبة شابة تبلغ 18 عاماً .