في صباح يوم الإثنين الموافق الخامس من أكتوبر 2003، انتقل إلى رحمة الله تعالى الممثل المسرحي السعودي الكبير بكر فهد صالح إبراهيم الشدّي، أول ممثل مسرحي في تاريخ المملكة العربية السعودية وعموم أقطار الخليج والجزيرة العربية يحصل على درجة الدكتوراه في الأدب المسرحي من واحدة من أعرق الجامعات البريطانية.
كانت وفاته عن عمر ناهز الرابعة والأربعين، في أعقاب معاناة استمرت عامين مع ورم سرطاني في الدماغ، علماً أن حالته أثناء وجوده في مستشفى الرياض التخصصي كانت تخف أحياناً ثم ما تلبث أن تنتكس.
وبعد عصر اليوم نفسه صلي على جثمانه بمسجد الراجحي بالربوة، ووري الثري بمقبرة النسيم بالرياض، المدينة التي شهدت كل سنوات دراسته الجامعية الأولى، وكذلك سنوات نبوغه ومجده الفني.
غير أن مراسم الصلاة عليه ودفنه شهدت بعض الهرج والمرج بين زملائه الفنانين وعشاق فنه الذين جاءوا لتوديعه من مختلف مناطق السعودية من جهة، وبعض المتشددين من جهة أخرى من أولئك الذين آثروا ألا تمر المناسبة الحزينة بالسلام والدعاء للفقيد وذكر محاسنه الكثيرة. حيث تعمد الفريق الأخير استفزاز الفريق الأول من خلال إطلاق عبارات تتوعدهم بالمصير نفسه (انظر صحيفة الشرق الأوسط ــ 8-10-2003).
توقف وتأمل
لم يكتف المتشددون بذلك فحسب وإنما كتبوا في مواقعهم ما يفيد أن الفقيد كان نادماً في أيامه الأخيرة على تاريخه الفني وأنه مات تائباً، وكان يريد أن يكتب رسالة بخط يده موجهة إلى الشباب يحثهم فيها على الابتعاد عن الفن والتمثيل ولكن ظروفه الصحية لم تسمح له بذلك.
مضيفين ما نصه: «إن هذه الحوادث وأشباهها من حوادث الموت والرحيل تستحق من المسلم التوقف والتأمل في حاله وعمله وعلاقته بربه تعالى. جميعنا يذكر هلاك المغني طلال مداح على مسرح المفتاحة بأبها والعياذ بالله وهو يحتضن عوده، أجارنا الله وإياكم من سوء الخاتمة.
والجميع هنا سمع وقرأ عن موت محمد العلي بنوبة قلبية.
والمعنى أن الجميع راحل عن هذه الحياة مهما بلغ ووصل، والسعيد منا من وعظ بغيره، والعاقل منا من يعد زاده ويستعد للقاء الله تعالى، ولا يلقي بالاً لأصوات الخزي والفساد والإجرام، التي تحاول جاهدة نشر الفساد والإفساد في هذا المجتمع عبر فتح باب التمثيل والاختلاط ودعوة فاسدات الخليج للمشاركة في تلويث سمعة هذا الوطن».
روعة الأخلاق
وقد استنكر الكثيرون هذه العبارات وتصدوا لها، مذكرين أصحابها أن ما قيل عن توبة الفقيد قبل رحيله، هو خطاب التوبة المطلوب من كل مسلم تطبيقاً لقوله تعالى «وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون»، واقتداء بسنة الرسول (ص) الذي قال: «إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من 70 مرة».
وفي السياق نفسه كتب محمد الرشيدي في جريدة الرياض (6-10-2003) مذكراً من تقولوا على الراحل بروعة أخلاقه وإنسانيته وحبه للجميع وإيمانه القوي رغم آلام المرض والإرهاق.
أما زوجة الفقيد لطيفة المشاري (أم ولديه فيصل ومعتز وابنته الوحيدة المها) فقد نقلت مجلة عالم حواء (10-8-2002) عنها، أثناء علاج زوجها، قولها: «أحمد الله وأشكره على كل حال، والمسلم في نعمة وخير، إنْ أصابته سراء شكر، وإنْ أصابته ضراء صبر.
وما مرّ به زوجي من أزمة صحية أثرت عليه وعلينا جميعاً، ولم يكن أمراً هيناً أو عارضاً صحياً عادياً، ولكن كلما ازدادت حالته سوءاً، كلما ازددتُ أنا وهو قوة وإيماناً وتفاؤلاً وأملاً بقدرة الله عزّ وجلّ الذي لا يعجزه شيء حيث يقول للشيء كن فيكون.. ولا أعتبر نفسي قد قمتُ بعمل عظيم بوقوفي إلى جانب زوجي، ولكن هذا ما يجب على كل زوجة محبة لزوجها، وهو ما أمرنا به ديننا الحنيف، وما كنت أراه من والدتي تجاه والدي».
ذكرى الفقيد
وتمر الأيام ويأتي عام 2019 ليتذكر السعوديون فقيدهم من جديد بعد مرور 16 عاماً على رحيله، لكن بطريقة مختلفة تماماً تتماهى مع جمال وبهجة وروح رؤى وخطط المملكة العربية السعودية لجهة الانفتاح الثقافي والفني على العالم بشرقه وغربه.
ففي يناير 2019 كان الصوت الأعلى هو صوت الهيئة العامة للترفيه، ممثلة في رئيس مجلس إدارتها المستشار تركي بن عبد المحسن آل الشيخ الذي قرر إطلاق اسم الفقيد على المسرح الذي ستقام عليه العروض المسرحية العربية خلال موسم الرياض، وذلك تقديراً لمسيرته الفنية الحافلة بالنجاحات.
حديثنا في الأسطر التالية هو عن الممثل المسرحي السعودي الكبير، الذي ترك بصمات خالدة لا يمكن أن تنمحي من ذاكرة جمهوره السعودي والخليجي والعربي بفضل ما قدمه من أعمال متميزة على مدار عشرين عاماً من العمل على الساحتين الفنيتين المحلية والعربية.
مولد ونشأة
ولد الشدّي في العاشر من يناير 1959 في مدينة بقيق، إحدى مدن النفط الحديثة الثلاث في شرق السعودية، ابناً لعائلة تنحدر من بلدة العيون بالأحساء.
كان والده من العاملين في شركة الزيت العربية الأمريكية (أرامكو)، وبهذه الصفة سكن مدينة بقيق، حيث نشأ ابنه بكر، وأنهى دراسته الابتدائية والإعدادية في المدارس الحديثة التي بنتها أرامكو بموجب اتفاقاتها مع الحكومة السعودية.
بعد إتمامه للمرحلة الإعدادية، وبسبب عدم وجود مدرسة ثانوية في بقيق وقتذاك، اضطر الشدّي للانتقال إلى الأحساء التي تخرّج من مدرستها الثانوية العريقة، لينتقل الشاب الأسمر النحيل مباشرة بعد ذلك إلى الرياض من أجل الالتحاق بجامعة الملك سعود.
في الرياض كانت أمام صاحبنا خيارات دراسية متنوعة، غير أنه اختار كلية آداب اللغة الإنجليزية، ربما بسبب تفوقه في هذه اللغة الأجنبية بفضل تأثيرات بيئة أرامكو التي نشأ بالجوار منها.
وهكذا لم تمر سوى أربع سنوات إلا والشدّي يحمل ليسانس الآداب - قسم اللغة الإنجليزية، لكنه فوق ذلك كان قد أشبع هواية التمثيل الكامنة في داخله، واكتسب خبرة في الأداء والإلقاء، وامتلك وعياً بأهمية المسرح الجاد ودوره المجتمعي، حيث لعب انخراطه في مسرح جامعة الملك سعود، الذي وصفه لاحقاً بأنه «يمثل رافداً مهماً جداً من روافد المسرح في المملكة العربية السعودية»، وتعرفه وملازمته للفنان حمد العلي، ثم انضمامه إلى جمعية الثقافة والفنون دوراً محورياً في تعلقه بالعمل المسرحي، وهذا أثر بدوره على قراراته التالية.
إخراج مسرحي
لكن قبل أن نتحدث عن هذه القرارات، لا بد من الحديث عن نشاطه في عقدي السبعينات والثمانينات من القرن العشرين، والتي تمثلت في إخراج النص المسرحي من قالبه الديني والتاريخي المشبع بالمواعظ والنصائح، إلى قالب مغاير يلامس قضايا المجتمع المعاصرة وهموم المواطن، والانطلاق نحو الأعمال التلفزيونية لإحداث نقلة فيها من مرحلة التجريب إلى مرحلة الإبداع؛ بل حمله راية الإنسان المؤمن بأن الفن رسالة سامية وأن على صاحبها احترام عقول جمهوره المسرحي والتلفزيوني عبر تقديم أعمال تمزج الثقافة بخفة الظل والمتعة بتنقل الشخصيات من دور إلى دور.
وشهدت هذه الفترة من حياته محطات مهمة مثل مشاركته كبار نجوم التمثيل في منطقة الخليج والعالم العربي في عدد من الأعمال المسرحية والتلفزيونية الخالدة.
فقد ظهر في مسلسل «الملقوف» الكوميدي الكويتي سنة 1973 إلى جانب كبار نجوم المسرح والتمثيل الكويتيين من أمثال عبد الحسين عبد الرضا وحياة الفهد ومحمد جابر وأحمد الصالح، وجاسم النبهان وعبدالله الحبيل؛ ومثــّل المسرحية السعودية «صور من الحياة» سنة 1974؛ وشارك لأول مرة في عمل مسرحي مع جمعية الثقافة والفنون بالرياض من خلال مسرحية «قطار الحظ» التي عرضت عام 1978؛ وأدى دور الطبيب في أربعة أجزاء من برنامج «سلامتك» التوعوي الصحي سنة 1980 مع عبد الناصر الزاير وهدى الخطيب وزينب الضاحي وكاظم القلاف وبشير الغنيم ويوسف بوهلول؛ وظهر في دور «مروان» في المسلسل السعودي «السعد وعد» مع محمد الطويان سنة 1982.
انعطافة مهمة
وشكل منتصف الثمانينات انعطافه مهمة في مسيرته الفنية كونه انتقل من المحلي إلى الخارجي بظهوره في العام 1985 في الجزء الخامس من المسلسل المصري «محمد رسول الله» إلى جانب النجوم: عفاف شعيب، أمينة رزق، سميحة أيوب، حسين الشربيني، عبد الرحيم الزرقاني، وغيرهم.
وفي العام نفسه قدم البرنامج التلفزيوني السعودي «من كل بستان زهرة» مع ناصر القصبي وعبدالله السدحان وصالح الزير، علاوة على مسرحية «تحت الكراسي» السعودية بمشاركة محمد العلي وعبدالله السدحان وناصر القصبي وبشير الغنيم وخالد سامي، والمسلسل الكويتي «إليكم مع التحية» مع خالد النفيسي وحياة الفهد وغانم الصالح وعبد الرحمن العقل والممثلة المصرية خيرية أحمد.
وفي العام التالي (1986) شارك في المسلسل السوري «وداعاً زمن الصمت» مع فاديا خطاب ورياض نحاس وهاني الروماني ووفاء موصللي، ليتلوه بمسلسلين في عام 1987 أولهما المسلسل الكوميدي العائلي السعودي الكويتي «فوق تنور ساخن» مع مريم الغضبان وغانم الصالح وانتصار الشراح ومحمد المنيع وصالح حمد (إمبيريج)، وثانيهما المسلسل السعودي الكوميدي «الملقوف» مع محمد الكنهل ويوسف الجراح ومحمد المنصور وعلي الهويريني.
دراسة جامعية
قرر الشدّي في ثمانينات القرن الماضي أن يواصل دراسته الجامعية العليا.
وبالفعل سافر إلى الولايات المتحدة التي حصل فيها من جامعة أوهايو على درجة الماجستير.
غير أن طموح الرجل لم يتوقف عند هذا الحد، رغم شهرته الفنية وأحواله المادية الجيدة.
ذلك أن هدفه لم يكن الوظيفة أو الشهرة أو المال، وإنما تقديم صورة مشرّفة خالدة لوطنه في مجال الإبداع المسرحي على نحو ما فعله عظماء المسرح العالمي الذين قرأ كثيراً عنهم وتجول في سيرهم وأعمالهم.
وعليه شدّ الرحال مرة أخرى على نفقة الأمير الراحل فيصل بن فهد بن عبد العزيز، لكن هذه المرة باتجاه بريطانيا، موطن ويليام شكسبير، وبرنارد شو، وأوسكار وايلد.
وهكذا التحق الشدّي بجامعة درهام بمدينة نيوكاسل التي تعتبر واحدة من أقدم الجامعات البريطانية، بل تأتي في المرتبة الثالثة من حيث العراقة بعد جامعتي أكسفورد وكامبردج على التوالي. وفي عام 1988 أنهى الرجل أطروحته للدكتوراه في الأدب المسرحي بمرتبة الامتياز، وبات قادراً على تقديم وتمثيل مسرحيات عالمية باللغة الإنجليزية مثلما حلم دائماً.
فنون وثقافة
وبعودة فناننا إلى وطنه وهو يحمل شهادة لم يحملها من قبل أي من أقرانه الفنانين الخليجيين، عينته جمعية الفنون والثقافة السعودية مستشاراً للجنة الفنون المسرحية، وفتحت مصر.. قلعة الفن الأولى في العالم العربي ذراعيها له بترحاب أكبر من ذي قبل، خصوصاً وأنه أدهش زملاءه هناك بدقته في عمله ومخارج ألفاظه السليمة وأخلاقه العالية.
فهو كما قال عنه الكاتب فهد الغريري في صحيفة الجزيرة السعودية (14-3-2003): «كان نموذجاً للفنان الملتزم بفنه وأخلاقياته وهمه الثقافي والفكري، وقدم أجمل صورة لأبناء بلده في البلدان الأخرى من خلال ثقافته الراقية وأخلاقه العالية وانضباطيته وكرمه وطيبة قلبه الشديدة وحسن معشره مع الجميع.. بشهادة الجميع».
في سنوات ما قبل رحيله أضاف الشدّي، الذي عــُرف بمعاناته الطويلة، إلى ما قبل وفاته بسنوات قليلة، من فوبيا قيادة السيارات عدداً من الأعمال المسرحية والتلفزيونية إلى رصيده الفني.
من ذلك مشاركته في سنة 1998 منى واصف وسلمى المصري وعباس النوري وعبد الرحمن آل رشي وعبدالله السدحان وناصر القصبي وخالد سامي في بطولة المسلسل البدوي السوري/ السعودي المشترك «عيون ترقب الزمن»؛ ثم ظهوره في العام نفسه في حلقات الجزء الثالث من برنامج «افتح يا سمسم» الموجه للأطفال في دور الطيار؛ فقيامه في سنة 1991 بمشاركة كل من فريد شوقي وكريمة مختار وحسن مصطفى في مسلسل «البخيل وأنا»؛ وظهوره في العام ذاته مع صلاح السعدني ودلال عبد العزيز وأحمد راتب وسعاد نصر في مسلسل «على مائدة أشعب»؛ ووقوفه أمام ميرفت أمين ومصطفى فهمي وعبد العزيز مخيون ويوسف داوود ووفاء مكي في مسلسل «بنت سيادة الوزير» سنة 1992؛ ومشاركته بوسي وعبد المنعم مدبولي ومصطفى فهمي ووفاء مكي تمثيل مسلسل «ماما نور» عام 1992 أيضاً.
وفي عام 1998 ظهر في مسلسل «صدق الله العظيم» مع محمود الجندي وحنان سليمان وليلى حمادة وعفاف رشاد.
آراء وأقوال
وأخيراً، فلابد من استعراض آراء وأقوال البعض ممن عرف فناننا عن كثب، طبقاً لما نشره الكاتب فهد الغريري في صحيفة الجزيرة (مصدر سابق).
فقد تحدث عنه الفنان راشد الشمراني قائلاً: «بالنسبة لي بكر الشدّي ليس مجرد زميل أو صديق، فهو أخ ومعلم استفدتُ من ثقافته ومن الاحتكاك به الكثير جداً خلال 15 عاماً كان فيها بكر نموذجاً للفنان المثقف الذي يثريك بما لديه من ثقافة وعلم وأخلاق».
وأعرب الشاعر الشعبي السعودي صنيتان المطيري عن اعتزازه بالعلاقة التي جمعته ببكر الشدّي فقال: «أعرف بكراً منذ ما يقارب 15 عاماً، وهو إنسان رائع بكل معنى الكلمة ويحمل من الصفات الجميلة الشيء الكثير، فهو وفي ومعطاء ومثقف إلى أبعد درجة، وكثيراً ما تبادلنا الكتب حتى أن نصف مكتبته موجودة لدي ونصف مكتبتي لديه، كما أن لديه خصلة عانينا منها كثيراً وهي عزة نفسه الشديدة».
أما الكاتب عبد العزيز الصقعبي فانتقد عدم تكريم المبدعين إلا بعد رحيلهم، قائلاً إن: «بكر الشدّي ليس مبدعاً فقط، بل هو (رمز) من رموز الحركة الفنية والثقافية لدينا، وهو رمز مشرّف في جميع المحافل والأعمال التي قدمها محلياً وعربياً، وتقدير هذا الشيء وتكريمه واجب».
1991
بكر الشدي كان حاضراً على المستويين السعودي والخليجي، بقوة في عقدي التسعينيات والثمانينات بالقرن الماضي، بجانب حضوره العربي المؤثر، ومن أمثلة ذلك : ظهوره عام 1991 بمسرحية «للسعوديين فقط» مع عبدالله السدحان وعبد الإله السناني وبشير الغنيم ويوسف الجراح، ظهوره بدور «أبوناصر» عام 1999 بمسلسل «العولمة» الخليجي مع حياة الفهد ومحمد المنصور وفاطمة الحوسني ومحمد العيسى وفايز المالكي.
ومن المعروف أيضاً عن الشدي تقديمه سهرات تلفزيونية عديدة، مثل: «أزهار من البيت القديم، الزفة»، ناهيك عن ارتباط اسمه بشهر رمضان المبارك على نحو خاص، كونه دأب على تقديم مجموعة من الأعمال المميزة في الشهر الفضيل.
2003
من شواهد محبة نظراء الشدّي المصريين له واهتمامهم به أن نقابة الفنانين المصريين أرسلت وفداً إلى الرياض برئاسة نقيبها آنذاك الفنان يوسف شعبان ونائبه الفنان أحمد بدير للاطمئنان عليه وهو يصارع المرض.
وتجدر الإشارة هنا إلى أن الفنان الراحل قد اختتم مشوار حياته الإبداعي مع مشاركته في العمل السوري «حكايا من ظرفاء ولكن» سنة 2003 الذي أدى فيه دور «إبن الوراق»، وذلك بعد أن كان قد شارك سنة 2001 بمسلسلين سوريين آخرين.
اقرأ أيضاً: