رأى د. إبراهيم أحمد ملحم أن الكتاب والشعراء يسعون جميعاً إلى استقطاب جمهور مواقع التواصل الاجتماعي، لأجل أن يحققوا الشعبية الكبيرة. كما تناول في محاضرته «الإبداع الأدبي في مواقع التواصل الاجتماعي (تحريك مياه النقد الراكدة)». الطرق المستحدثة التي ينشر فيها هؤلاء الكتاب، في ظل غياب النقد.
وذلك مساء أول من أمس في اتحاد كتاب وأدباء الإمارات فرع المسرح الوطني في أبوظبي، واستهل الأمسية الإعلامي عبدالرحمن النقي الذي أشار إلى أن المحاضرة تلامس واقعاً جديداً ومتسارعاً.
تنافس
أوضح د. إبراهيم أحمد ملحم أن 3.5 مليارات شخص في العالم، يستخدمون الإنترنت أي بنسبة 47%من سكان الأرض، ويبلغ عدد من يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي مليارين و306 آلاف بنسبة 30%ومن يستخدمونها على هواتفهم النقالة ملياراً و860 ألفاً. وقال: إن هذه النسبة مرتفعة جداً ومتزايدة، وتمكن الأشخاص من الكتابة والنشر مباشرة بمجرد الضغط على الزر.
وأضاف: هذا ما أوجد تنافساً حاداً، في ظل تغيير مستمر في المحتوى. وأشار إلى أن الهاتف النقال أصبح متصلاً بالتطبيقات مما أدى إلى انشغال الإنسان بهاتفه وألغى العلاقات الدافئة بين البشر.
وخص ملحم في حديثه القصة والشعر والخاطرة في ظل ممارسات أدبية، وغياب النقاد، وأوضح: في حال وجود عدد من النقاد فإنهم يقفون موقف المتفرج، بدون متابعة وآراء نقدية.
وأضاف يعتمد النشر على الإثارة حتى لو كانت المعلومة صحيحة، ويلاقي المجاملة المفرطة في التعليقات ويحصل كل هذا في ظل غياب النقد. وقال: أن كل هذه الممارسات تجعل الفرد يعتقد أن ما يقدم له هو ما ينمي ذائقته الثقافية والفنية وما إلى ذلك. رغم وجود الأخطاء التي تحولت إلى مسلمات.
الومضة
أشار د. ملحم إلى القص واللصق الذي يعمد إليه البعض، في ظل غياب حقوق الملكية الفكرية، لكي يقال بأن فلاناً شاعر. وقال: عند استخدام المبدعين المتميزين لمواقع التواصل الاجتماعي ينزل إلى مستوى الجماهير، بينما عندما يبدأ المبدع ضعيفاً فإن المستوى قد يرتفع أو قد يبقى كما هو.
وأوضح: أن الكتاب اعتمدوا على ما يسمى بـ «الومضة» وتعود بجذورها إلى الإغريق الذين كتبوا ما عرف بالشذرات
على شواهد القبور، ومن ثم ظهر فن التوقعيات في العصر العباسي، ومن ثم تناولها طه حسين نثرياً في كتابه «جنة الشوك». وشكك ملحم بأن يكون أحد من هؤلاء الكتاب قد اطلع على مثل هذه المصادر. كما استعرض عدداً من التجارب الأدبية لما يعرف بالقصة القصيرة جداً والتي يعتمدها بعض الروائيين، لينزل بنصوصه إلى الثقافة الجماهيرية، أو القصيدة القصيرة جداً.
وقال: كل هذا يوجد صعوبة في تحديد تجنيس هذا الأشكال. كما أشار إلى تجارب النبطي، مبيناً بأن الجميع يحاولون الحفاظ بمثل هذا الأسلوب على الحكمة، وقال: كل هذا الإبداع يبقى في المياه الراكدة، وليس هناك من نقد لهذه الإنتاجات وهو ما يجعل النقاد في واد والمبدعون في وادٍ آخر.
سيرة
إبراهيم أحمد ملحم، حاصل على الدكتوراه في الأدب العربي ونقده من جامعة اليرموك عام 1997، وعلى دبلوم جامعة كامبردج في تقنية المعلومات عام 2006. يدرس في جامعة الإمارات العربية المتحدة منذ عام 1998، أصدر 25 كتاباً منها الأدب والتقنية، والمجتمعات الافتراضية: التكنولوجيا ورقمنة الإنسان. له أكبر موسوعة ببليوغرافية على الإنترنت، وهي «موسوعة الثقافة والتراث».