«لولا جبرا إبراهيم جبرا لما عرفنا شكسبير، ولا عرفنا رواد الأدب الروسي غوغول وتشيخوف ودويستوفسكي لولا سامي دروبي، ولما تعرفنا على فلسفة وشعر الأديب الهندي طاغور لولا بديع حقي، ولما عشنا عوالم قرية ماكوندو في رواية 100 عام من العزلة لغارسيا ماركيز لولا الترجمة الأولى لسامي الجندي» هذا المقتطف يعكس مساعي «مؤتمر دبي للترجمة» المقام تحت رعاية كريمة من سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، رئيس مجلس أمناء مؤسسة الإمارات للآداب، والذي افتتح صباح أمس في مقر جامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية في مدينة دبي الطبية، والذي ينظم بالشراكة بين المجلس التنفيذي لإمارة دبي ومؤسسة الإمارات للآداب.

واستمع الحضور الكبير إلى مداخلات المتحدثين الرسميين الثلاث في الجلسة الرسمية «لما يسير التسامح والترجمة جنباً إلى جنب»، وهم معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة وتنمية المعرفة، ومعالي الشيخة لبنى القاسمي وزيرة الدولة للتسامح، وعبدالله عبدالرحمن الشيباني أمين عام المجلس التنفيذي لإمارة دبي.

بيت الحكمة

واستهل معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان كلمته بالزمن الذهبي لعهد الترجمة في الوطن العربي في القرن الثامن الميلادي، في عصر الخليفة العباسي هارون الرشيد الذي أسس بيت الحكمة الذي كان بمثابة مكتبة ومعهد ترجمة وأكاديمية للباحثين من مختلف بلدان العالم، لتتم ترجمة مختلف المعارف والعلوم والآداب. وانتقل إلى الزمن الحاضر مؤكداً على أهمية دور الترجمة في مد جسور التواصل بين الثقافات وفهم الآخر، كما نوه بمسؤولية المترجم في فهم واستيعاب الثقافات الأخرى وتقديرها.

عمق المعرفة

وأشارت معالي الشيخة لبنى في كلمتها إلى أن الترجمة بمثابة بوابة نطل منها على مختلف الحضارات الإنسانية، والتي تساهم في تعزيز التواصل والتفاعل فيما بينها مما يثري التنوع الفكري والإبداع، وقدمت نموذجاً لهذا الدور الريادي المتمثل بجهود وبرامج مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم. وبينت أنه لا بد من ارتكاز الترجمة على العمق الثقافي والمعرفة الواسعة باللغتين، للتمكن من نقل المعنى والمضمون بأبعاده.

إثراء المحتوى

وقدم الشيباني صورة موجزة لإنجازات المجلس التنفيذي في سياق تنفيذ خطة دبي 2021، التي تشمل مجموعة من ورش العمل بعنوان مختبرات الإبداع. وقد أفرز المختبر الذي شاركت فيه نخبة من ممثلي الجهات الحكومية والخبراء والفاعلين في المشهد الثقافي وصناعة النشر في الإمارة، مجموعة من التوصيات التي ترجمت على شكل مبادرات استراتيجية. وجاء تطوير الترجمة في صلب هذه التوصيات التي ركزت بشكل خاص على تعزيز جانب العرض المتمثل بإثراء المحتوى الإبداعي باللغة العربية كوسيلة لتعزيز القراءة.

وقد أنعش جلسة «عامل الإبهار - الترجمة من العربية إلى الإنجليزية» البريطاني هيمفري ديفيس الذي ترجم أكثر من 20 كتاباً من العربية إلى الإنجليزية والمقيم في القاهرة منذ 45 عاماً، وشاركت فيها الروائية المصرية أهداف سويف.

تحية

حرص جمهور المؤتمر وفي مقدمتهم الشبان والشابات على تحية الروائية الجزائرية أحلام مستغانمي والتقاط صور تذكارية معها. يُذكر أن مستغانمي التي تتربع على رأس قائمة الرواية العربية الأكثر مبيعاً، اختيرت في إبريل الماضي سفيرة “يونسكو” للسلام. كما تشكل ظاهرة بحد ذاتها بين الكتاب العرب، إذا نظرنا إلى الطوابير من قرائها الشباب الذين يقفون بانتظار الحصول على توقيعها بالساعات.